header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (23 رجب 1443)، إلى الغزو الروسي لأوكرانيا قائلا: الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا أحد الأحداث الصادمة في هذا الأسبوع.
وأضاف فضيلته قائلا: في عصر التقانة والعلم والمعرفة والحضارة والحوار، وفي العصر الذي يجري الحديث فيه عن حقوق الإنسان وحريته، وفي العصر الذي يدّعى أن البشر ولّى الحروب والوحشية والقتل وراء ظهره، يعتبر الهجوم على بلد وقتل سكانه من المدنيين وغيرهم بالإمكانات الهائلة والأسلحة المدمرة، ظلما وقسوة.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: لماذا لا تحلّ الشعوب والدول مشكلاتها بالحوار؟! على الدول والقوى الكبرى أن تجتنب مهاجمة الدول الصغيرة والبلدان التي ليست لديها القدرة على الدفاع عن نفسها، ولكن إذا شعرت بالمشكلات والخطر في مكان ما، فإن أفضل طريقة هي حلها من خلال المفاوضات والحوار.
وشدد فضيلته قائلا: لا مكان للحروب والاعتداء على البلاد في العصر الحالي، وأي حكومة تقوم بمثل هذه الأعمال ستتعرض للعتاب واللّوم والعزلة.
وصرّح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: ندعو روسيا إلى وقف هجومها على أوكرانيا، ووقف قتل الناس وتدمير ممتلكات البلد وحياة أبنائه، وأن تسعى لحل القضايا والمشكلات من خلال الحوار.


على القادة السياسيين في الهند أن يضغطوا على الحكومة لتراعي الحرية الدينية للمسلمين
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من خطبته إلى أوضاع المسلمين في الهند قائلا: إن الهند كانت من الدول التي تمتعت بالديمقراطية والحرية الكاملة في الماضي، وقد عاش المسلمون وغير المسلمين في سلام وطمأنينة في هذا البلد.
وتابع قائلا: لمسلمي الهند منّة عظيمة على الهند، لأنهم حاربوا الاستعمار البريطاني، وحرروا البلد من احتلاله، لكن لسوء الحظ، يسمع مؤخرًا أن الحكومة الحالية في الهند، وهي حكومة متطرفة، ترتكب فظائع ضد مسلمي هذا البلد.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نصيحتنا للقادة السياسيين الهنود أن يضغطوا على الحكومة الهندية لتجتنب من إيذاء المسلمين ومصادرة حريتهم الدينية وحقوقهم المدنية، لأن هذه الإجراءات تضرّ بتاريخ الهند.


على المرشد الأعلى للثورة أن يتعامل “شخصياً” مع مشكلات ومطالب المجتمع السني في البلاد
وفي قسم آخر من الخطبة، انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد تدخّل بعض المؤسسات والهيئات وبعض الشخصيات في شؤون أهل السنة الدينية، كما انتقد عدم توظيف أهل السنة، مطالبا المرشد الأعلى للثورة بحلّ مشكلات الشعب ومطالب المجتمع شخصياً.
تابع فضيلته بعد قراءة حديث “ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” قائلا: إن إيران دولة عريقة ولها حضارة وثقافة، والشعوب التي لها تاريخ وحضارة، ولا سيما حضارة إسلامية، يجب أن تتمتع بسعة عالية، لأن الإسلام يزيد القدرات والتسامح.
وتابع فضيلته قائلا: من المتوقّع أن يكون هناك المزيد من التسامح في بلادنا، وأن يتمّ ضمان الحرّية الدينية بشكل كامل، فالحرية الدينية هي من أبسط حقوق الإنسان، ولقد وقّعت جميع البلدان بما في ذلك إيران على الميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما أنّ الدستور في بلادنا ينصّ على حرية أتباع المذاهب الإسلامية.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: حسب الدستور وهو الميثاق الوطني لنا جميعاً، لا يحق لأحد التدخل في الشؤون الدينية، ووفقا للدستور يجب أن تكون لنا الحرية في الشؤون الدينية لاتخاذ القرار بشأن تربية أبنائنا وتعيين إئمة الجمعة والجماعات.
واستطرد مدير دار العلوم زاهدان قائلا: للأسف هناك الكثيرون يمارسون أعمالا مخالفة للمواثيق الوطنية والدولية، ويريدون فرض إرادتهم في قضية المساجد، بينما المساجد من الأمور الدينية، ولم يتوجه من مساجد أهل السنة ضرر وخطر للبلاد، لكنها مراكز العبادة حيث يصلي الناس فيها ويتعبدون.
وأضاف فضيلته قائلا: إنّ الدستور أعطى النّاس الحرّية في تعيين من يريدونه كإمام للجماعة أو الجمعة، وأئمة المساجد والجمعة مكلفون بمراعاة القانون، ومن لم يراع القانون يجب أن يكون هو المسؤول عن أعماله.
وتابع قائلا: للأسف في الكثير من المناطق السنية طبّق بعض المؤسسات والمنظمات والشخصيات آرائهم الشخصية، بحيث أصبح أهل السنة في تلك المناطق يواجهون الضغوط والمشكلات، ومع ذلك بناءً على معرفتنا بآراء وأفكار المرشد الأعلى نعتقد أنه لا يوافق على هذه الإجراءات، وإذا تمّ إبلاغه فسوف يمنعها بالتأكيد، ولكن للأسف لم يتم إبلاغه بالمشكلات بشكل كامل.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: مطلبنا من المرشد الأعلى أن يتدخل شخصيا لإيقاف المؤسسات والأجهزة وبعض الشخصيات الذين يتدخلون في شؤون السنة الدينية؛ هذا هو المطلب الشرعي لأهل السنة في إيران.
وتابع قائلا: المطلب الأساسي لأهل السنة، من كردستان إلى سائر المناطق أن يتم تطبيق الدستور وأن يتحكم السنة في شؤونهم الدينية، وأن تكون للحكومة المشورة والإشراف فقط، ويجب الاجتناب من التدخل في شؤونهم الدينية.
وأكد خطيب أهل السنة على ضرورة الاستفادة من كفاءات أهل السنة، قائلا: يعيش أهل السنة في هذه البلاد، فإن كان هناك ضرر أو خطر، فهو للجميع، وإن كانت هناك حرب أو خسارة، فالجميع يحاربون في خندق واحد للدفاع عن البلاد، لكن مطلبنا أن تستخدم كفاءات أهل السنة في المناصب الإقليمية والمناصب العامة وسائر المناطق.
وأضاف قائلا: أهل السنة ملتزمون بوحدة الأراضي والحفاظ على الوحدة والأخوة، ومنهج أهل السنة هو منهج الأخوّة، لكن التدخل في الشؤون الدينية لأهل السنة وعدم استخدام كفاءاتهم يضرّ بهذه الوحدة والأخوّة، ويسبب الشكوى والاستياء فيهم، ونحن لا نريد هذا الاستياء.

815 مشاهدات

تم النشر في: 28 فبراير, 2022


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©