اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (9 ذوالقعدة 1440)، العمل على الشريعة سببا للنور في الحياة الفردية والاجتماعية، واصفا ارتكاب المعصية سببا لظلمة القلب والمجتمع، كما دعا فضيلته الجميع إلى امتثال التعاليم الإلهية والابتعاد عن المعاصي.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: العمل على سنن الرسول الكريم والأحكام الإلهية وكل خير، يزد الإنسان ضياء ونورا. قال صلى الله عليه وسلم: “اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا واجعل في سمعي نورا وفي بصري ومن خلفي نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا اللهم أعطني نورا”.
وصرّح فضيلته قائلا: كما أن العمل على الشريعة سبب للنور في الحياة، تكون المعاصي سببا للظلمة في الجسم والمجتمع. مع كل معصية صغيرة كانت أو كبيرة توجد نقطة سوداء في القلب؛ فإن لم يتب شخص فورا، تعم النقط السوداء كل جسده.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: المعاصي والذنوب تزيل النور والضياء من وجود الإنسان. ربما نحقر معصية، مع أنها عظيمة عند الله. يقول الله تبارك وتعالى: {إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم}.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: على الإنسان أن يتوب ويستغفر، ويذكر ويعبد الله ويفعل الخير، سيدخل نور العبادات في كافة أجزاء بدنه. الهروب من المسؤولية يدخل الظلام في القلب.
وأضاف قائلا: يجب أن نحفظ ألسنتنا، وبدل الكلام العابث نسعى في إعمار آخرتنا واكتساب مرضاة الله تبارك وتعالى. يجب أن نجتنب من المعاصي، لأن النفس والشيطان يسعيان لإزالة النور المعنوي في المدارس والجامعات والمجتمعات.
الحج أعظم عبادة تنور قلب الإنسان وحياته
واعتبر مدير جامعة دار العلوم زاهدان، الحج أعظم عبادة تكون سببا لنورانية الحياة، وأضاف قائلا: ذو القعدة وذو الحجة من أشهر الحج، وأيام العمل والتقوى والحسنات. الحجاج يذهبون في هذه الأيام لحج بيت الله الحرام.
الحج من أهم أركان الإسلام، والذي له تأثير في بناء الأفراد والمجتمع وتوجيههم. الحج تضحية بالمال والنفس. الحج من أعظم العبادات التي تنور قلب الإنسان وحياته.
على إيران وسائر البلاد الإسلامية أن تدين جرائم الصين ضد الأقلية المسلمة في هذا البلد
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، في قسم آخر من خطبة الجمعة، جرائم دولة الصين ضد الأقلية المسلمة في هذا البلد، واصفا إياها بجرائم القرون الوسطى، كما طالب فضيلته إيران وسائر البلاد الإسلامية بأن تندد هذه الجرائم بصوت واحد.
وتابع فضيلته قائلا: دولة الصين ترتكب في منطقة تركستان جرائم وحشية وظالمة ضد مسلميها.
وأضاف فضيلته قائلا: دولة الصين لا تمنع المسلمين في هذه المناطق من الصلاة والصوم فحسب، بل تفصل الأطفال وصغار السن من أمهاتهم المسلمات -حسبما ورد في التقارير والأخبار المنتشرة في وسائل الإعلام- وتقوم برعايتهم في مراكز خاصة بهدف تغيير الدين والمذهب.
وقال خطيب أهل السنة منتقدا هذه الجرائم لدولة الصين: يبدو أن قادة الصين ومسؤوليها رغم تقدمهم في مجالات الصناعة والتقانة، فقراء متخلفون من الناحية الثقافية والأخلاقية والإنسانية.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: يزعم قادة الصين أنهم ما زالوا يعيشون في القرون الوسطى، ولا يطلع العالم على الجرائم التي يرتكبونها، مع أن العالم تبدل في عصرنا إلى قرية، إن وقعت في ناحية حادثة يطلع سائر الناس.
وصرّح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: من العار والمثير للأسف لقادة الصين أن ابتلوا في العالم المعاصر الذي يدعي الثقافة والحضارة، بقصر النظر والوحشية، حيث يسلبون الحرية الدينية والإنسانية لشعب، مع أن الدكتاتورية في عصرنا مثيرة للكراهية وتعدّ عيبا كبيرا.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: البلاد التي لا تراعي حقوق الإنسان، فقراء في الثقافة. الذين يعتقدون مراعاة حقوق الإنسان، يعلمون أنه لا ينبغي أن يتعرض الإنسان نتيجة الفوارق الدينية والاعتقادية والسياسية والثقافية في ضيق وشدة.
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد في كلمته صمت الدول الإسلامية تجاه جرائم الصين ضد المسلمين، وأضاف قائلا: حينما أصدرت 22 دولة بيانا أدانت دولة الصين على تضييع حقوق الإنسان، يعدّ صمت البلاد الإسلامية تجاه هذه القضية قبيحة وسيئة.
وصرح فضيلته قائلا: أطالب رئيس الجمهورية ودولة الجمهورية الإسلامية في إيران، أن يدينوا دولة الصين على هذا التمييز الذي يمارسه ضد المسلمين، ويطالبوا بإنهاء الظلم والتعذيب بحق المسلمين فورا في هذا البلد.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى العلاقات الاقتصادية للصين مع البلاد الإسلامية قائلا: للصين منافع اقتصادية كبيرة في بعض البلاد مثل إيران، بحيث إذا حظرت الدول الإسلامية هذه المنافع، تتضرر الصينيون في مجال الاقتصاد. لماذا يهمل الصينيون منافعهم ومصالحهم التي يملكونها في البلاد الإسلامية، ويرتكبون الظلم بحق مسلمي الصين؟
واستطرد فضيلته قائلا: يجب أن تحتج الدول الخليجية وباكستان وأفغانستان، وسائر البلاد الإسلامية ضد جرائم الصين تجاه مسلميها وتعترض عليها.