header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

الشعب الإيراني أكثر وعيا ومحبة بينهم هذه الأيام

وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (11 رمضان 1445) الشعب الإيراني بأنهم أعضاء أسرة واحدة، معبراً في الوقت نفسه عن رضاه عن الوعي الذي يوجد فيهم هذه الأيام، مشيرا إلى أن هذا الوعي يبشر بمستقبل مشرق لهذا الشعب.


لدينا قواسم مشتركة مع جميع البشر وعلينا أن نحترم الجميع؛ هذا هو تعليم الإسلام
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لدينا قواسم مشتركة مع جميع سكان الأرض، ويجب أن نحترم الناس جميعا، فلدينا أخوّة إنسانية مع جميع البشر، وومن المنظور الإسلامي نحن جميعا أبناء آدم وحواء.
واستطرد فضيلته قائلا: لجميع البشر، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، كرامة. إن آية: {وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا} [الإسراء: 75]، تشير إلى هذه الكرامة، بحيث قال الله تعالى لقد كرمنا بني آدم ولم يقل كرمنا المسلمين، لقد أعطى الله تعالى الكرامة لجميع البشر، وأعطاهم وسائل الركوب والأحمال في البر والجو والبحر حتى لا يحملوا الأعباء على أكتافهم، وهذه الكرامة ليست خاصة بطبقة معينة، بل هي لجميع البشر، لكن لسوء الحظ، فإن بعض التعصبات الجافة يبعد الإنسان عن الصراط المستقيم للدين، وعندما يحترم الله تعالى جميع البشر، يجب علينا أيضًا أن نحترم جميعهم، إلا الطاغية المتكبر الظالم الذي لا يحترم الآخرين ويرتكب الظلم.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان: هذا هو تعليم الإسلام أننا نريد الخير للجميع، ونحترم جميع البشر ونتعامل معهم جميعا، ونراعي حقوق الجميع، ونحسن إلى الجميع. يقول القرآن الكريم: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [ممتحنه: 8]، ويقول الله تعالى للمسلمين: {وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْکِتابِ إِلاّ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}، فلا ينبغي لأحد أن يجادل يهوديا أو نصرانيا بعنف، ولكن إذا كان لديه نقاش، ليفعل ذلك بشكل جيد وباحترام، لكن يختلف الأمر مع الذين يرتكبون الظلم إلا أن يتوبوا عن ظلمهم.


الشّعب الإيراني أعضاء أسرة واحدة كبيرة
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من كلمته الشعب الإيراني بأعضاء أسرة واحدة، وتابع قائلا: إيران بلد واسع وشعب إيران أفراد عائلة واحدة. يسافر الشعب الإيراني هذه الأيام إلى سيستان وبلوشستان، وأنتم يا سكان المحافظة عندما ترون هؤلاء المسافرين، يجب أن تشعروا بأنكم أفراد من عائلة واحدة، فالشخص الذي يرى أفراد عائلته سعيد للغاية ويرحب بهم.
وأكد: اعتبروا هؤلاء المسافرين أفراد العائلة الإيرانية الكبيرة. لدينا عائلة إيرانية عظيمة، ولدينا عائلة إسلامية عظيمة، ولدينا عائلة إنسانية عظيمة، كل هذه القواسم المشتركة تجعلنا عائلة نحترم حقوق بعضنا البعض، ونتمتع بالأخلاق الحميدة مع بعضنا البعض.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: إن أهم عامل في انتصار الإسلام هو الأخلاق واحترام الآخرين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يجلس على كرسي بينما يجلس الآخرون على الأرض، بل كان يجلس على الأرض معهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يطعم نفسه وأولاده وغيرهم جائعون، بل كان يعطي للناس أولاً، فإن فضل شيء أكل هو وأولاده. إن حسن الخلق والاحترام هما المؤثران في العالم، والكراهية والحقد والهروب من بعضنا البعض ليس له نتيجة، لكن المحبة هي التي تؤتي ثمارها.
وأضاف قائلا: الحمد لله، لقد نشأت حالة في بلادنا هذه الأيام حيث صار الشعب الإيراني أكثر محبة لبعضهم البعض، وأبرز مثال على ذلك ما شهدناه في فيضانات دشتياري الأخيرة، الذي لم أر مشهدا كهذا في السابق؛ لقد قام الشعب الإيراني بجمع الأموال من أنحاء البلاد ومن مختلف مدن وقرى البلاد حسب استطاعتهم، وساعدوا متضرري الفيضانات، ولا سيما أهل طهران الأعزاء شاركوا بشكل خاص، كما أعرب سكان مناطق مختلفة من كردستان وخراسان وهرمزكان وبوشهر وكلستان وأصفهان وشيراز والعديد من المناطق الأخرى التي يصعب ذكر أسمائها، عن تعاطفهم مع متضرري الفيضانات وساعدوهم في هذه الحادثة.


وعي الشعب الإيراني يبشر بمستقبل مشرق
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: هذه علامة على وعي الشعب الإيراني، والذي يبشر بمستقبل مشرق للغاية للشعب الإيراني. تظهر هذه القضايا أن الشعب الإيراني يتمتع بقدرات ومهارات جيدة جدًا، وإذا تمّ الوثوق بهم وتم استخدام هذه القدرات، فيمكنهم تحويل هذا البلد إلى جنة.
وأضاف قائلا: إذا منحت المرأة الإيرانية فرصة يمكنها بناء البلاد؛ لقد منح الله تعالى هذه القدرة للرجال والنساء الإيرانيين، أقول هذه الكلمات بناءً على المعرفة التي أملكها؛ فحسب علمي جميع الشعب الإيراني بغض النظر عن قومياتهم واتجاهاتهم الدينية من أفضل الشعوب في العالم.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: نسأل الله تعالى أن يتغمّد شعب إيران بأفضل البركات والرحمات في العام الجديد وأن يحل مشكلات وهموم ومتاعب هذا الشعب، ونسأل الله تعالى أن يحل مشكلات أهل فلسطين وغزة وغيرهم من المضطهدين في العالم، ويجعل شعب فلسطين حاكما على مصيره.


على السائقين التزام قواعد المرور لسلامة حياتهم والآخرين
ونصح خطيب أهل السنة في زاهدان السائقين بـالتزام قوانين المرور، وقال: نصيحتي لجميع السائقين أن يلتزموا بقوانين المرور لسلامة حياتهم والآخرين الذين يسافرون، وأود أن أنصح سائقي سيارات نقل المحروقات بشكل خاص أن القيادة بسرعة غير قانونية ممنوعة، ويحرم عليكم تعريض حياتكم وحياة الآخرين للخطر، وبحسب الشريعة فإن الشخص الذي يقود بسرعة غير قانونية وتؤدي هذه القيادة إلى وفاة آخرين، يعتبر هذا السائق قاتلاً وقد ارتكب جريمة قتل خطأ.
وأضاف: كما أوصى مسؤولي محطات الوقود في المحافظة أن لا يجعلوا المسافرين القادمين من أماكن بعيدة وهم متعبون في انتظار للحصول على البنزين في محطات الوقود، ولا سيما إذا كانت معهم نساء وأطفال، فهؤلاء المسافرون هم ضيوفنا وضيوف محافظتنا.


الفساد استهدف بيت المال والثروات الوطنية
وفي جزء آخر من كلمته أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الفساد المالي في البلاد وقال: للأسف هناك فساد في البلاد استهدف بيت المال والثروات الوطنية، وهذا أمر خطير للغاية.
وأشار إلى أنّ جذور كل مشكلات البلاد تعود إلى هذه المفاسد، وأحيانا يوجد الفساد في موضع لا يتوقع الإنسان الفساد فيه، لكن ينتبه أخيرا ماذا حدث هنا! وفي مثل هذه الحالات، لا تبقى ثقة لأحد.


شاركوا في الدعم المالي لدار العلوم والجامع المكي
وفي ختام كلمته خلال خطبة الجمعة، دعا فضيلة الشيخ عبد الحميد الجمهور إلى المشاركة في تلبية الاحتياجات المالية لجامعة دار العلوم والجامع المكي في زاهدان، وتابع قائلا: نواجه أزمات مختلفة في البلاد بما في ذلك الأزمة الاقتصادية، والمراكز العلمية والدينية تواجه نفس الشيء، فهي تواجه أزمة، أنصحكم بالاهتمام بالمدارس التي يجري العمل فيها حقًا، واهتموا بالفقراء والمساكين وعوائل السجناء، لكن خصصوا جزءًا كبيرًا من صدقاتكم وتبرعاتكم لجامعة دار العلوم زاهدان.
وأضاف قائلا: تجري أعمال البناء النهائية للجامع المكي ولدينا ديون كبيرة بسبب توفير مواد البناء، ونصيحتي أن تهتموا بهذا المسجد اهتماما خاصا وأن تشاركوا في هذه الصدقة الجارية.

87 مشاهدات

تم النشر في: 23 مارس, 2024


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©