header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

رمضان شهر العبادة والتغلب على النفس الأمارة بالسوء

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (5 رمضان 1440)، “شهر رمضان” بشهر الطاعة والعبادة، وشهر تصفيد الشياطين، والتغلب على النفس، وأداء الزكاة، والبركة والثواب، وترك الذنوب والمعاصي، مؤكدا على المسارعة في الخيرات خلال هذا الشهر.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، قائلا: أتانا رمضان، هذا الضيف الكريم الذي انتظره المسلمون من قبل.
وأضاف: رمضان شهر الهدي، وشهر الإيمان، وشهر القرآن، وفصل العبادة. شهر رمضان أحيى القلوب الميتة، وألان القلوب القسية، وأخرج الناس من منازلهم نحو بيوت الله. حينما يأتي شهر رمضان يوفق من لم يكن يوفق للصلاة في المسجد، أن يؤدي الصلاة في المسجد، والمتكاسلون والقاصرون في الصلاة يكونون ملتزمين، وتمتلئ المساجد بالمصلين.
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان إلى رمضان كشهر التغلّب على النفس الأمّارة، وأضاف قائلا: رمضان شهر التغلب على النفس الأمارة؛ في هذا الشهر تصفد الشياطين، وتكون سيطرتهم على العباد محدودة، لذلك حينما يأتي رمضان، يسارع الناس إلى المساجد، وقال صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: “إذا استهل رمضان، غلقت أبواب النار، وفتحت أبواب الجنة”.
واعتبر فضيلته شهر رمضان بشهر المسارعة إلى الخير وترك المعاصي، وتابع قائلا: رمضان شهر المسارعة إلى الخير والتخلي عن المعاصي؛ في بداية رمضان ينادي الملائكة: “يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر”.
وتابع فضيلته قائلا: في الكثير من البلاد غير الإسلامية يصومون احتراما للمسلمين، أو يمتنعون عن الشرب والأكل، لكن من المؤسف أن المسلم لا يحترم رمضان. من تفوته الصلاة والصوم في رمضان، ويرتكب الجرائم، لا يليق بأن يسمى مسلما.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بعض فضائل رمضان، قائلا: إن الله تعالى أحسن إلى عباده حيث شرّفهم بشهر رمضان الذي فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. فريضة واحدة تساوي سبعين فريضة، ونفل واحد تساوي الفريضة. ومن فطّر صائما يكون له مثل أجره. إن الله تعالى بسط مائدة في رمضان، وبسط الخير والثواب، فاجمعوا منها لأنفسكم.
وأشار مدير دار العلوم زاهدان إلى ضرورة التزود للآخرة في هذا الشهر، وأضاف قائلا: الآن شهر الأجور الخاصة؛ التاجر حينما يعرف أن وقته وقت التجارة والأرباح الكبيرة، لن يهدأ، فاعرفوا قدر هذا الموسم. من يعرف تلاوة القرآن فعليه بتلاوة القرآن الكريم، فإن رمضان شهر القرآن الكريم، وهذه البركات من القرآن الكريم. تصدقوا في هذا الشهر وأدوا زكاة أموالكم، وأكثروا من ذكر الله تعالى، واجتنبوا المعاصي كلها، واحفظوا أبصاركم وأعينكم وألسنتكم من الذنوب، رمضان ربيع ترك المعاصي، وربيع الحسنات.


ادفعوا زكاة أموالكم بالدقّة

واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، شهر رمضان بـ “شهر إعطاء الزكاة”، وتابع قائلا: رمضان شهر الزكاة. الزكاة من أهم أحكام الرب تبارك وتعالى، وهي أهم مما نتصور. ما لم ندفع زكاة أموالنا، لن تتطهر أموالنا وقلوبنا، ومن لا يدفع زكاة أمواله فهو بخيل ومصاب بحب المال. الكثيرون يهربون بحيل مختلفة من دفع الزكاة، والبعض يعطون الزكاة من المنافع فقط، مع أنها تجب من كافة الثروة.
وحذر فضيلة الشيخ عبد الحميد من القصور في تأدية الزكاة، وأضاف قائلا: إن لم تدفعوا زكاة أموالكم فاستعدوا للعذاب الإلهي، لأن الله تعالى يقول: “والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم”. ويقول الله تعالى: “ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة”. فعليكم أن تحاسبوا زكاة أموالكم، واذا استطعتم ادفعوا أكثر من المقدار الواجب.
وأشار فضيلته إلى ضرورة الإكثار من التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله تعالى، وتابع قائلا: علاج المصائب والتحديات كلها في التوبة والاستغفار والتوبة إلى الله تبارك وتعالى. أنتم الآن على مائدة الرحمة الإلهية، ولديكم فرصة الصلاة والتباكي والدعاء والاستفادة من بركات رمضان؛ انتفعوا من هذه المائدة بأحسن طريقة.

1760 مشاهدات

تم النشر في: 12 مايو, 2019


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©