header

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (22 جمادى الثانية 1445)، التغيرات المناخية وغيرها من الكوارث والمشكلات التي يشهدها العالم، من نتائج تزايد الظلم والحروب وإراقة الدماء.
وأضاف فضيلته قائلا: للأسف اليوم ازدادت الحروب وسفك الدماء والقسوة والظلم في العالم كله، وسبب المشكلات الحالية والمشكلات في العالم من جفاف وعواصف وفيضانات وتغيرات الطقس وشح الأمطار، هو أن البشرية انحرفت عن طريق الفطرة السليمة.
وتابع فضيلته قائلا: قبل فترة عقد في دولة الإمارات مؤتمر بمشاركة دول من مختلف أنحاء العالم، وناقش الخبراء تغير المناخ في ذلك المؤتمر، وناقشوا لماذا أصبح الحرّ في الصيف والبرد في الشتاء لا يطاق، لماذا يوجد تساقط ثلوج وأمطار كثيرة في بعض النواحي من العالم تترك خسائر بينما في الجزء الآخر منه لا يوجد مطر ولا ثلوج. لماذا اختل التوازن على الأرض، وبحثوا في هذا المؤتمر حول الأسباب الظاهرة، ولكن من وجهة نظر القرآن، فإن أسباب هذه المشكلات والتغيرات المناخية هي أن تصرفات الإنسان تجعل الطبيعة تخرج عن طبيعتها ولا تتحرك وفق مصالح البشر.


قادة إسرائيل وجيشها لا رحمة فيهم
وأشار خطيب أهل السنة في زاهدان إلى جرائم إسرائيل في الأحداث الجارية في غزة كمثال على الظلم البيّن في العالم المعاصر، وقال: اليوم يحدث ظلم كبير في غزة والأراضي الفلسطينية، لقد قتل أكثر من 22 ألف فلسطيني في غزة حتى الآن، وتبين لنا أن السلطات والجيش الإسرائيلي لا رحمة فيهم، في حين أن جميع الكتب المقدسة، بما في ذلك القرآن والتوراة والإنجيل والزبور، أكدت على أن لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا، فإذا غلبتم على عدوكم يجب الانصاف، فالعدل والإنصاف والصدق والحكم العادل مهمة، ولسوء الحظ اختفى العدل والإنصاف في العالم اليوم، والعديد من المسلمين واليهود والنصارى لا يتبعون تعاليم كتبهم المقدسة.
وأكد فضيلته قائلا: إذا لم يكن لأهل غزة ناصر، أفلا ينبغي للصهاينة والإسرائيليين أنفسهم أن ينصفوا ويراعو العدل؟ لا شك أن هناك بعض اليهود يعارضون الوحشية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، ومن يرتكب الظلم فهو مذموم ومدان من وجهة نظرنا، ما ذنب نساء وأطفال وأهل غزة ليقتلوا بهذه الوحشية؟!


حادثة كرمان الإرهابية كانت صادمة للغاية
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الحادث الإرهابي الأخير في كرمان قائلا: من الخطأ سفك الدماء من أي جهة ومن قبل أي شخص كان. الهجوم الإرهابي الذي وقع في كرمان كان صادما للغاية، وقد استشهد في هذا الحادث العشرات من مواطنينا من النساء والأطفال، ونحن ندين بشدة هذا الهجوم.
وأكد فضيلته قائلا: نعتقد أنه لا يجوز قتل أي إنسان مهما كان رأيه أو عقيدته. وتعاليم الإسلام هي أنه إذا ارتكب شخص ما جريمة قتل، فسيتم القصاص منه، ولذلك فإن سفك الدماء ليس له مكان في الدين الإسلامي.


يجب احترام الحقوق القانونية لجميع المواطنين
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: للأسف كثرت في بلدنا العزيز المشكلات والظلم والجور، وأكبر الفساد والإثم هو الدماء التي تسفك ظلما، وهذه الأمور تتسبب في أن تنزل الأمطار على الجانب الآخر من حدود البلاد، ولكن عندما تصل إلى حدودنا يتغير اتجاه السحب أو لا يهطل المطر، لذلك يجب علينا جميعا أن نتوب.
وصرح فضيلته قائلا: تجاهل حقوق الإنسان خطيئة خطيرة جداً، ويجب مراعاة العدل و احترام حقوق جميع الناس على أساس الشريعة الإسلامية والدستور، ونصيحتنا لجميع المسؤولين أن يحترموا حقوق جميع المواطنين، مسلمين وغير مسلمين، والدستور الذي يحدد الشرعية للجميع يؤكد على احترام حقوق الناس كافة ولا يجوز لأحد أن يتجاوز القانون، لكن من المؤسف أن البعض يرون أنفسهم فوق القانون ويعتقدون أن بإمكانهم فعل ما يريدون. وربما أفتاهم البعض بجواز ما يريدون فعله، في حين أنه لا يمكن لأي مفتٍ أو عالم أو إنسان أن يحل ما حرمه الله تعالى.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: للأسف كثرت عمليات الإعدام في البلاد هذه الأيام، والناس جميعاً قلقون من تزايد عمليات الإعدام، ونخشى أن تؤدي هذه الإعدامات وغيرها من المشكلات والقضايا التي ذكرتها إلى توقف الرحمة الإلهية.


اقترحت على هذه الدولة والدول السابقة عدم فرض ضرائب على المنتجين
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: سنغافورة من البلاد المهمة في العالم. والنقطة المثيرة للاهتمام في سنغافورة هي أن امرأة مسلمة تتولى رئاسة هذا البلد منذ عدة سنوات، في حين أن المسلمين في سنغافورة أقلية ويشكلون حوالي خمسة عشر بالمائة من سكان البلاد، وكانت هذه السيدة رئيسة البرلمان ووزيرة الداخلية في سنغافورة.
وأضاف: هذه السيدة متدينة أيضًا، لذا فهي لا تخلع الحجاب أبدًا، ولقد تمكنت هذه الرئيسة من تطوير سنغافورة من خلال السياسة الصحيحة. لقد وصلت نسبة البطالة في سنغافورة إلى 1% واليوم تنافس هذه الدولة دول العالم المتقدمة وتعد من الدول التي تعتبر المحور الاقتصادي للعالم.
واستطرد فضيلته قائلا: خلال رئاسة هذه السيدة في سنغافورة، زادت ثروة الشعب، وأزيلت الضرائب بالكامل، وأعفي جميع المنتجين التقليديين والصناعيين وشركات الاستثمار المحلية والأجنبية في سنغافورة من دفع الضرائب. وبالمناسبة في الحكومات السابقة وفي هذه الحكومة اقترحت مراراً رفع الضريبة عن المنتجين وعدم فرض ضريبة عليهم ولو ريالا واحدا، ويجب التأكيد عليهم بزيادة جودة إنتاجهم وخفض أسعار السلع، ومهما ارتفعت الضريبة، سيكون هناك ضغط على المستهلك، لأن المنتج سيضطر إلى رفع الأسعار عند دفع الضريبة.
وتابع فضيلته قائلا: إن الشيء اللافت للنظر في سنغافورة هو أنهم في هذا البلد اختاروا الرئيس من بين أقلية مسلمة تبلغ خمسة عشر بالمائة من سكانها. اتضح أن المهم لهم هي الكفاءة والأهلية، والنقطة الأخرى هي ما تمتلكه النساء من موهبة وما يمكنهن فعله إذا تم توليتهن، ولا شك أنها مسألة القدرة والكفاءة والجدارة التي يمنحها الله تعالى لبعض الرجال والنساء، وليس كل رجل أو إمرأة جديرا بالمنصب.


لا ينبغي تجاهل موهبة وكفاءة المرأة
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: المرأة لديها موهبة وكفاءة لا ينبغي تجاهلها. إن أي بلد يتجاهل الرجال والنساء المستحقين يواجه خسارة فادحة. يجب اكتشاف الأشخاص المحترمين من كل طائفة وجماعة بغض النظر عن الدين والعرق. أمنيتنا أن يأتي كل الناس والمسؤولين في بلادنا يومًا ما إلى فكرة البحث عن الأشخاص المستحقين والعثور على الأشخاص المستحقين للبرلمان والحكومة، وعندها تستطيع البلاد التغلب على الأزمات القائمة.
وتابع فضيلته: إذا وسّد الأمر إلى غير كفء كانت النتيجة ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة”، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا ضُيِّعَتِ الأمانةُ فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتُها يا رسول الله؟ قال: إذا أسندَ الأمْرُ إلى غير أهله فانتظر السَّاعة، ولذلك فإنّ دين الإسلام يؤكد على الأهلية ويقول: إن الأمر يجب أن يوسد إلى أهله.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إيران دولة غنية وثرواتها أكبر بكثير من دول مثل سنغافورة. إن مطلب الشعب الإيراني وأمنيته أن تنفق ثروات البلاد وأموالها لهم، حتى تشبع بطون الشعب ويرتاحوا هم وأطفالهم. إن مطلب الشعب الإيراني أن يجري التفكير في الإنسانية ويراعى العدل والإنصاف والمساواة في هذا البلد الواسع.

264 مشاهدات

تم النشر في: 7 يناير, 2024


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©