header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (٧ رجب ١٤٤٥) إلى الهجمات الصاروخية التي تم تبادلها بين إيران وباكستان، مؤكدا على “العلاقات الطيبة” و”المصالح المشتركة” بين البلدين، وعلى أن “تبادل إطلاق النار ليس في مصلحة أي من بلاد الجوار حكومة وشعبا، وأنه يجب حل المشكلات من خلال الحوار”.
وتابع فضيلته قائلا: حدث في الأسبوع الماضي تبادل هجمات صاروخية بين بلدين، في حين أن هذا الأمر لا يبدو مناسبًا بين البلاد التي تربطها علاقات ودية مع بعضها البعض أن تحدث مثل هذه الأحداث.
وأضاف: تتمتع إيران وباكستان بعلاقات طويلة وجيدة للغاية مع بعضهما البعض، ولدى هذين البلدين مصالح مشتركة؛ إن حفظ هذه المصالح واحترام حق الجوار أمر حيوي ومهم للغاية، ويجب على الطرفين احترامه. لشعب إيران وحكومتها مصالح مشتركة مع كافة الشعوب والدول. علاقاتنا مع جميع البلاد جيدة ولم تكن لدينا علاقات سيئة، لذا يجب تجنب أي توتر مع جيراننا.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: تبادل إطلاق النار على الحدود ليس في مصلحة أي شعب أو حكومة، وننصح كافة الأطراف بالاجتناب من هذه التصرفات.
وأضاف فضيلته: في تبادل إطلاق النار الذي حدث بين إيران وباكستان، أكثر من قتل فيه هم الأطفال والنساء من الجانبين، وهذا أمر مؤلم. عادة يتعرض النساء والأطفال لأكبر الخسائر في الحروب.
وتابع فضيلة الشيخ: أوصي جميع الأطراف، ولا سيما دول الجوار، بالتفاعل والتعاون. نحن نهيب بحكومة باكستان وحكومة بلادنا على أنه إذا كانت هناك أية مشكلات، فلا بد من حلها من خلال الحوار والتفاوض، ومن خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية.


يجب على إيران وباكستان الاستماع إلى شكاوى شعبيهما والاعتناء بهما
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نصيحتي الأخرى لكل من حكومتي باكستان وإيران هي التعامل مع الشكاوى الموجودة للمواطنين داخل هذين البلدين. البعض من المواطنين الغاضبين على الأوضاع لا يستطيعون تحمل الضغوط والمشكلات ويهربون إلى البلدان المجاورة، لذلك يجب على المسؤولين أن يستمعوا لهؤلاء المواطنين ولا يتركوهم يقعون في أحضان الآخرين ويستغلهم الأعداء. هكذا الإيرانيون الذين يعيشون في الغرب وأوروبا وأجزاء أخرى من العالم ولديهم شكاوى، فمن الحكمة التحدث معهم ومعرفة ما لديهم، فإذا كانت مطالبهم ومقترحاتهم منطقية وحكيمة، فلا بد من التعديلات وجلب مرضاة الشعب.
واستطرد قائلا: نصيحتنا الأخرى للسلطات الباكستانية هي أن يبذلوا المزيد من الاهتمام لبلوشستان. كانت هناك احتجاجات لأبناء هذا الإقليم حيث لم تحظ بالكثير من الاهتمام في الحكومات السابقة من حيث البناء والتنمية وتوظيف أبنائها. يجب على السلطات الباكستانية أن يستمعوا إلى شعبهم، وهذه هي الطريقة الأفضل والأقل تكلفة وهي طريقة معقولة.


أوضاع التعليم في البلاد والمحافظة سيئة ومؤسفة للغاية
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من خطبته، إلى مشكلات التعليم في البلاد والمحافظة، وأضاف قائلا: يواجه التعليم في البلاد أزمة ويحتاج إلى اهتمام جاد. التعليم هو أساس تطور الأمم وتقدمها، وتهتم جميع الأمم به وتضعه في مقدمة الأولويات.
وتابع: عندما يواجه المعلمون مشكلات، يجب الاهتمام بها، لأن المعلم الذي يواجه مشكلات مالية لا يقدر أن يقوم بواجبه بالطريقة الأحسن. تواجه المدارس والمعلمون مشكلات في جميع أنحاء البلاد، ولكن في محافظة سيستان وبلوشستان واجهوا مشكلات في الماضي وهم الآن في وضع حرج. لا توجد مدارس وإمكانيات التعليم في العديد من المناطق. كان التخطيط في الماضي للمحرومين من التعليم سيئا، والآن تم التخلي عن هذه الطبقة تماما والوضع الآن حرج للغاية. يقال إنه رغم مرور عدة أشهر على العام الدراسي، لا يوجد العدد الكافي من المعلمين، وفي العديد من المناطق والمدارس التعليمية توجد مشكلات.
وأضاف قائلا: إن أفضل سياسة في هذا المجال هي توظيف أبناءالمنطقة في التعليم وتعيين معلمين وأكاديميين من المنطقة نفسها. هناك العديد من الأكاديميين وخريجي الجامعات عاطلون عن العمل. والحاجة ماسة إلى تنشيط معاهد تدريب المعلمين لتدريب المعلمين من السكان الأصليين الذين يتمتعون بالمزيد من الشفقة تجاه تلاميذ المنطقة.


على جميع الأطراف وقف الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن
كما أشار خطيب أهل السنة إلى الوضع الحالي في غزة قائلا: في الحرب المدمرة في غزة، فقد أكثر من ٢٤ ألف فلسطيني أرواحهم حتى الآن، معظمهم من الأطفال والنساء. لقد وصل الوضع في غزة إلى مرحلة حرجة وهناك حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وأكد قائلا: نصيحتي لجميع الأطراف هي وقف الحرب في أسرع وقت وحل المشكلات عبر الحوار، ونأمل أن يحقق الفلسطينيون استقلالهم وتكون لهم دولتهم المستقلة ويحكموا مصيرهم، وتتوقف نار الحرب المدمّرة في هذه الأرض إلى الأبد، ويعود الأمن إلى الشرق الأوسط. فالشرق الأوسط يتجه حاليا نحو حروب وحوادث خطيرة جداً. إن أمن منطقة الشرق الأوسط والعالم يعتمد على حل قضية غزة وفلسطين.


جامعة دار العلوم زاهدان والجامع المكي يواجهان ضغوطا اقتصادية
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في الجزء الأخير من خطبته إلى المشكلات والضغوط الاقتصادية التي تتعرض لها دار العلوم زاهدان والجامع المكي الكبير في زاهدان، وقال: جامعة دار العلوم زاهدان من أكبر المراكز العلمية في البلاد، والحمد لله يدرس في هذا المركز طلاب من داخل الوطن وخارجه، ولقد تقدمت هذه الجامعة بفضل الله تعالى وبدعوات العلامة عبد العزيز رحمه الله (مؤسس هذا المركز العلمي)، وبدعاء وجهود الأساتذة.
وأضاف قائلة: يتساءل الكثيرون لماذا لا يتم بناء هذا المسجد؟ يجب أن أشير إلى أنه لا يمكننا أن نبني المسجد بأيدي فارغة، نحتاج إلى اهتمامكم.
وصرح خطيب أهل السنة قائلا: دار العلوم زاهدان والجامع المكي الكبير يواجهان مشكلات بسبب التضخّم وارتفاع الأسعار في البلاد، كما فرضت سلسلة من الضغوط الاقتصادية على جامعة دار العلوم والجامع المكي في زاهدان، لا نريد أن نخبركم بتفاصيلها في الوقت الحالي، ولكن نشير فقط إلى أنه قد تم إيقاف بعض موارد الجامعة، كما فرضت السلطات بعض التحديات فيما يتعلق ببعض الخدمات، لذلك نطلب من عامّة الناس في المحافظة والبلاد، أن يعتنوا بكل من جامعة دار العلوم والجامع المكي في زاهدان ويقدموا مساعداتهم إلى هذين المركزين.

119 مشاهدات

تم النشر في: 20 يناير, 2024


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©