header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة في زاهدان:

لماذا ليست للمرأة مكانتها الحقيقية؟

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (17 شوال 1445) إلى التمييز ضدّ المرأة، وقال: المرأة تشعر أنها لا تراعى مكانتها الحقيقية. أقول منذ سنوات بأنه يجب جعل النساء في المكان الذي يليق بهن.
وأضاف: درجات النساء في الجامعات اليوم أعلى من الرجال، وعدد النساء في الجامعات أعلى من الرجال. لماذا يتم إبعاد النساء اللاتي يُظهرن كفاءتهن ومقدرتهن في المجالات العلمية، ولا يوضعن في مكانهن الحقيقي؟ لماذا لا تشارك المرأة في الإدارة العامّة ومراكز صنع القرار في البلاد؟ بعض النساء أكثر ذكاءً من الرجال ويبذلن جهدا أكبر من الرجال.
وتابع خطيب أهل السنة: ليس من الشرع أن يمنع منصب رئاسة البلاد من المرأة ومن أهل السنّة، وهذه القوانين معادية للإسلام لأنها ضد العدالة؛ النساء وأهل السنّة إيرانيون، فبأي قانون وبأي استدلال قرآني يتم تهميشهم؟ للأسف، وخلافاً للفلسفة الوجودية للجمهورية الإسلامية التي كان من المفترض أن تكون منفذة للعدالة، وأن تحكم بالإسلام ومنهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، لقد تم تأصيل التمييز في الدستور منذ البداية.


كافحوا العلة بدل المعلول
واعتبر فضيلته قضية الحجاب “احتجاجا على المشكلات الوطنية والوضع الاقتصادي الفوضوي والتمييزات”، وأضاف قائلا: هذه العوامل دفعت النساء إلى الانخراط في العصيان المدني. لسوء الحظ، في بلادنا وفي العديد من البلدان الأخرى، لا يحاربون العلة، بل يحاربون المعلول، بينما في جميع القوانين الدولية إنما المحاربة تكون ضد العلة، على سبيل المثال، منظمة الصحة العالمية تحارب سبب الملاريا للقضاء عليه، ولو أنها حاربت حمى الملاريا بدلا من بعوضة الملاريا، لكان المرض أكثر انتشارا.


يعاني الشيعة الأكفاء أيضًا من التمييز
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لو تمت إزالة التمييز ضدّ المرأة والقوميات والطوائف والمذاهب، وتحققت العدالة، فسوف تحل مشكلات كثيرة. ولسوء الحظ، فإن التمييز منتشر على نطاق واسع، لدرجة أن العديد من الشيعة الأكفاء أيضا يعانون منه.
وأضاف: قلنا مرات عديدة أنه حتى لو تم استخدام شيعة أكفاء في الإدارات، لم تكن لدينا شكاوى كثيرة وكنا نلتزم الصبر. إذا كان الرجال القادرون والجديرون يتحملون مسؤولية إدارة البلاد بشكل صحيح، فإن النساء سيصبرن أيضاً، ولكن لسوء الحظ، يتم استخدام طائفة معينة فقط.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى مرونة الرسول وسيدنا علي وسائر الخلفاء الراشدين قائلا: المرونة مهمة جداً ولن تحل مشكلة ما دام يعالج المعلول بدل العلّة. لماذا لا يُظهر المسؤولون في بلادنا المرونة؟

وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: يقول البعض لماذا تقول هذه الكلمات. نحن إن لم نذكر الحق، فإن الله تعالى سيغضب علينا، ونقول الحق من باب النصيحة وإرادة الخير.
واستطرد فضيلته قائلا: كتبت لي إحدى أمهات الشهداء في رسالة، أنه ينبغي ترك بيان هذه الكلمات، لأنه لا جدوى منها، ولكن الواجب علينا أن نقول هذه الكلمات بنِيّة الخير وإصلاح المجتمع كما أمر الله تعالى في القرآن.


صبرُ الشعب له حدود
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الضغوط والعقوبات الدولية على إيران، وقال: إن ضغط كل العقوبات موجّه إلى الشعب الإيراني، وصبر الشعب له حدود. عليكم بإدارة البلاد بطريقة تجنّب هذه العقوبات، وعليكم بتنظيم سياساتكم في الداخل والخارج بطريقة مناسبة حتى لا تضاف عقوبات جديدة. هذه حقائق ونحن لا نسيء إلى أحد. لكن البلاد لا تقدر على تحمل المزيد من العقوبات، ومن الضروري منع الأزمات من خلال تطبيق السياسات والتخطيط الصحيح في حالات الطوارئ.


أوقفوا الإعدامات
واعتبر إمام و خطيب أهل السنّة في زاهدان، إيقاف عمليات الإعدام من مطالب الشعب الإيراني في البلاد وقال: إن عمليات الإعدام في البلاد غير مسبوقة في تاريخ الإسلام والأديان السماوية، والشعب الإيراني يطالب بوقف عمليات الإعدام. “توماج صالحي” شاعر وفنان أبدى بكلمات، ولا ينبغي اعتباره محاربًا بسبب ذلك، فلم يكن قاطع طريق ولا قاتلاً يستحق الإعدام. على المسؤولين التحلي بالصبر. لا ينبغي إعدام مواطن من أجل الكلمات، وعلى القضاة والسلطة القضائية أن يراعو أحوال الشعب ومطالبهم؛ في كل مكان في العالم، يهتمون بمطالب شعوبهم.
وأضاف قائلا: عليكم أن تستمعوا إلى مطالب من أوصلوكم إلى السلطة. الاستراتيجية والحكمة هي أن يكون الشعب إلى جانبكم وأن توقفوا عمليات الإعدام. إن عمليات الإعدام التي تتم باسم المخدرات ليس لها مكان في القرآن ولا في السنة. ولا يصح وضع الأشخاص مصاديق للمحارب إلا في حالات وردت نصوص صريحة قطعية.


الشعب هم صنّاع القرار
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن أرادت السلطات إصلاح البلاد، فعليها أن تهتم بمطالب الشعب الإيراني وتحترم المرأة وتدير شؤونها بطريقة لا تخسر الشعب، لأن الكثير من الشعب الذين دعموا السلطات أصبحوا غير راضين. الأصل الأساسي لكل دولة وصانع القرار الرئيسي هو الشعب.


يجب أن يكون التعامل مع قضية جمعة زاهدان الدامية عادلاً
وأشار خطيب أهل السنة إلى قضية الجمعة الدامية في زاهدان قائلا: قام أحد كبار المسؤولين القضائيين خلال رحلة إلى المحافظة بنقل أحد المسؤولين القضائيين في المحافظة وقال إنهم سيتابعون هذه القضية. ما نريده جميعا أن تجري محاكمة عادلة، ومحاكمة كل من تورّط في قتل الأبرياء في زاهدان وخاش. نحن لا نتجاوز الحق، ولكن لا بد من محاكمة من أمر بقتل المواطنين ومرتكبي هذه الجريمة، فقد أصيب أكثر من ٣٠٠ شخص وقتل أكثر من ١٠٠ شخص ولم يتم تسجيل أسماء كثير منهم. لقد كانت هذه كارثة كبيرة ولا يمكن تعويضها بفديات. يجب أن تكون هناك محاكمة عادلة وقرار مهم. ليس من العدل أن تتم محاكمة عدد قليل من الأشخاص ولا يحاكم الأشخاص الذين كانوا متورطين في هذه القضية.


نحن ندافع عن حدود إيران وسلامة أراضيها
وأضاف: نحن نريد العدالة، لكن إذا استمعت السلطات لمطالب الشعب الإيراني، فنحن مستعدون للتنازل عن حقوقنا. نحن نعاني حينما نرى المتقاعدين يحتجون من أجل رواتبهم، فإذا استجبتم لمطالب الشعب الإيراني، فنحن مستعدون حتى للعفو عن الدماء التي سالت. إيران وطننا وسندافع عن حدودنا إذا لزم الأمر، ولن نسمح لأي أجنبي بالتعدي على أرضنا، ولن نسمح لأحد أن يعرض سلامة أراضينا للخطر. نحن الشعب الإيراني أمة واحدة بكل القوميات والمذاهب.


لا تنفروا الشعب من القوات المسلحة
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في الجزء الأخير من كلمته: نحن نؤمن بالحجاب، ولكننا نعتقد أنه لا ينبغي استخدام قواتنا المسلحة لمواجهة النساء والاحتجاجات. يجب على قواتنا المسلحة حماية سلامة أراضي البلاد وأمنها وحدودها، ويجب ألا تجعل الناس يكرهون القوات المسلحة. ينبغي أن يعتبر الشعب القوات المسلحة والنظام القضائي داعمين لهم. الاحتجاجات موجودة في كل مكان في العالم والحل هو التحدث والاهتمام بمطالب المتظاهرين. لا توجد مثل هذه المواجهات مع المتظاهرين في أي مكان في العالم.

132 مشاهدات

تم النشر في: 28 أبريل, 2024


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©