header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

قيام الحسين رضي الله عنه كان للعدل وضد الاستبداد

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة بمدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (4 محرم 1440) إلى قيام الحسين رضي الله عنه، واصفا “الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وإقامة العدل”، من أهمّ أهداف قيامه.
وأضاف فضيلته مشيرا إلى بيان أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ما حصل عليه المجتمع البشري من رقي وتطوّر عبر التاريخ، كان نتيجة الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكافحة الفساد. لو ترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويرى كل إنسان مصلحته في السكوت، ينتشر الفساد والمعصية في العالم.
وأشار خطيب أهل السنة في زاهدان قبل بيان أهداف قيام الحسين رضي الله عنه، إلى شطر من فضائل هذا الصحابي قائلا: كان الحسين سبط رسول الله الذي تربى عليه، وعلى السيدة علي وفاطمة الزهراء رضي الله عنهما.
وأضاف قائلا: لم يكن قيام الحسين رضي الله عنه لفتح البلاد والوصول إلى المنصب، بل قيامه كان لأجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح المجتمع والعدل، ومكافحة الفساد والظلم والاستبداد. قام الحسين رضي الله عنه لما شعر بالمسؤولية التي كانت عليه، لأجل هذا انطلق إلى الكوفة واستشهد في صحراء كربلاء.
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان إلى مكانة الحسين رضي الله عنه عند أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة، مؤكدا على لزوم اتباع السيرة العملية بجانب إعلان المحبة قائلا: المهم أن نتبع بجانب محبتنا لله تعالى ولرسوله وللصحابة الكرام وأهل البيت، أحكام الشريعة والسيرة العملية للصحابة وأهل البيت. المحبون الصادقون للصحابة وأهل البيت هم الذين يتبعون سيرة هؤلاء الكرام. الذين يدعون محبة الله والرسول والشخصيات الدينية ولا يمتثلون تعاليمهم، هم كاذبون في دعاويهم.
وأكد فضيلته قائلا: من لا يحب أهل البيت لا نعده من أهل السنة، لأنه ليس على منهج أهل السنة. ليعلم الشيعة والسنة أنهم ليسوا صادقين في دعوى المحبة لأهل البيت والصحابة إلا إذا التزموا التقوى والتدين والسيرة العملية لهؤلاء الأكابر، ويطبقوا سيرتهم في حياتهم العملية.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الرؤية الفقهية لذكريات التعزية للأكابر والعظماء من وجهة نظر أهل السنة، وتابع قائلا: أهل السنة لا يرتدون الملابس السوداء في التعزية لوفاة كبار الصحابة وأهل البيت، ولا يقيمون مواكب العزاء بالطريقة الرائجة، وهذا لا يدل على أنهم لا يحبونهم أو أنهم لا يهتمون بالمصائب التي مرت على هؤلاء، بل القضية تعود إلى المسئلة الفقهية المستنبطة من الآيات والأحاديث.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لا يوجد مسلم وإن كان قسي القلب أن لا يتألم بحادثة كربلاء والمصائب التي مرت على السيد الحسين رضي الله عنه.
وأكد فضيلته على لزوم احترام مقدسات المذاهب قائلا: وصيتي للشيعة والسنة أن يعمل كل من الفريقين حسب فقهه وعقيدته، ولا بد من حفظ حرمة مقدسات المذاهب، لأن الأعداء يبحثون عن بث الكراهية والطائفية، ولا ينبغي أن نوفر للعدو هذه الفرصة.


إن لم تحل مشكلات سنة إيران الآن، فلا رجاء لنا في حلها في المستقبل

وفي قسم آخر من خطبته، أعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد عن أسفه من عدم تحقيق مطالب أهل السنة في إيران حتى الآن، محذرا من سيطرة اليأس على أهل السنة بالنسبة إلى حل هذه المشكلات في المستقبل إذا لم تحل الآن.
وانتقد إمام وخطيب أهل السنة بشدة، عدم الاهتمام بمطالب أهل السنة خلال 40 سنة من عمر الثورة، وتابع قائلا: تمرّ أربعون سنة من عمر الثورة، وأهل السنة خلال هذه المدة كانوا محافظين على أمن البلاد والوحدة، وكانوا مع الشعب الإيراني في كافة الميادين والساحات. أربعون عاما هو العمر الذي كان الأنبياء يبعثون فيه للرسالة، ويكتمل عقل الإنسان وكذلك تجاربه في هذا العمر، ولا يرجى أمل ولا تطور بعد هذا السن.
وصرح فضيلته متسائلا: ألم يأن الوقت الذي ينبغي أن ينظر إلى أهل السنة كمواطنين إيرانيين؟! ألم يحن وقت استخدام نخب أهل السنة في المناصب العامة؟! ألم يحن الوقت الذي يتمتع فيه أهل السنة بكافة حقوقهم وحريتهم المذهبية في أنحاء البلاد ويمكن لهم أن يصلّوا أحرارا أينما كانوا؟! متى تحقق هذه المطالب لنعد نحن أيضا شعبنا بذلك الوقت؟
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: بعد مرور أربعين سنة من عمر الثورة، حان وقت تدارك القصور الماضي للنظام تجاه أهل السنة، لذلك نرجو الآن الاهتمام الكامل والتغيير الأساسي من جانب المسؤولين. إن لم تحل مشكلات أهل السنة بعد مرور أربعين سنة، فلا رجاء لنا في حلها في المستقبل، ولا يمكن لنا أن نعد شعبنا بأكثر من هذا.
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد أيضا من الخطوات والممارسات القومية والمذهبية لكثير من رؤساء المؤسسات والدوائر الحكومية في محافظة سيستان وبلوشستان قائلا: ارتكب البعض من رؤساء الإدارات في سيستان وبلوشستان خطوات طائفية وأعمال تدل على عصبتهم القومية والطائفية.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد هذا النوع من الرؤساء بـ “الضعفاء والعاجزين”، الذين وصلوا إلى المناصب من الطرق غيرالشرعية، واستطرد قائلا: هؤلاء المدراء الذين توسلوا إلى ذرائع وجهات عديدة للوصول إلى المناصب ولا يفكرون في شيء سوى منافعهم القومية، لما وصلوا إلى الرئاسة نسوا أن هذه المحافظة يسكن فها قوميات وطوائف أخرى، والمحافظة بحاجة إلى الوحدة.
وصرح فضيلته قائلا: هؤلاء الرؤساء والمدراء إن كانوا يعتقدون بالنظام- وأنا أشك في أن يحملوا اعتقادا مثل هذا- ليعلموا أن عملهم هذا مغاير لمنافع النظام، وإن كانوا يريدون الخير للشيعة والسنة، ليعلموا أن عملهم هذا يضر بالوحدة بين الطائفتين، بل الوحدة تتحقق إذا روعي النسيج القومي والطائفي، ويجري توظيف المؤهلين والنخب.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد مشيرا إلى أن هؤلاء الرؤساء لا يمثلون طائفة ولا قومية خاصة: أولئك النواب في البرلمان وكبار المسؤولين على مستوى المحافظة والبلاد الذين لا يملكون رؤية وطنية ولهم ميول نحو قومية واحدة أو طائفة واحدة، لا أراهم ممثلي الشعب، بل هم ممثلون قومية أو طائفة واحدة. الممثل والمسؤول لا يكون ممثلا وطنيا إلا إذا فكر في المصالح الوطنية. الحكومة ودولة التدبير والأمل أيضا يجب أن تفكر لكافة طبقات المجتمع وكافة القوميات والمذاهب.

1456 مشاهدات

تم النشر في: 18 سبتمبر, 2018


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©