header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

الاختلاس الأخير صادم ومخيب للآمال

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (24 جمادى الأولى 1445) إلى اختلاس 3 مليارات ونصف المليار دولار في قضية استيراد الشاي، واصفا إياه بـ”الصادم” و”المخيب للآمال”، مشددا على ضرورة “تغيير السياسات” لمحاربة انتشار الفساد في البلاد.


مكافحةُ الفساد تتطلّب “تفكيراً أساسياً” و”تغييراً في السياسات”
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: يتعرّض الشعب الإيراني هذه الأيام بكافة طبقاته وطوائفه من غير استثناء، لضغوط اقتصادية شديدة، ويهاجر الكثيرون ويهربون من إيران بسبب المشكلات المالية. هجرة النخب ومن لديهم القدرة على بناء الوطن، سواء كان بسبب عدم توفّر فرصة العمل لهم أو بسبب المشكلات المالية، تشكل ضربة قوية للبلد.
وأشار فضيلته كذلك إلى الاختلاسات الأخيرة التي شهدتها البلاد وقال: في هذا الوضع الذي تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية حادة، فإن الاختلاس بحجم 3 مليارات ونصف المليار دولار، أمر صادم ومخيب للآمال. مع الأسف أصبح الفساد منتشراً ومتجذرا إلى حد أن أناسا يتجرؤون على اختلاس 3 مليارات ونصف المليار دولار لمصالحهم الخاصة ويوجهون بذلك ضربة كبيرة لاقتصاد البلاد.
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: وقد وقع هذا الاختلاس في الأموال التي كانت تعطى لاستيراد الشاي، في حين أن الشاي لا يعدّ من الحاجات الأساسية ولم تكن هناك حاجة لتخصيص الكثير من الدولارات، إلا أن أولئك الذين أرادوا أخذ هذه الدولارات كان لهم نفوذ كبير لدرجة أنهم خططوا لهذا الاختلاس.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: في بعض الأحيان يعترف بعض كبار المسؤولين أنفسهم بأن الفساد أصبح منتشرا لدرجة أنهم لا يملكون القدرة على محاربته؛ إنهم يكشفون بعض المفاسد، ولكن لا يقدرون على القضاء عل الفساد وإيقافه بشكل كامل.
وأضاف قائلا: إن مكافحة الفساد بكافة أنواعه تتطلب تفكيراً أساسياً، فالفساد له جذور في أماكن خاصة، وإذا أرادوا وقف كل أنواع الفساد والمشكلات، فإن الطريق هو إجراء تغييرات جوهرية، ولهذا قيل مراراً وتكراراً، وكان هذا هو صرخة الشعب الإيراني أن السياسات الماضية لم تنجح وأن البلاد بحاجة إلى تغييرات وخطط جديدة، وهناك حاجة إلى تغيير جذري في السياسات والبرامج.
واستطرد فضيلته قائلا: اتضح أن الأساليب التي استخدمت حتى الآن لاختيار المديرين لم تنجح. يجب أن يكون هناك فكر جوهري حتى يفوض العمل إلى أصحاب الكفاءة والضمير، وحتى لا يعيش الشعب الإيراني الكريم والعظيم أكثر من هذا في الحيرة والاضطراب.


الشعب لديهم مخاوف من تزايد عمليات الإعدام” و”كيفية التعامل مع المعتقلين”
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: المشكلات الاقتصادية أحد آلام الشعب الإيراني، وهناك لدى الشعب شكاوى أخرى في مجالات أخرى أيضا، بما في ذلك أوامر المحاكم والاعتقالات، وقد زادت عمليات الإعدام في البلاد مؤخرًا، مما أثار قلق الشعب، ونعتقد أن هذه الإعدامات لا تتوافق مع الشريعة الإسلامية، فالإعدامات لم تكن في العهد الإسلامي الأول سوى في بعض الحالات القليلة جداً، كما أن هناك شكاوى ومخاوف بشأن معاملة المعتقلين وطريقة الحصول على الاعترافات.
وتابع فضيلته قائلا: نحن نقول للمسؤولين أن يستمعوا لصوت الشعب؛ فهذا هو صوت الشعب؟ يعاني الشعب من آلام كثيرة ويجب الاهتمام بهذه الآلام. هناك بعض الأعمال تتم باسم الإسلام، في حين أن هذه الأعمال ليست من الإسلام فحسب، بل الإسلام يرفضها أيضا.
هذه هي القضايا التي يجب على السلطات الاهتمام بها والعناية بها حتى يعمّ السلام في البلاد.


مخالفة أمر من يمنع من الصلاة واجبة
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: الصلاة هي العلاقة مع الله تعالى وهي عبادة عظيمة جدًا، ونصيحتي لكل أحبتي في داخل الوطن وخارجه ولكل من يستمع لي أن تقيموا الصلاة أينما كنتم. صلوا في المسجد، وفي البيت، وفي الحديقة، وعلى الرصيف، وفي أي مكان تستطيعون فيه، ولا تقطعوا علاقتكم بالله تعالى. اصطحبوا أطفالكم الذين يعرفون حرمة المسجد معكم إلى المسجد.
وتابع قائلا: ونصيحتي الأخرى للجميع أن لا تخالفوا الصلاة وتتعاونوا مع المصلي، فالصلاة ركن مهم من أركان الدين. لا تقبل أبدا كلام من يقول لك لا تصل، لأن الصلاة حكم الله تعالى، وإذا قال لك والدك أو حاكم أو مسؤول ألا تصل، وجب أن تخالف أمره، لأنها كلمة غير جائزة، ومن منع من الصلاة سيدخل نار جهنم.


محبة الصحابة وأهل البيت من معتقدات أهل السنة
وأشار خطيب أهل السنة في جزء آخر من كلمته إلى أيام وفاة سيدتنا فاطمة رضي الله عنها، وتابع قائلا: جميع أهل البيت وأبناء الرسول صلى الله عليه وسلم، وخاصة الصحابة من أهل البيت، لهم مكانة عالية عند أهل السنة، ومحبتهم من عقائد أهل السنة. فكما أن “الصحابة” من مقدسات أهل السنة ويحترمهم أهل السنة، هكذا يحترمون “أهل البيت” ويعتبرونهم من مقدساتهم.
وأضاف قائلا: نعتقد أن ادعاء محبة أهل البيت لا يقبل حتى لا يتبع الإنسان سيرة فاطمة وعلي والحسن والحسين وأهل البيت، وكذلك تقبل محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اتبع الإنسان سيرته، فمن ادعى محبة الله ورسوله، فعليه أن يتبع أوامر الله ورسوله ونواهيه؛ هذه هي المحبة الحقيقية.


مع الأسف عدد ضحايا حوادث المرور مرتفع في سيستان وبلوشستان
وفي قسم آخر من خطبته، أعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد عن أسفه من حوادث الطرق في سيستان وبلوشستان، موصيا عامّة السائقين بمراعاة قوانين المرور، وقال: إن حوادث الطرق مرتفعة للغاية في جميع أنحاء إيران، وخاصة في سيستان – بلوشستان، حيث الطرق في هذه المحافظة ليست معيارية وتحدث حوادث الطرق بسبب السرعة غير المصرح بها أو التجاوز.
وأضاف: نأمل أن تبنى الطرق وكذلك السكة الحديدية التي هي قيد التنفيذ في أسرع وقت ممكن حتى تقل خسائر الطرق.


شعب غزة المظلوم ليس لهم سوى الله تعالى
وفي الجزء الأخير من كلمته خلال خطبة الجمعة في زاهدان، أعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد عن أسفه من الأحداث الجارية في غزة، وقال: يجري هذه الأيام ظلم كبير في غزة، وليس هناك أي مبرر لإسرائيل وداعميها لقتل هذا العدد الكبير من الأبرياء، بما في ذلك النساء والأطفال، وتدمير مناطق مختلفة من منطقة غزة، ولا يسمح أي دين سماوي، أو قوانين إنسانية، أو الفطرة السليمة، أن يتم تدمير النساء والناس، كبارا وصغارا، وتهدم البيوت على رؤوسهم، ويشرد مليونا شخص في هذا الموسم البارد.
وتابع: أهل غزة ليس لديهم ملجأ يذهبون إليه، وقد أعلنت الأمم المتحدة أنه لا يوجد مكان لهؤلاء الشعب، هؤلاء بحاجة إلى الطعام والراحة، والحقيقة أنه لا ملجأ للنساء والأطفال وشعب غزة المظلوم والأعزل إلا الله عز وجل. نصرهم الله تعالى بمنه وكرمه.

(تجدر الإشارة إلى أنه تم جمع التبرعات النقدية الإنسانية لشعب غزة المضطهد في هذه الجمعة في زاهدان).

113 مشاهدات

تم النشر في: 11 ديسمبر, 2023


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©