header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

الشعب الذي صوت لـ “الجمهورية الإسلامية” يحتج هذه الأيام

أعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (8 شوال 1444) عن قلقه من تزايد المشكلات، وأوصى المسؤولين بضرورة استماع كلمة الشعب والخضوع لإرادته.


من خسر “الله” و “الشعب” لا مأوى له
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: هناك محوران مهمان وكبيران ضروريان للغاية لجميع الحكومات والأفراد، إذا تم الحفاظ على هذين المحورين، سينجح الإنسان في العالم، وإذا خسر العلماء والقادة و سائر طبقات المجتمع هذين المحورين، فإن فشلهم في الحياة أمر مؤكد، هذان المحوران هما “الله” و”الشعب”.
وتابع فضيلته قائلا: من عصى الله وخسره، وجلب سخطه على نفسه، سيكون خاسرا فاشلا، سواء كان حاكما أو عالما أو أي فرد من أفراد المجتمع. من المهم أن نحافظ على الرب الذي هو صاحب العالم. احفظوا الله وكونوا مع الله أينما كنتم، إن الله مع الصادقين، والله ليس مع المنافق الذي يخطط لانتهاك عرض الإنسان وماله وتضييع حقوقه.
وأردف فضيلته: إن الله ليس مع الظالم، ولو أن طاغية صلى ليلا ونهارا وانتهك حقوق الناس وظلم، فلن يكون الله معه. إذا كنت تفكر في حفظ الله، فتأكدوا من أن الله معك. إن طريقة حماية الله هي إطاعة أوامره والتجنب من نواهيه.
وأضاف قائلا: المحور الثاني هو “الشعب”. خاطب الله تعالى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقال: “يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين”. من خسر “الله” و”الشعب”، فلا مأوى له في الدنيا، سواء كان حاكما أو عالما أو خطيب جمعة، أو مسئولا. من المهم جدا الاستماع إلى أمر الله والاستماع إلى كلام الشعب. إذا كان لدينا الله والشعب، فيمكننا أن نكون ناجحين وسيرتاح عقلنا وقلبنا، ولكن إذا لم يكن لدينا هذان المحوران الكبيران، فلن ينقذنا شيء.


أفضل سياسي هو الذي يفكر في مصالح الشعب
وأكد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: إن أهم وأسمى سياسة أن يسعى الإنسان لرضا الله تعالى ولا يفعل إلا ما يرضي الله، كما أن أعلى سياسة وأفضل سياسي هو الذي يتحرك في اتجاه الشعب والتفكير للشعب ولصالحه. هذه السياسة ستنجح وهذا السياسي يكون عزيزا في العالم، لكن إذا كانت السياسة في اتجاه المصالح الشخصية والاستبداد ولا تكون في سبيل مرضاة الله ومصالح الجمهور، فإن هذه السياسة ستواجه تحديات ومشكلات.
وأضاف قائلا: في الماضي قلت للمسؤولين مرات عديدة من هذه المنصة الصغيرة أن رضا “الله” و”الشعب” مهم، ويجب أن يكون المسئولون مع الشعب وأن يستمعوا إليهم. لا ينبغي لأحد أن يعتبر الشعب عدوا، ولا يعتبر كلام الشعب ضده، بل يجب أن نستمع إلى كلام الشعب ونصحح أنفسنا ونكون معهم.


لا يوجد تحرك جاد من قبل السلطات لحل المشكلات الاقتصادية
وأشار خطيب أهل السنة إلى وجود مشكلات كثيرة في البلاد وقال: للأسف هناك مشكلات كثيرة في البلاد هذه الأيام. المصانع في جميع أنحاء البلاد في حالة إضراب، ويقول العمال إن الأجور منخفضة ولا يمكنهم توفير نفقاتهم، ولا تكفي رواتب المؤظفين ولا رواتب أحد. انخفضت قيمة العملة بالكامل، وفي هذه الظروف يجب أن نسعى في مساعدة بعضنا البعض ما استطعنا.
وأكد قائلا: نصيحتنا أن الظروف الحالية هي ظروف حساسة، وهناك الكثير ممن لا يستطيعون استئجار منزل؛ لقد نشأت ظروف صعبة للغاية، وارتفعت الأسعار، لذلك يعاني الشعب بالفعل من المشكلات. مشكلات الشعب مشكلات جادة ولا يوجد تحرك من السلطات لحلها.


الشعب الذي صوت لـ “الجمهورية الإسلامية” يحتج الآن ولديه مخاوف
وتابع فضيلته مشيرا إلى قضية الاستفتاء في البلاد قائلا: الشعب الذي واجه مأزقا اقترح إجراء استفتاء، لكن رفضه بعض المسؤولين، لأن المسؤولين يعرفون ومن الواضح ماذا يريد الشعب، ونتيجة الاستفتاء واضحة، لذا فإن أفضل طريقة هي التفكير في الحلول.
وأضاف: نصيحتي واقتراحي كحلّ هو الاستماع إلى الشعب والاستسلام لإرادتهم، فالشعب الذي صوت لـ”الجمهورية الإسلامية” بنسبة 98٪ بعد ثورة 1979، تمنوا أن يأتي نظام إسلامي يكون أفضل نظام لحل مشكلات الشعب، واليوم أيضا بعض أولئك الأشخاص وكذلك أولادهم يحتجون، فيجب أن ننظر ماذا يريد الشعب.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لا توجد سلطة ونظام حكم في العالم يتم الاحتفاظ بهما بقوة السلاح. هذه من المسلّمات في العالم. إن بقاء أي نظام في العالم سواء كان إسلاميا أو غير إسلامي يكون بمرافقة الشعب ومرضاتهم. نفس الأشخاص الذين صوتوا في عام 1979 يحتجون الآن داخل البلاد وخارجها وهم قلقون ويريدون التغيير.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: نحن نريد خيركم بهذه الكلمات، وهذه الهتافات ليست وليدة هذه الأيام، لكنها قيلت منذ فترة طويلة، وربما يمكن الآن التعبير عنها بشكل أوضح. نقول لا تصطفوا ضد الشعب، لأننا إذا فقدنا الشعب، فإننا نفقد الله أيضا.
وتابع فضيلته قائلا: نصيحتي للعلماء أن يكونوا مع الشعب، ولا يهجروا الشعب. نصيحتي للقوات المسلحة والشرطة ألا يقفوا أمام الشعب لأنهم أبناء هذا الشعب. يجب أن يكون النظام القضائي والقوات المسلحة إلى جانب الشعب، فأنتم أبناء نفس الشعب، ويجب أن تكونوا إلى جانب الشعب. إذا كان الشعب يريد الإصلاح، أصلحوا أنفسكم، وإذا أرادوا التغيير، فغيروا أنفسكم. الشرطة والقوات الأخرى تكون منتصرة إذا كان الشعب معها.


كانت حادثة فنوج مؤلمة للغاية / يجب أن تكون الشرطة مع الشعب لا ضده
وأشار خطيب أهل السنة إلى الحادثة الأخيرة في مدينة فنوج جنوب محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: حادثة فنوج كانت مؤلمة للغاية، والرواية الشعبية تقول إن الشرطة طاردت دراجتين ناريتين مسرعتين ودهستهما وقتل شخصا في هذا الحادث، لكن المسؤولين قالوا إن الدراجتين الناريتين اصطدمتا معا، لكن تم إطلاق النار على من جاء للاحتجاج على هذا الحادث أمام مركز الشرطة وجرح أربعة أشخاص.
وأضاف فضيلته قائلا: هذا التصرف لم يكن يليق بالشرطة؛ قوات الشرطة يجب أن تكون مع الشعب وليس ضده، وإذا أخطأ أحد يجب أن يحاسب قانونياً ولا ينبغي التعامل حسب التصرفات الشخصية. وقع قبل عدة ليال إطلاق نار في أحد شوارع مدينة زاهدان، وأصيب الناس بالرعب؛ تم إطلاق النار على عدد من الشبان المشتبه بهم، بينما لا ينبغي إطلاق النار عليهم، توجد كاميرات المراقبة في المدينة، وفي حالة هروب سيارة يمكن التعرف عليها من خلال رقمها، وهناك طرق أخرى للتحقيق والتوبيخ، ولا ينبغي أن يكون هناك إطلاق نار في المدينة لأن إطلاق النار مخالف للقانون. ربما تم إطلاق النار على أشخاص، ولكن تبين بعد ذلك أنهم لا يملكون شيئًا، أو هربوا لأنهم لا يملكون رخصة قيادة السيارة، أو خافوا وهربوا.


عليكم بالقصاص من الضباط القتلة للمواطنين الأبرياء أيضا
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى حادثة الجمعة الدامية في زاهدان قائلا: إن النظام القضائي أكد لنا أنه سيتعامل مع قضية الجمعة الدامية بحيادية، لكننا نسمع الآن أنهم يقولون لما أنه لم يتضح مَن أطلق النار على الشعب في حادثة المصلى، لا يمكنهم قصاص أي واحد منهم؛ نستغرب من هذا الكلام للقضاة! كيف وجدتم قاتل ذلك الضابط في حادثة مدينة كرج عندما هاجمته مجموعة من الناس وقمتم بالقصاص من شخصين؟ إذا قتل ضابط في المقاطعة أو البلد كيف تعثرون على قاتله بين الحشود من الناس، أما إذا كان القاتل ضابطاً لماذا لا تجدونه؟!
وأضاف قائلا: نعتقد كما أن المواطن إذا قتل ضابطا يقتص منه، يجب أن يقتص من الضابط أيضا إذا قتل مواطنا. لقد رأينا في بلوشستان أن القاتل لا يُقبض عليه في نزاعات القبائلية، ولكن عندما يُقتل ضابط، تزحفون قواتكم وتعثرون على القاتل. ابحثوا عن قاتل المواطنين بنفس الطريقة.


حادثة الجمعة الدامية كانت “قتل عمد محض”
وأشار فضيلته إلى حادثة الجمعة الدامية، قائلا: يقول البعض إن حادثة الجمعة الدامية كانت “خطأ بشريًا”، في حين أن الخطأ البشري هو أن الشخص يستهدف صيدا فيضرب إنسانا، لكن حادثة الجمعة الدامية كانت “قتلًا عمدًا محضا”. الشعب لا يرضون بتطبيق عقوبة مرتكبي هذه الحادثة فقط، بل يقولون أيضا إنه لا بد من معاقبة القادة ومن أمر بالقتل.
وأضاف قائلا: هذه خطوة إيجابية أشار إليها أحد مسؤولي المحافظة منتقدا النظام القضائي لأجل عدم تعاملهم مع قضية الجمعة الدامية. نحن نعتبر كل خطوة إيجابية تتخذها السلطات، إيجابية، لكن المهم هو النتيجة النهائية وكيفية مواساة قلوب هؤلاء الناس وقلوب أولياء الدم.


لدينا تقارير عن التعذيب في السجون
وأكّد خطيب أهل السنة قائلا: قتل المحتج غير المسلح لا يجوز في الشريعة الإسلامية ولا القوانين الدولية، وعقوبة قاتله القصاص. يجب أن يتم تطبيق العقوبة من قبل القضاء والحكومة.
وتابع قائلا: إن منظمة حقوق الإنسان قدمت أخيرا تقارير مفجعة عن حقوق الإنسان في إيران، ولدينا أيضا تقارير، وتقاريرنا ربما هي أكثر لأن الكثير من المعتقلين يأتون إلينا بعد إطلاق سراحهم ويتحدثون لنا عما جرى في السجون. نعتقد أن الضابط الذي يعذب السجناء في مراكز الاحتجاز والاعقتال، أو يحصل على اعتراف قسري، يرتكب مخالفة للشريعة والقانون. الجميع ولا سيما المسؤولين في الجمهورية الإسلامية ملزمون باتباع الإسلام والقانون. يجب احترام العدل والمساواة.


منذ أكثر من شهر يقطع الإنترنت في مدينة زاهدان وقت صلاة الجمعة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في ختام كلمته إلى انقطاع الإنترنت في زاهدان منذ أكثر من شهر، بالتزامن مع خطبة الجمعة في المدينة للحيلولة دون البث المباشر لخطبته، وتابع قائلا: لقد مضى أكثر من شهر حيث يقومون بقطع الإنترنت في زاهدان خلال خطبة الجمعة. هذه الكلمات التي يتم التعبير عنها هنا كلمات خير ورحمة. يعد انقطاع الإنترنت ضارا لجميع القطاعات، بما في ذلك الشركات وكل ممن ترتبط أنشطتهم بالإنترنت، حيث يؤدي تعطيل الإنترنت إلى تعطيل أنشطتهم في جميع أنحاء البلاد.
وأكد قائلا: قطع الإنترنت سيزيد من المشكلات، خاصة المشكلات الاقتصادية. من المطالب الوطنية أن لا يقطع الانترنت، فالانترنت نعمة وطنية على مستوى الوطن ومدينة زاهدان. نسأل الله تعالى أن يعين الجميع على التفكير بشكل صحيح.

387 مشاهدات

تم النشر في: 30 أبريل, 2023


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©