header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، (19 رجب 1436) بعد تلاوة آية “وكذلك جعلناكم وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا”، إلى أهمية الاعتدال، قائلا: الإسلام دين الاعتدال والوسطية، راعى في جميع الشؤون والمسائل الوسطية والاعتدال.
وأضاف فضيلته: في الأديان السماوية السابقة، كانت تفرض على أتباعها أحكاك شاقة وصعبة نتيجة معاصيهم وذنوبهم. قال تعالى: “فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا”. اليهود ظلموا، وحرم الله تعالى عليهم الطيبات نتيجة ظلمهم. بعض هذه القوانين الصعبة نتيجة ظروف الشعوب ولإصلاحهم وتربيتهم، لأن الله تعالى يعلم خيرهم.
واعتبر فضيلته الشريعة الإسلامية بعيدة عن الإفراط والتفريط قائلا: لا إفراط في الشريعة الإسلامية ولا تفريط. الإسلام دين الاعتدال من أوله إلى آخره. إن الله تعالى جعل الإسلام دين ميسرا. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء”.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: إن الإسلام دين التسامح الذي لا مكانة فيه للإفراط والتفريط والقصور. إن الله تعالى أعطانا دينا نهاره أبيض، وليله مثل نهاره. جميع الأحكام التي جعلها الله تعالى في هذا الدين بعيدة عن الإفراط والتفريط. إن أحكام الشريعة سهلة ويسيرة، لا يبنغي التشدد في العمل على الدين. انتقد رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقة بعض الصحابة الذين أرادوا أن يقضوا وقتهم كله في الصوم والصلاة وقيام الليل وأن لا يتزوجوا.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: سيرة الرسول الكريم سيرة الاعتدال؛ لم يكن مشتداد ولا متساهلا في الأعمال. سنن رسول الله هي سيرته المعتدلة، والهدف من اتباع السنن أن نختار نحن الطريق الأوسط، ونعمل عبادة الله تعالى بالطريقة التي فعلها الرسول الكريم.

الاسراف مغاير لتعاليم الشريعة:
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد “الاسراف” مغايرا للقرآن والسنة، قائلا: الإسراف والتبذير مغاير للسنة ومسير الفطرة وهو حكم الله تعالى. إن الله تعالى لا يرضى البخل والتقتير. كذلك لا يقبل الإسراف والتبذير وحرّمه. يجب الاقتصاد في جميع الأمور مثل الملبس والخبز والماء والغذاء، ونجتنب الإسراف.
واستطرد فضيلته قائلا: من يشتري لنفسه قميصا أو شيئا جديدا، لينفق القديم على الفقراء والمحتاجين. الطعام لحفلات العرس ينبغي أن يعد بقدر الضرورة، وإذا كان الطعام زائدا، لا ينبغي إلقائها في النفايات. من المؤسف جدا أن المسلمين ابتلوا بمرض الإسراف في كثير من البلاد الإسلامية، مع أن آيات القرآن الكريم والتعاليم النبوية تؤكد على التجنب من الإسراف.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: في ظل الأوضاع التي تعانيها بلادنا من الفقر والبطالة والمشكلات الاقتصادية، والتي يعاني الكثير من الناس من الفقر، يجب أن نكون معتدلين أكثر. الدين الإسلامي أمرنا بالاقتصاد والوسطية. أن ينفق الإنسان حسب حاجته، فمن كانت نفقاته أكثر من عائداته يواجه المشكلات.
نوفر مجال الزواج للشباب بتقليل مؤنه:
وأكد خطيب أهل السنة على “توفير أسباب زواج الشباب” قائلا: لو اخترنا الاعتدال والوسطية في الأعراس ونفقاته، ونقيم الحفلات وفقا للسنة والشريعة، لا يبقى شبابنا عزابا. في ظل الظروف الراهنة التي تنتشر الخلاعة والمفاسد من خلال القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الغربية، من المناسب أن نوفر مجالات الزواج لشبابنا بتقليل نفقات ومؤن حفلات العرس والولائم.
وتابع فضيلته: من لا يستطيع ماليا، ليس من الضروري أن يطعم آلافا في الولائم. يمكن التزويج بوليمة عادية يحضرها عدد قليل أيضا، ويجب أن يعلن الزواج ليعرف الناس المصاهرة بين الأسرتين.

الاهتمام بالفحوص الطبية قبل الزواج ضروري:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى اليوم العالمي لأمراض الثلاسيميا، مؤكدا على ضرورة الفحوص الطبية قبل الزواج.
وقال فضيلته: الثلاسيميا من الأمراض التي تقلق الكثير من الأسر. إن راعينا توجيهات الأطباء في هذه الأمور، تقل الأضرار والمشكلات. ينبغي إجراء الفحوص الطبية قبل الزواج، خاصة في الزواج مع الأقارب. ينبغي مقابلة الطبيب قبل الزواج وإجراء الفحوص الطبية الخاصة لتقليل المخاطر والمشكلات المتوقعة.
وأضاف فضيلته مؤكدا على ضرورة تسجيل الزواج قائلا: النقطة الأخرى هي ضرورة تسجيل الزواج قانونيا. مع الأسف يتساهل الكثير في هذا المجال وتسجيل الزواج قانونيا ويواجهون المشكلات في قادم الأيام. الكثير من أهل هذه المحافظة لديهم عقارات لكنهم لم يسجلوها، وهم اليوم يواجهون مشكلات. الكثير يواجهون مشكلات بسبب تساهلهم في أخذ بطاقات الهوية.

توظيف أهل السنة في القضاء، خطوة جديرة للشكر والتقدير:
وأعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد عن سروره لتوظيف بعض نخب أهل السنة ومتخصصيه في القضاء، قائلا: أشكر شخصيا على الخطوة الإيجابية التي جرت في القضاء بمناسبة توظيف بعض نخب ومؤهلي أهل السنة.
وأضاف: نرجو أن يتم توظيف نخب ومتخصصي أهل السنة الذين لديهم دراسات في القضاء وسائر الإدارات في مستوى البلاد.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: مطلب أهل السنة أن تتم مشاركتهم في كافة الإدارات والشعب. أهل السنة في إيران مواطنون لهذه البلاد، وإنهم مشاركون أيضا في المغارم والمشكلات والمصائب المحتملة، فمن الضروري أن تتم مشاركتهم في المنافع والعمران وإدارة البلاد بجانب كافة المواطنين الشيعة.

1089 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©