وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (١١ ربيع الثاني ١٤٤٥)، الهجمات الإسرائيلية على غزة وقصف أهلها بـ “المروعة وغير المبررة”، مطالبا القوى الكبرى وكافة الدول بالتصدّي للمجازر والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل.
وأضاف قائلا: نواجه هذه الأيام ظروفاً صعبة جداً وغير مسبوقة في أرض فلسطين وغزة، ربما رأينا في الماضي أن أهل فلسطين وغزة يتعرضون للقمع والمعاملة القاسية، لكن الوضع الحالي في فلسطين صعب للغاية ولا يمكن أن يتحمله أحد.
وتابع: اليوم تلقي إسرائيل القنابل الأكثر تقدما وتدميرا على أهل غزة، والنساء والأطفال والأبرياء والعزل هم أكثر ضحايا هذه القنابل، ويتم حرق ممتلكات أهل غزة وتدميرها. هذه المشاهد صادمة ومريرة للغاية ولا يتحمله مَن لديه أقل قدر من الضمير والشفقة.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: قال أحد المسؤولين الإسرائيليين إن أهل غزّة كلهم مجرمون. هل النساء والأطفال مذنبون أيضًا؟! من يقبل أن يكون هؤلاء كلهم مذنبون؟! الجمهور الذي يُقتل في قصف غزّة هم أناس أبرياء، وبلغ عدد الشهداء في غزة أكثر من سبعة آلاف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.
وأوضح فضيلته قائلا: إن العالم لا يقبل أي مبرر للقصف والهجوم الوحشي على أهل غزة، ولا يستطيع الجيش الإسرائيلي والسياسيون تقديم أي مبرر لهذه الهجمات. هذه الهجمات تعتبر مجزرة وإبادة جماعية، وتضر بإسرائيل نفسها أيضا.
وتابع فضيلته قائلا: على الأوروبيين والأميركيين أن يمنعوا إسرائيل، لأنهم جعلوا أنفسهم موضع التساؤل لماذا تركوا إسرائيل ترتكب مثل هذه الجرائم! من أصيب بخسائر لا ينبغي له أن يتصرف بطريقة لا ترحم الأبرياء والأطفال والممتلكات؛ لا أحد في العالم لديه مثل هذا الحق.
وأكد فضيلته قائلا: نأمل أن يتحرك المجتمع الدولي والدول الإسلامية والعالم لوقف هذه الحرب المدمرة على الفور، فهذه الحرب تجلب سخط الرب وغضبه، لأن عباده الأبرياء والعزل يقتلون فيها.
ينبغي على حماس إطلاق سراح النساء والأطفال والأسرى المسنين دون أي شروط
ونصح خطيبُ أهل السنّة في زاهدان، حركة حماس بالإفراج عن النساء والأطفال والأسرى المسنين، وتابع قائلا: رسالتي ونصيحتي لحركة حماس، أن تفرج عن الأسرى الإسرائيليين من النساء والأطفال والشيوخ دون أي شروط، وسيكون لهذا العمل أثر إيجابي وسيكون سبب خير، وستكون خطوة نحو مرضاة الله تعالى والكثير من الناس في العالم.
على المصلين والضباط، التحلي بضبط النفس
وفي الجزء الأخير من كلمته، نصح فضيلة الشيخ عبد الحميد المصلين والمسؤولين بضبط النفس وتابع قائلا: الجمعة الماضية أكدتُ على وجوب مراعاة الهدوء، ولكن ثبت لنا أن هناك عناصر يأتون ويحرضون الناس على اختلاق المشكلات. ولذلك ينبغي على المصلين الحذر والعودة إلى منازلهم بعد الصلاة بالهدوء وهم يذكرون الله تعالى. يجب علينا أن نتصرف بطريقة لا تنشأ المزيد من المشكلات.
وأضاف فضيلته قائلا: يجب أن يعلم الناس أن حقوقهم تمت متابعتها وما زالت تتم متابعتها. لقد قلت دائمًا إن أعظم حقوقنا هي حقوق الشعب الإيراني بأكمله، لأننا جزء من الشعب الإيراني، وإذا تم حل المشكلات الوطنية، فسيتم حل مشكلاتنا أيضًا. ويحتل التعامل مع المشكلات القومية والمذهبية في الأولوية الثانية.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان: نصيحتي وتأكيدي للمسؤولين هو ضبط النفس، والعديد من المواطنين الذين تجمعوا في الأسبوع الماضي واعتقلوا من الشوارع كانوا مصلين فقط، نرجو أن يتم إطلاق سراح جميع السجناء، وخاصة السجناء السياسيين، ويجب أن يتحلى الطرفان ببصيرة وبعد نظر، حتى لا تدخل المشكلات إلى مرحلة خطيرة.