أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة عيد الفطر في زاهدان (الأربعاء ١شوال ١٤٤٥)، إلى أن البلاد تواجه حالياً تحديات وأزمات في مجالي “السياسة” و”الاقتصاد”، معتبرا “الاستسلام لمطالب الشعب المشروعة” هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمات.
الأزمات الاقتصادية تتحدى كل الطبقات والفئات
قال فضيلة الشيخ عبد الحميد في هذا الاجتماع الذي يقدر عدد الحاضرين أكثر من ٢٠٠ ألف مصل: الوحدة والانسجام وتوحيد الكلمة بالنسبة للشعب الإيراني بأكمله، بما في ذلك الطوائف والمجموعات العرقية والمجموعات المختلفة، حيوية ومهمة للغاية، وإن تماسك الشعب ووحدته من نقاط القوة وعلامات حكمته وفراسته.
وتابع فضيلته: للأسف، نحن اليوم نواجه أزمات في بلدنا تسببت في مشكلات وقلق وضيق، والشعب الإيراني قلق من هذا الوضع، ولسوء الحظّ فإن اقتصاد البلاد وقع في أزمة معيّنة والسياسة تواجه أزمة. “السياسة” و”الاقتصاد” هما القاعدتان الأساسيتان والمحوران الرئيسيان، ووجود الأزمات في هذين المجالين أحدث تحديات ومشكلات في البلاد.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان: إن الأزمة الاقتصادية الحالية لم تشكل تحدياً للضعفاء فقط، بل أيضاً لجميع الطبقات والفئات، فعندما تصبح عملة بلد عديمة القيمة وتهبط، ينهار اقتصاده، لأن جميع المعاملات تتم بهذه العملات، وعندما تنخفض قيمة السيولة في بلد ما، تصبح الحياة صعبة على الشعب.
الاقتصاد خارج من سيطرة قادة البلاد
وأضاف فصيلة الشيخ عبد الحميد: يبدو أن السيطرة على الاقتصاد، أصبحت خارجة من أيدي مديري البلاد، وعندما لا يكون هناك تركيز سياسي، فسوف يهتز الاقتصاد أيضاً. إن حل هذه المشكلة والتحدي يتطلب تفكيراً جدياً وجوهرياً، وإن أفضل طريقة للخروج من هذه الأزمات والتحديات، هي أن ترى السلطات ما يريده ويطالب به الشعب الإيراني، وأن تستسلم للمطالب المشروعة للشعب الإيراني.
وأضاف: الشعب الإيراني هم أصحاب هذا البلد بغض النظر عن عرقياته وطوائفه وميوله المختلفة، وفي أبناء الشعب الإيراني مثقفون ونخب داخل البلاد وخارجها، ويفكر الشعب الإيراني في المصالح الوطنية ويتعاطفون مع بعضهم البعض، ولذلك ينبغي الاهتمام بمطالبهم.
ما أجمل أن يخضع الحكام لمطالب الشعب
وأضاف خطيب عيد الفطر في زاهدان: ما أجمل أن يخضع حكام البلاد لمطالب الشعب، فإن أفضل وأقوى سياسة لأي نظام وحكومة هي الحفاظ على الوطن، وطريق الحفاظ على الوطن هو أن يفكر في الشعب ويكون المسؤولون مع الشعب ويخضعوا لمطالبهم، فهذا هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمات والتحديات.
وأضاف: إذا كان هناك انفصال بين الشعب والحكومة، لا تنحل المشكلات، لكن الحكومة من شأنها أن تخضع لإرادة الشعب وتضع نفسها تحت تصرف الشعب ومطالبه. نأمل أن ينصرنا الله تعالى على هذه المشكلات، ويساعدنا على حل هذه الأزمات، ويساعد الشعب على تحقيق مطالبهم.
رؤية الحقائق مهمة جدًا للتغلّب على التحديات
وأضاف خطيب أهل السنّة: إن أهم ما هو مؤثر في حل الأزمات ويمكن أن ينقذ البلاد من الأزمات والتحديات هو رؤية الحقائق. ومن الصعب حل المشكلات والأزمات إن لم تشاهد السلطات الحقائق و لم تتفهّمها.
وأكّد قائلا: على الشعب والحكومة رؤية الحقائق ووعي الظروف. يجب علينا جميعًا أن نرى ما يريده الشعب اليوم ونفكر فيه. إذا جلسنا بجانب الشعب واستمعنا إلى كلامهم وتصرفنا مثل الشعب، فسوف نفهم ما هي الظروف التي تحكم المجتمع. للأسف هناك الكثير ممن لا يعتبرون هذه الحقائق ولا يرونها، ولا يرون الأحوال في البلاد والعالم، في حين أن رؤية هذه الحقائق أمر حيوي ومهم للغاية من أجل التغلب على المشكلات والتحديات.
إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الحل الوحيد للأزمة الفلسطينية
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من كلمته في خطبة عيد الفطر في زاهدان، إلى أوضاع غزّة والأزمة الفلسطينية، وتابع قائلا: إن الصراع والخلاف المستمر منذ عدة عقود في القدس والأراضي الفلسطينية يجب حله، والطريقة المثالية لإنهاء هذا النزاع وسفك الدماء والوحشية، إعادة الأراضي المحتلة إلى الفلسطينيين، وأن يتمكّن الشعب الفلسطيني من تشكيل حكومة مستقلة، وأن يحكم مصيره. إذا رأى جميع من يسكن في فلسطين الحقائق واحترم البعض حقوق البعض، فسوف تحل المشكلات.
وأكد فضيلته: إن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو تشكيل حكومة فلسطينية مستقلة، ونأمل أن تحل مشكلات الشعب الفلسطيني بعد سنوات عديدة من المعاناة من الحرب والقسوة، وأن يحكم هذا الشعب مصيره.
يجب الحفاظ على أمن المنطقة والمحافظة
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد في الجزء الأخير من كلمته على ضرورة الحفاظ على الأمن، وتابع قائلا: أوصي بحفظ أمن المنطقة والمحافظة. سيستان-بلوشستان هي محافظة تشترك في الحدود مع عدة بلاد، والحفاظ على أمن هذه المحافظة أمر حيوي ومهم للغاية، وشددت سابقا خلال حفل بمناسبة ختم القرآن الكريم بالجامع المكي على ضرورة حفظ الأمن والسلام، والاجتناب من إثارة المشكلات الأمنية.