header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

الضغوط المذهبية وإغلاق أماكن الصلاة مخالف للدستور

انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (10 جمادى الأولى 1445) إغلاق أماكن الصلاة في بعض المدن الكبرى في البلاد، واصفا إياه بأنه “مخالف للدستور”، معتبرا فتح كافة هذه المصليات من المطالب المهمة للشعب.


ليس لأي حكومة أن تمنع من الصلاة
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: الصلاة من أهم أركان الدين، ومن واجبنا جميعا أن نصلي ونوصي غيرنا ونشجعهم على الصلاة، وواجب الحكومات الإسلامية وأي حكومة تعتبر نفسها دينية، هو إعداد مقدمات الصلاة أيضًا؛ قال تعالى: “الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر”.
وتابع قائلا: نأسف بشدة عندما نسمع أن ضباط الجمهورية الإسلامية يقومون بمضايقة المصلين في العديد من مدن البلاد، ومع الأسف تم إغلاق الكثير من أماكن الصلاة في طهران ومشهد.
وأضاف: ليست لاي حكومة أن تمنع من الصلاة باسم الله ورسوله. لما جاء الاستعمار البريطاني إلى هذه المناطق واحتل جزءا من هذا البلد، لم يمنعوا أحدا من الصلاة قط.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: لم تكن هناك أي مشكلة في أماكن الصلاة التي تم إغلاقها، ولم يتم التحدث بأي كلمة ضد الحكومة، والصلاة عبادة لا تضر أي حكومة، ولا شك أنه أمر سيء للغاية أن تستخدم هذه العبارة بأن الصلاة تم المنع عنها، بل يجب أن يكون كل إنسان قادرا على العبادة كيفما شاء، سواء كان شيعيا أو سنيا، مسلما أو غير مسلم. لقد كان هناك في وقت يمنع الشيوعيون المسلمين من الصلاة، لكنهم الآن توصلوا إلى هذه النتيجة أن التضييق في هذا الأمر لا يجدي، وأن الأديان يجب أن تكون حرة. الضغوط الدينية على الشيعة أو السنة وعلى اليهود والمسيحيين خاطئة ومخالفة للدستور.
وأضاف فضيلته متسائلا: لماذا تغلقون المصليات بينما الدستور يسمح بذلك؟! هذه المصليات بيوت الله تعالى، وكل من يمنع الصلاة، سواء كان شيعياً أو سنياً، فهو عدو الله تعالى.
وتابع: نصيحتي للمسئولين أن يمنعوا هؤلاء الذين يضايقون الناس في مجال الصلاة. في إحدى المدن عندما قال الناس: نحن نصلي، منعهم ضابط الشرطة، وقال: إن إثم ترك صلاتكم على ذمتي، وهذا دليل على أن هؤلاء الناس لم يفهموا الدين. إثم ترك الصلاة يقع على عاتق من ترك الصلاة، والذي يمنع من الصلاة يرتكب خطيئة مستقلة.
وأضاف فضيلته: في بعض الأماكن قالوا: لأنكم مرتبطون بالجامع المكي في زاهدان ليس لكم الحق في إقامة الصلاة! الذي يرتبط بالجامع المكي هو مسلم، والجامع المكي مرتبط بمكة وبيت الله والصلاة.


الحرية للعبادة هي أحد حقوقنا الأساسية
وصرّح خطيب أهل السنة قائلا: مطلبنا الأساسي هو أن يكون الناس أحرارا في أداء الصلاة وأن لا تغلق المصليات ولا يهدد من يؤم الناس، فهذا من حقوقنا الأساسية، وإذا سُلب منّا هذا الحق حتى لا نتمكن من الصلاة، فلا يبقى لنا شيء. يجب علينا جميعا أن نسعى في أن نجعل الناس يصلون، وينبغي أن يكون الأشخاص الذين يصلون موضع تقدير واحترام لدى المسؤولين ويجب تشجيعهم.
واستطرد خطيب أهل السنة: الحرية مهمة جداً، حينما نطالب نحن وشعب إيران بالحرية، لا نطالب بالإذن لشرب الخمور، وتعاطي الربا والرشوة والمخدرات والمعاصي، لكننا نقول إنه يجب أن تكون هناك حرية التعبير والقلم وأن يُتحمل النقد. نقول إن الصلاة يجب أن تكون حرة في كل مكان في البلاد، ففي العديد من محافظات البلاد التي توجد بها أقليات من أهل السنة، توجد مشكلات لإقامة الصلاة، وينبغي توفير مكان للصلاة لأي شخص يصلي في أي مكان في البلاد.
وأضاف: من أهم واجبات الحكومة حماية المساجد والمصليات. يقول الله تعالى: “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا”. مما نعترض به على إسرائيل هو لماذا دمرتم المساجد والكنائس في غزة؟! لم يدمر المسلمون عبر التاريخ معبدًا يهوديًا أو كنيسة واحدًة، لأن أماكن العبادة مقدسة ويجب مراعاة احترامها.


لم يكن لأهل السنة في إيران أي وسيلة إعلامية / لدينا موقع يريدون إغلاقه
وفي جزء آخر من كلمته في خطبة الجمعة، أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة “حرية الإعلام”، وتابع قائلا: يجب حماية حرية الإعلام. نحن أهل السنة لم يكن لنا أي نصيب في الإعلام الوطني الذي يدار من بيت المال، أما في بقية دول العالم فلدى أتباع الديانات والأحزاب والجماعات إعلامهم الخاص. نحن أيضا كنا نتمنى أن تكون لدينا على الأقل وسيلة إعلامية وقناة فضائية واحدة حتى نتمكن من بيان قضايانا الدينية والدنيوية، ولكن الآن لدينا موقع فقط، تم حجبه منذ البداية، ويحاول الكثيرون إغلاقه الآن.
واستطرد فضيلته قائلا: يجب أن يكون نظر الحاكم واسعا، عندما يكون نظر الحاكم واسعا يصبح رحمة للشعب، أما إذا كانت نظرة الحاكم ضيقة فهو والشعب في ضيق. لذلك، ننصح أن لا يعتقل الأفراد من أجل قضايا جزئية، بل يجب على جميع الأطراف التحلي بالصبر وضبط النفس حتى نتمكن من العيش معًا. البعض من العلماء في السجون؛ بينما لم يرتكبوا ما يوجب اعتقالهم، ولا شك أن اعتقال العلماء ليست له نتائج حميدة، وينبغي التفاوض والتحدث مع هؤلاء العلماء، ثم إطلاق سراحهم ليخدموا في المجتمع. الجميع يتوقع أن يتم إطلاق سراح الشباب والنساء والطلبة والأكاديميين المعتقلين.


لا بد من إزالة الأجواء الأمنية في مدينة زاهدان
في جزء آخر من كلمته، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الأجواء الأمنية في مدينة زاهدان، قائلا: لقد قلنا لمسؤولي المحافظة أننا نحاول أيضاً تخفيف التصعيد من هذا الجانب، ويجب عليكم تقليل التصعيد لتقل المشكلات. أود أن أشكركم أيها الأعزة على اتباعكم التوصيات الواردة في الخطبة لحفظ الأمن.
وتابع: وصيتي لمجلس الأمن في المحافظة ومسؤوليه أن يسعوا في تخفيض الأوضاع الأمنية في زاهدان وإزالة هذه الأجواء الأمنية من مداخل المدينة ومكان إقامة صلاة الجمعة، فإن خلق بيئة أمنية أمر مكلف للحكومة ويشكل مشكلة بالنسبة لحياة الناس وأعمالهم، ومع إزالة الوضع الأمني من حول المصلى و مدينة زاهدان، ستنخفض التكاليف على الحكومة وسيشعر المواطنون براحة أكبر وستقل المعاناة الاقتصادية.


الاتفاق على الهدنة في غزة باعث للارتياح ونأمل أن تدوم هذه الهدنة للأبد / على المجتمع الدولي أن يفكر في “حل أساسي” لإنهاء هذا النزاع الطويل
وتابع فضيلة الشيخ مشيرا إلى التوصّل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة: نحن سعداء جداً وقلوبنا مطمئنة لأنه تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى من الجانبين، فهذا أمر مثير للفرح لنا.
وأضاف قائلا: نأمل أن يدوم وقف إطلاق النار هذا، لأن الحرب لها تبعات وخسائر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا”. صحيح أن إسرائيل تكبدت خسائر، لكن خسارة الفلسطينيين كانت أكبر لأن مدينتهم دمرت واستشهد ما يقرب من 15 ألف مدني.
وتابع فضيلته: ما يجب على المجتمع الدولي والدول الإسلامية القيام به، هو التوصل إلى حل أساسي لإنهاء هذا النزاع والصراع الطويل، ويجب أن يشعر المجتمع الدولي وجميع حكومات العالم بالمسؤولية في هذا الصدد، ويجب على الدول الإسلامية أن تتحد مع بعضها البعض وتحل هذه القضية إلى الأبد من خلال الاتفاق على حل أساسي.


زلزال زاهدان بمثابة إنذار إلهي لنراعي حقوق الله وحقوق الناس
في الجزء الأخير من كلمته أشار خطيب أهل السنة إلى الزلزال الأخير في زاهدان، وقال: إن حدوث زلزال في زاهدان أمر نادر، وهذا الزلزال كان بمثابة إنذار من الله تعالى لإيقاظنا جميعا، رجالا ونساء وشبابا، لنتوقف عن المعصية والظلم، ولنراعي حقوق الله وحقوق الناس.
وأضاف قائلا: قوة هذا الزلزال كانت قريبة من الخمس على مقياس ريختر، فلو زادت قوتها درجة واحدة أو درجتين، لدمرت مدينتنا وتكبدت خسائر لا تعوض. هذا فضل الله تعالى ورحمته حيث لم يقتلنا تحت الركام، ولهذا ينبغي علينا أن نسجد شكرا ونقوّي علاقتنا مع الله تعالى.

228 مشاهدات

تم النشر في: 26 نوفمبر, 2023


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©