أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (19 ذو الحجة 1442) على إنهاء الحرب والصراع في أفغانستان، داعيا الأطراف في هذا البلد بحل المشكلات والخلافات من خلال التفاوض.
وأضاف فضيلته قائلا: هناك تطورات آخذة في الظهور في أفغانستان. نحن لا نقصد أي شيء غير التعاطف مع الشعب الأفغاني العزيز، وكان فضيلة الشيخ عبد العزيز رحمه الله (مؤسس الجامع المكي وجامعة دار العلوم بمدينة زاهدان) يدعو للشعب الأفغاني ويبكى مرارا.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: هناك الكثيرون يحاولون استفزاز الشعب في أفغانستان. نصيحتي لشعب أفغانستان هي عدم الانتباه لاستفزاز الآخرين وعدم الاقتتال بينهم. أعتقد أن الصراع يجب أن ينتهي في هذا البلد في أسرع وقت ممكن، وتنتهي الحروب والصراعات.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد حركة طالبان بأنها “أحد الحقائق الموجودة في أفغانستان” و أضاف قائلا: طالبان لا تنتمي إلى أي دولة أخرى، بل تنتمي إلى أفغانستان، وهم كسائر الشعب الأفغاني من حقائق هذا البلد، وأن تجاهلهم لن يجلب الأمن لأفغانستان.
واستطرد مدير دار العلوم زاهدان: أفضل حل لمشكلات أفغانستان هو حل القضية سلميا، ونصيحتي للحكومة الأفغانية الحالية والقوات الأفغانية الاجتناب من خوض الصراعات، لأن الأفغان هم الذين يُقتلون على جانبي الصراع، والنساء والأطفال الأفغان هم من يصبحون يتامى وأرامل ومشردين.
على مختلف طبقات الشعب الأفغاني أن يجعلوا القرآن وشخصية الرسول الكريم أسوة لهم
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: على مختلف شرائح الشعب الأفغاني، بما في ذلك الأكاديميون والمتعلمون والمتخصصون في العلوم الدينية والأكاديمية، أن يجعلوا القرآن الكريم وشخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أولويتهم، وأن يبنوا وطنهم في ظل ذلك، ويطبقوا العدل والقوانين الإلهية.
وأضاف قائلا: ما العيب في تطبيق القرآن الكريم والشريعة الإسلامية في أفغانستان وتقدم البلاد في مختلف المجالات؟! فالدين الإسلامي لا يعارض التقدم والصناعة وتكنولوجيا والعلوم الحديثة فحسب، بل نعتقد أيضا أن العلوم الحديثة مثل علوم الشريعة تنبع من الوحي وهي شريان الحياة للشعوب.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: نصيحتي للرئيس الأفغاني والمسؤولين الحكوميين الآخرين في أفغانستان هي إيقاف الحرب، وأن لا يعرضوا الشعب للقتل، كما أنصح حركة طالبان الأفغانية بالتصالح، واستخدام المؤهلين والأكاديميين والأقوياء الأفغان الذين هم أيضا كحركة طالبان من ثروات البلد، وليعانق بعضهم بعضا، وليحب بعضهم البعض.
وأكد فضيلة الشيخ قائلا: الصديق الحقيقي للشعب الأفغاني في هذا الوضع هو الذي ينقذ الشعب من الحرب وإراقة الدماء، والمسؤول الحنون الذي يريد الخير لأفغانستان هو الذي لا يعرّض الشعب من أجل الحفاظ على سلطته.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في النهاية: أقول هذه الكلمات من منطلق النصح وإرادة الخير؛ نحن نشعر بالتعاطف مع الشعب الأفغاني الذي هم جيراننا، ونأمل أن يكون لأفغانستان العزيزة مستقبل مشرق.