header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

أهتف بآلام الشعب ومن أجل الشعب

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (20 ذو القعدة 1444) الشعب الإيراني بـ “سكان سفينة واحدة”، مشيرا إلى أن الطريق لإنهاء الآلام والمشكلات العديدة التي يعاني منها الشعب، هو قيام المسؤولين وقادة البلاد بذلك.


لا تتوقف شكاوي الشعب ما لم تعالجوا الآلام
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: البعض لديهم توقعات منا، بالطبع كل إنسان لديه فكرة، ونحن فكرنا في القضايا وتوصلنا إلى نتيجة أن الشعب الإيراني جميعا ركاب على متن سفينة واحدة، بل نقول: هناك سفينة أكبر، وبها العديد من الطبقات، ويتواجد على متنها جميع البشر والأمم، في هذه السفينة التي على متنها شعب إيران يعدّ الشعب والمسؤولون، والضعفاء والأقوياء، والطبقات المختلفة، والقبائل، والمذاهب المتنوعة، والمسلمون وغيرهم من ركابها.
وتابع فضيلته قائلا: البعض يقولون: إنه لا ينبغي أن يقال شيء أو أن الكلمات يجب أن تكون لينة. صحيح أن الكلمات يجب أن تكون لينة، ولكن على السلطات أن تفكر في هذه الحقيقة أنه عندما يكون هناك ألم في هذه السفينة وكل ما على متن هذه السفينة من مختلف الأطياف والطبقات، من المتقاعدين والعمال والموظفين والمعلمين ورجال الأعمال وأهل السوق والعسكريون والمدنيون يئنون ويصرخون ويشتكون، فهذه الشكاوي تعبر عن الألم، وشكوى هذا العبد حكاية شكاوي الشعب ومن أجل الشعب. أنا لا أشكو مشكلاتي الشخصية، لكن شكاوي الشعب هي التي تدفعني نحو الشكوى والأنين، والشكاوي تخفف آلام الإنسان.
وصرّح فضيلة الشيخ قائلا: يجب أن يعلم المسؤولون أن هذه الشكاوى من أجل آلام الشعب، ولن تتوقف هذه الشكاوي ما دام الشعب الإيراني يعاني آلاما وأوجاعا. الشعب الذي تكون لديه ثروة كبيرة ولديه كلّ الإمكانيات ولكنه يعاني من الجوع، وتهبط قيمة عملتها، وتكسد تجارتها، وتواجه حياته تحديات، سيلجأ إلى الأنين والشكوى، ولن يسكت صوت الشعب ما لم تعالجوا الآلام.
وأضاف قائلا: تطرح هذه الشكاوي لتصل إلى المسؤولين، وحينما نطلب منهم أن يستمعوا إلى آلام وكلمات الشعب، وهدفنا أن يستمع المسؤولون إلى صرخات الشعب، وللأسف لم يتم الاعتناء بهذه الصرخات بعد. نشتكي لأن الشعب يشتكي، ولولا هذه الآلام، لكنا بالتأكيد هادئين، لكننا سنشتكي حتى يأتي الطبيب ليسألنا ماذا يؤلمنا؟ لسوء الحظ لم يسألنا أحد حتى الآن ولم تكونوا وراء علاج آلامنا.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: لم يتم التعامل مع ملف الذين استشهدوا في هذا المصلى في الجمعة الدامية، طبعا القضية رفعت إلى المحكمة والقضاة يعملون بشكل مستقل في المحكمة العسكرية، وسمعنا أن أوامر صدرت من السلطات العليا ونأمل أن يتم التحقيق فيها، لكننا كنا توقعنا إجراء تحقيق عاجل وكنا نتوقع أن يتم قصاص القتلة قبل أن تجف الدماء، وتطبيق العدل في البلاد يجلب السلام والطمأنينة.
وأردف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أكبر آلامنا هي الآلام الوطنية وليست المحلية، ولا شك أن المنطقة فيها مشكلات وآلام، وتتألم قلوبنا عندما نرى أن شعبنا رغم الثروات الموجودة في هذه البلاد، يبادرون إلى مهن خطيرة لأجل الحصول على رغيف خبز، أو يلجأون إلى بيع المخدرات. نحن نرفض الإعدامات للمخدرات، ويجب أن تجلسوا معنا، واسمعوا إلى أدلتنا، وفكروا هل أنتجت هذه الإعدامات التي تجري منذ بداية الثورة أم لا؟ ومع الأسف لم تكن مفيدة. نحن نتألم حينما نرى أن أشخاصا ذهبوا إلى المخدرات بسبب البطالة، ثم تمّ إعدامهم لأجل خمسين دولارا أو أقل.


تغيير السياسات الداخلية أهمّ من تغيير السياسات الخارجية
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: إن الشعب الإيراني شعب مثقف وليس طالب حرب وعنف؛ بالطبع من واجبنا جميعا اتخاذ موقف دفاعي ضد أولئك الذين يعتدون علينا. الشعب الإيراني يرغب في إقامة علاقات جيدة مع جميع البلاد. نحن الآن سعداء لاتخاذ خطوات، ولكن لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه. يريد الشعب أن تكون لبلادهم علاقات جيدة وتفاعل مع العالم، وأن تعاد الأموال المحتجزة إلى البلاد، وكان انتقادنا في الماضي أن العلاقات مع العالم لماذا تستغرق كل هذا الوقت، ولماذا لم يفعل المسؤولون ذلك قبل عشر أو ثماني سنوات وتركوا البلاد وصلت إلى هذه الأوضاع، والآن أيضا يسعدنا أن تتحسن العلاقات مع العالم، ويسعدنا الكشف عن سلاح متطور للدفاع، لكننا سنكون أكثر سرورا عندما يشبع المسؤولون بطون المواطنين الجياع ويحلون مشكلات الذين يصرخون ويتضايقون في الشوارع كل يوم بدلاً من الكشف عن السلاح المتطور. إن الجالسين في المناصب العليا لا يعرفون ماذا يحدث في القرى وضواحي المدن، والحياة في طهران التي هي مركز البلاد، صعبة للغاية.
وصرّح فضيلته قائلا: نحن نطالب بتغيير السياسات الداخلية. في هذه الأيام يجري كلام حول تغيير السياسات الخارجية، فلماذا لا تغيرون السياسات الداخلية؟! والأهم من التغيير في السياسات الخارجية هو التغيير في السياسات الداخلية. نحن نعتبر الحفاظ على الشعب الإيراني والإنفاق على الشعب الإيراني أهمّ من الحفاظ على الشعوب الأخرى والإنفاق عليها. يجب علينا جميعا أن نتعاون ونبني إيران، هذه أفضل سياسة وأعظم حكمة لجلب مرضاة الشعب الإيراني. أنا أرفض هذه السياسة بأن نكون بجانب الشعوب الأخرى ولا نهتم بشعبنا.


أجدد الكلام بأنه لا يمكن لطائفة واحدة أن تحكم البلد بشكل صحيح
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: نقول: إن إيران ليست بلد طائفة واحدة ولا بلد شعب أو مذهب واحد، بل لكل إيراني من أي طبقة أو مذهب أو دين كان. تعيش طبقات وعرقيات مختلفة في إيران، ولا يمكن لطائفة واحدة اتخاذ قرارات صحيحة لبلد واسع مثل إيران وإدارتها بشكل صحيح. تحكم اليوم البلاد طائفة واحدة ولكن أثبتت التجربة فشل حكم البلاد بطائفة واحدة.
وتابع فضيلته قائلا: أجدد هذه الشكوى للمسؤولين في البلاد من أن التفكير المذهبي والطائفي لا يجدي، فلو اعتقد أهل السنة أن هذه البلاد تخص السنّة أو اعتقد الشيعة أن هذا البلد للشيعة، فإن هذا التفكير لن ينجح، لكن يجب أن يكون لدينا فكر إنساني وفكر أعلى من الدين. يجب أن نفكر في كل العالم ومن أجل كل الشعب الإيراني وتوظيف المؤهلين من جميع العرقيات والمذاهب. إذا كانت البلاد في يد طائفة واحدة وتفكير واحد، فإنها ستتوقف عن النمو. يجب أن تتحدث الأفكار والآراء المختلفة معا لإنشاء الطريق الصحيح، فلو كنت مكانكم، لكنت أنزل من كرسي الحكم وأتنازل، وأقف بجانب الشعب، وأضع الأمر بيد حكمائهم من أهل الحل والعقد.

658 مشاهدات

تم النشر في: 10 يونيو, 2023


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©