header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

على المجتمع الدولي حل القضية الفلسطينية بالعدل والإنصاف

انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (1 جمادى الثانية 1445)، استمرار الجرائم الإسرائيلية في غزة، مطالبا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة التسوية العادلة للقضية الفلسطينية.


الحرب في غزة حرب مدمرة
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: كلنا نعرف ما يعيشه أهل غزة في هذه الأيام، من ظروف صعبة، وسوى الحروب التي حدثت في الماضي واستخدمت فيها الأسلحة الفتاكة، لا أحد يتذكر مثل هذه الحرب الجارية في غزة، والحرب في غزة حرب تدمير.
وأضاف قائلا: لقد استخدمت إسرائيل كل قوتها ومنشآتها ضد أهل غزة، بحيث أصبح أنصار إسرائيل الآن غير مرتاحين بسبب هذه القضية. لقد أصبحت إسرائيل عدوانية للغاية وتسببت في كوارث كبيرة في غزة. إن قُتل نحو ١٥٠٠ إسرائيليا لكن إسرائيل قتلت ما يقرب من ٢٠ ألف فلسطيني في غزة، غالبيتهم من المدنيين والأبرياء، ولا توجد حكومة أو دولة تفعل مثل هذا السلوك العدواني.
وأشار خطيب أهل السنة قائلا: حتى اليهود أنفسهم بدؤوا يحتجون ضد إسرائيل؛ وقد أغلقت اليهود أمس أحد الشوارع الرئيسية في مدينة نيويورك ، احتجاجا على التصرفات الإسرائيلية، فإذا كان الإسرائيليون بشراً، فكذلك الفلسطينيون وسكان غزة، وإن كان العالم وقف كله لدعم شعب أوكرانيا معتقدين بأن الأوكرانيين مضطهدون وأن جرائم الحرب تُرتكب في أوكرانيا وتُنتهك حقوق الإنسان، فإن الوضع في غزة أسوأ بكثير. ورغم أن الروس الذين هاجموا أوكرانيا، اليوم ومع جرائم إسرائيل في غزة يستصغرون جرائمهم تجاه جرائم الكيان الصهيوني ويقولون: نحن وإن قتلنا أشخاصا في أوكرانيا، لكننا لم نقتل أشخاصا مثل إسرائيل في غزة، بحيث قتلوا في فترة قصيرة جدًا من الزمن، عددًا كبيرًا من المواطنين ودمروا مدينتهم.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: نطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان و كل الأحرار، أن لا يسكتوا عندما يتجاهل شخص ما حقوق الإنسان وينتهكها، فلا بد من عتابه وإدانته بشدة.


لا يوجد حل سوى إعادة الأراضي المحتلة إلى الفلسطينيين وإقامة حكومة فلسطينية مستقلة
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: لقد ثبت الآن للجميع أنه لا حل إلا إعادة الأراضي المحتلة إلى الفلسطينيين، وتشكيل حكومة فلسطينية مستقلة، وينبغي أن يترك مصير الفلسطينيين بأيديهم، وينبغي للإسرائيلين والفلسطينين وجميع شعوب العالم أن يأخذوا في الاعتبار هذه القضية حتى يعيش جميع أطفال هذه الأرض المقدسة بسلام، ولا يقتل بعضهم بعضا، ولا يأخذ بعضهم بعضًا كرهائن، ولا يدمر بعضهم منازل البعض، وينبغي التوصل إلى حل عادل ومقدس حتى يتمكن الطرفان من العيش بسلام.
وأضاف: إن أمريكا التي تقدم دعمًا بلا حدود لإسرائيل وقدمت الدعم المالي والأسلحة لإسرائيل، يجب عليها أن توقف تصرفات إسرائيل العدوانية، ويتعين على أوروبا وغيرها من القوى الغربية والحكومات الكبرى أن تعمل على حل هذه القضية؛ وهذا هو مطلب جميع دول العالم.


نعرب عن تعازينا لأسر شهداء حادثة راسك / الحفاظ على أمن المحافظة أمر حيويّ ومهمّ
وأشار خطيب أهل السنّة في جزء آخر من خطبته إلى حادثة الهجوم المسلح الذي وقع فجر الجمعة في مدينة راسك على مقرّ الشرطة، وتابع قائلا: إن الحادث الذي وقع في مدينة راسك مقلق للغاية بالنسبة لنا ونحن جميعا آسفون لهذا الحادث، ونتقدم بتعازينا لأسر الشهداء من هذا الحادث ونتشارك معهم الحزن.
وأضاف قائلا: الحفاظ على أمن المحافظة أمر حيوي ومهم للغاية، وأنصح كافة الجهات والأطراف بحماية الأمن ومراعاته.


“الصدق” من مكارم الأخلاق ومن المحاور المهمة للنجاة
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأول من خطبته “الصدق” من أهم مكارم الأخلاق و من المحاور المهمة للنجاة في العالم، موصيا الجميع بمراعاة الصدق والأمانة والاجتناب من أساليب المنافقين.
وأضاف قائلا: لقد أكد القرآن الكريم والحديث على الصدق، فالصدق من مكارم الأخلاق ومن المحاور المهمة للنجاة والديانة، ولن يستقرّ الإنسان على الصراط المستقيم ما لم يكن صادقا، لأن الصراط المستقيم هو طريق الصادقين، يقول الله تعالى: يا أيها الناس اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.
واستطرد فضيلته قائلا: يوم القيامة ينجو من كان صادقا في عقيدته وأعماله؛ يقول الله تعالى: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم. ولا يوجد طريق نجاة لمن كان كاذبا في أقواله وأعماله وكان على عقيدة باطلة.
وأضاف خطيب أهل السنّة قائلا: الإنسان لا يصل بالكذب إلى نتيجة مطلوبة، فالصدق ينجي والكذب يهلك. الصدق يجلب الثقة والسلام والطمأنينة، حتى لو بدا أن نهايته على الشخص نفسه، أما الكذب فهو يؤدي إلى الشك والقلق والتوتر ويزعج الإنسان، ولا توجد طمأنينة في الأكاذيب أبدًا، ولكن هناك طمأنينة في الصدق، فالصدق يقود الإنسان إلى الجنة، والكذب يقوده إلى الفجور والجحيم.
وأكد فضيلته قائلا: يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في حديث: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف. وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقال إن المنافق هو من يظهر نفسه للمسلمين بأنه مسلم، لكنه لم يكن مسلما في القلب. المنافق هو ذو الوجهين، الذي يخفي الحق والحقيقة في قلبه ولا يقوله، ويتكلم بالكذب وما يخالف الواقع. خيانة الأمانة والكذب وإخلاف الوعد من علامات المنافقين، وللأسف أصبحت هذه الصفات شائعة في المجتمع اليوم.
وصرح فضيلته قائلا: الكذب قبيح لجميع الأفراد، ولكن إذا صدر الكذب من العلماء والآباء والشيوخ والمسؤولون الذين وثق بهم الشعب والحكام الذين بيدهم شؤون الناس، فهو أقبح وأشنع بكثير.
وتابع قائلا: الصدق مهم ومؤثر للغاية. علينا جميعا أن نكون صادقين، وبالصدق تحفظ ثقة الإنسان وسمعته، وإذا كذب الإنسان يفقد سمعته، ونصيحتي لجميع الطبقات أن يكونوا دائما صادقين وجديرين بالثقة وأن يتجنبوا التعدي على حقوق الناس.

85 مشاهدات

تم النشر في: 16 ديسمبر, 2023


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©