وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (15 ربيع الأول 1443) “الأخلاق الحسنة” أحد أهم مآثر بعثة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مستشهدا بأمثلة من الأخلاق الإسلامية التي ورد التأكيد عليها في التعاليم الإسلامية.
وأضاف فضيلته بعد تلاوة آية “قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ” قائلا: لقد بعث الله النبي الكريم بالتعاليم البناءة للحياة، وبعثه بأحسن أنواع الأخلاق إلى البشر. تعاليم الرسول الكريم مثيرة للرقي والتطوّر، وتحمل سعادة الدنيا والآخرة.
وتابع فضيلته قائلا: كان صلى الله عليه وسلم قد علّم أحسن الأخلاق، ويعود الفضل للقيم الأخلاقية لجميع الثقافات والحضارات إلى تعاليم الأنبياء والوحي الإلهي، وخاصة القرآن الكريم وتعاليم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. تأثرت جميع الثقافات والحضارات السالمة في العالم بالحضارة والثقافة الإسلامية، لذلك فإن دين الإسلام والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم لهما فضل على الناس كافة.
وأشار خطيب أهل السنة إلى بعض تعاليم الإسلام، قائلا: أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدق والأمانة كأول تعليم؛ الصدق هو محور أخلاقي مهم، والصادق ينام بسلام وقلبه سليم، والكذب يبعد الإنسان عن الله تعالى، وفيه تأثير سلبي على فطرة الإنسان، ويجلب لعنة الله على الإنسان. لا بد من السعي في أن نقلل من الكلام؛ لأن من يتحدث كثيرا قد يضطر إلى الكذب والنميمة والافتراء والكلمات الباطلة.
وأضاف فضيلته قائلا: ومن التعاليم الأخرى للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم صلة الرحم، والمحبة والعطف على الوالدين والأقارب. يجب أن نتعامل مع الوالدين فوق العدل والإنصاف، ونتعامل معهما بالإحسان، بل يجب أن نكون محسنين مع جميع الأقارب والناس، وحتى مع البهائم، فنمنحهم أكثر من حقهم.
وتابع مدير دار العلوم زاهدان قائلا: الإحسان مع الجيران أيضا من تعاليم وتوجيهات رسول الله. تعلّمنا الثقافة والحضارة الإسلامية أن نحب جيراننا وأن نكون محسنين معهم، وأن نسأل عن أحوالهم وأحوال أبنائهم.
واعتبر فضيلة الشيخ “عيادة المريض” من التعاليم الأخرى، وتابع قائلا: حثّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الأمة المسلمة على عيادة المريض، ففي عيادة المريض والدعاء له تسلية له.
وأردف خطيب أهل السنة قائلا: يجب أن تكون أعيننا وألستنا وجميع الأعضاء والجوارح سالمة عفيفة، وأن لا تكون أعيننا ممتدة إلى مال أحد ولا إلى عرضه، ولا نحسد أحدا، ونرى كل النعم من جانب الله تعالى، فإذا اعتبرنا أن النسب الجيد والوجه الجميل والعلم والثروة من جانب الله تعالى، فسيأتي فينا التواضع والخضوع.
ووصف الشيخ عبد الحميد “الأخلاق الحميدة” بأنها من أهم إنجازات ومآثر بعثة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأفضل ما يوضع في موازين الحسنات يوم القيامة، وتابع قائلا: الأخلاق الإسلامية لها معنى واسع، والمسلمون لهم ثروات عظيمة مثل القرآن العظيم، والدين الإسلامي، وتعاليم خاتم الأنبياء، وحضارة ثرية، وثقافة لا مثيل لها، وشريعة يحتاج إليها العالم المعاصر، فلا توجد ثروة تقاس بالأخلاق والأحكام والمعتقدات الإسلامية الرائعة.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في ختام كلمته: نسأل الله تعالى أن يوحّد المسلمين على محور القرآن والإسلام وسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.