أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (6 شعبان 1440) إلى تشديد العقوبات والقرارات الجديدة التي اتخذتها الولايات المتحدة الإمريكية ضد إيران، واصفا الانتباه إلى محوري “الله” و”دعم الشعب”، وكذلك “الإصلاحات العميقة في السياسات”، أفضل طريقة لمواجهة المشكلات والعقوبات.
وتابع فضيلته قائلا: لقد شدد الإمريكيون عقوباتهم وضغوطاتهم على بلادنا، وقاموا أخيرا بفرض عقوبات على الحرس الثوري، وصنفت هذه المنظمة في قائمة المؤسسات الإرهابية.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: يجب أن نهتم بمحوري “التوجه إلى الله تعالى”، و”الاهتمام بالشعب” أكثر من اهتمامنا بهذه العقوبات. يجب أن ندرس في البداية العلاقة بيننا وبين الله تعالى ونصلحها، ولنسمع في المرحلة الثانية صوت الشعب، ونهتم بمطالبهم.
وصرح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: يجب أن يخاف المسؤولون من الله تعالى، وكذلك من الشعب، فإن صرف الله تعالى الشعب عنهم، لن تقدر قوة أن ينقذهم. فإن كان الله تعالى معهم وكذلك دعم الشعب، لن تضرهم عقوبات ولا مشكلات.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لا أرى لمواجهة المشكلات والعقوبات خطوة أفضل من أن يصلح المسؤولون ما بينهم بين الله، وما بينهم وبين الشعب. يجب أن يهتموا بتعاليم الله تعالى ومطالب الشعب، وإن كانت ذلك خلافا لأهوائهم ورغباتهم.
وأكد مدير جامعة دار العلوم زاهدان على التعديلات الأساسية في السياسات العامة للبلاد، وتابع قائلا: التعديلات الأساسية في السياسات العامة للبلاد، أفضل طريقة لمواجهة المشكلات الموجودة.
يجب علينا جميعا أن نصلح أنفسنا
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته على لزوم التوبة والاستغفار وإصلاح الأعمال، مشيرا إلى المشكلات الناشئة من السيول والفيضانات الأخيرة، وتابع قائلا: ابتليت مناطق كثيرة من البلاد هذه الأيام بالسيول والآفات، ومن المؤسف أن البعض يعتبرون هذه الآفات بـ”الحوادث الطبيعية”، ولا يريدون التوبة، مع أن الطبيعة بيد الله تعالى. هذه الأوضاع تتطلب منا التوبة والاستغفار، وأن نصلح أعمالنا.
واستطرد فضيلته قائلا: لا أحد منا معصوم، لذلك يجب علينا جميعا، علماء وعامة، أن نعود إلى الله تعالى، ونفكر في إصلاح أعمالنا. إن مسؤولية العلماء والذين بيدهم وظائف رئاسية، والذين بيدهم المحاكم القضائية، عظيمة؛ عليهم أن يجددو النظر في أعمالهم.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى مشكلات متضرري السيول في محافظات “كلستان” و”خوزستان” و”لرستان”، داعيا الجميع إلى مساعدة متضرري السيول، واصفا هذه الخطوة بأعمال إنسانية يرضاها الله تعالى. كما تم جمع تبرعات لمتضرري الفيضانات بأمر فضيلة الشيخ عبد الحميد.
حياة الأمم في إطاعة الله ورسوله
وفي القسم الأول من خطبته، تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد بعد تلاوة آية: “يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، وأنه إليه تحشرون، واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، واعلموا أن الله شديد العقاب”، إلى أن حياة الأمم في الإطاعة من الله ورسوله.
وأضاف قائلا: إن القرآن الكريم جعل حياة الجميع في الإطاعة من الله و رسوله. إن قوة الأمم وشرفها ونجاتها في أن تطيع أوامر الله ورسوله، وإن هلاك الأمم في أن تتبع أهوائها وشهواتها ولا تستجيب لربها.
وأشار فضيلته إلى نموذج من إطاعة الصحابة قائلا: في غزوة بدر التي كانت أول معركة بين الحق والباطل، لم يكن توازن بين المسلمين والمشركين في العدد والعدة، لكن المسلمين كانوا يمتازون بخصلة لم تكن في العدو، وهي الإطاعة من الله ورسوله، وكانت هذه الإطاعة سببا في أن يهزموا جيش المشركين المزود بالأسلحة.
وتابع فصيلته قائلا: لقد اكتسب المسلمون من غزوة بدر قوة أوقعت في قلوب الكفار رعبا ووحشة، بحيث تركوا أموالهم وهربوا في غزوة أحد بأول هجوم للمسلمين.
وأضاف: دلت غزوة “بدر” و”أحد” على أن الانتصار ليس في كثرة السلاح وقوة الجيش وإنما في كثرة العمل و قدرة الطاعة.
وتابع فضيلته قائلا: في غزوة “أحد” عصى عدد من الصحابة رضي الله عنهم أمر الرسول الكريم فهزموا، وكانت هذه الهزيمة المؤلمة بسبب الاجتناب من إطاعة الرسول الكريم.
وتابع قائلا: إن سيرة رسول الله و تاريخ الصحابة والمسلمين تدل عبر التاريخ على أن المسلمين لما أطاعوا الله والرسول وجدوا العزة في العالم، ولما عصوا واجهوا الهزيمة.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد معصية الرب “العامل الأصلي للهزائم”، وتابع قائلا: المعصية تجلب الهزيمة والاضطراب. إن الله تعالى أخرج آدم من الجنة بذنب، ثم استغفر آدم فغفر له، وإن موسى عليه السلام وكز شخصا فقضى عليه، فكان حائرا لمدة عشر سنوات، وسيدنا يونس عليه السلام لم ينتظر الحكم الإلهي خلافا للمصلحة وترك قومه، فابتلعه الحوت، إلى أن استغفر الله تعالى. الأنبياء معصومون، وهذه كلها دروس لنا لنفكر في أمورنا وإصلاحنا.