أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في كلمة ألقاها بعد صلاة عيد الأضحى، إلى الاحتجاجات الشعبية الأخيرة في محافظة خوزستان، مؤكدا على ضرورة حل مشكلات هذه المحافظة، ودعا المسؤولين إلى استماع صراخ الشعب وحل معضلهم.
وتابع فضيلته قائلا: سكان خوزستان الذين هم عضو من الشعب الإيراني، يعيشون في محافظة غنية بالنفط والماء، لكنهم يعيشون عطاشا وفي فقر، والمسؤولون لم يفعلوا لحد الآن شيئا لمشكلة المياه في هذه المحافظة، مع أن المياه من الضروريات الأولية في الحياة.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: كانت عند المسؤولين الفرصة الكافية، لكنهم عجزوا من التخطيط وتوصيل المياه إلى سكان هذه المنطقة، لذلك اليوم رفعت اعتراضات هذا الشعب. نحن ندرك اعتراض هذا الشعب، وندرك صراخهم، ولقد وصل صوتهم إلى المسؤولين وإلى كافة الشعب.
وخاطب فضيلته المسؤولين وأهل خوزستان، قائلا: أنصح المسؤولين أن يسمعوا صراخ سكان خوزستان والأهواز، ويفكروا لحل مشكلاتهم، لأن مطلبهم مشروع، كما أنصح الشعب بالحفاظ على هدوئهم لأن صوتهم قد وصل.
وأطالب الدولة الجديدة أن تجعل توصيل المياه إلى كل نقطة من أنحاء هذه المنطقة ضمن أولويات أعمالها. والماء يعني الحياة ولا يمكن التسامح في ذلك ولا التاخير.
على الشعب الأفغاني الاتفاق على العدل والحق
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى قضية السلام في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية، قائلا: ندعو أن يصل الشعب الأفغاني إلى سلام ومصالحة وأمن، وهذا لا يمكن إلا إذا حقق هؤلاء الشعب توافقا و مصالحة بين أنفسهم.
وتابع: جانب كبير من الشعب الأفغاني يريدون تطبيق الشريعة، وهذا مطلب مهم جدا، والشريعة ليست أمرا يتوحش منها؛ الشعب الأفغاني شعب مسلم، ويعتقدون بهذا الدين.
وأكّد فضيلته على ضرورة الاتفاق على العدل والحق، قائلا: ينبغي أن يتفق الشعب والحكومة وحركة طالبان على العدل والحق، ويسود الأمن البلاد. أفغانستان تحتاج إلى الأمن ليصنع هذا الشعب بلدهم، ويكونوا مرتبطين بالعالم، ويكون لهم بلد هو سبب للفخر و الثبات، ولا فخر أعظم من الحق والعدل والمساواة والدين.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: لا ينجح نظام إسلامي إلا إذا جعل سيرة الرسول الكريم والخلفاء الراشدين أسوة له، ولو أننا استخدمنا تعاليم القرآن والرسول، والخلفاء الراشدين وأهل البيت، سيكون ذلك سببا لمرضاة الجميع، مسلمين كانوا أو غير مسلمين. يجب الاستفادة من سيرة الصحابة والخلفاء الراشدين في تحمل المخالفين.
وأضاف فضيلته قائلا: قلتُ مرارا يعجبني الشخصية الذي يجلس مع المخالفين، ويسمع كلامهم، ويتبع الأحسن من كلامهم، وإذا كان التحمل واسعا يتبدل إلى رحمة.
وأضاف فضيلة الشيخ متمنيا تحقيق السلام في أفغانستان: نسأل الله تعالى أن يجعل مستقبل أفغانستان التي لها حدود مشتركة معنا، زاهرا. الطرفان اللذان يُقتلان في الحروب من شعب واحد، وكلاهما ينطقان الكلمة الطيبة، نرجو أن يصل الطرفان إلى سلام، ويتفقا على العدل والحق.
وأكد فضيلته قائلا: يؤكد الإسلام على الأخلاق والأمانة ووفاء العهد، ولكن لا ينبغي أن ياخذ أحد اسم الإسلام، ثم يطبق آرائه، ويستغل اسم الإسلام. فلو طبق ما اعتبره الصحابة والخلفاء الراشدون شريعة، سيرضى الجميع.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: الدنيا متعطشة في أن ترى الإسلام الحقيقي، فلو طبقت تعاليم الله والرسول، سيجلب ذلك مرضاة الشعب