header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنّة في زاهدان، في خطبة الجمعة (19 رجب 1439) إلى القصف الجوي للجيش الأفغاني على حفلة تكريم حفاظ القرآن الكريم في ولاية قندوز، واصفا إياه بـ “العمل الجبان والمثير للكراهية”.
وتابع فضيلته قائلا: الجيش الأفغاني استهدف في ولاية قندوز حفلة انعقدت بمناسبة تكريم خريجي حفاظ كتاب الله تعالى، هذه الخطوة كانت غير مسبوقة. هذا الهجوم آلم جميع المسلمين وأحرار العالم.
وأضاف قائلا: حفاظ يافعون حفظوا كتاب الله تعالى، ويعقدون احتفالات قرآنية، ويشارك أهل المنطقة في تلك الاحتفالات، لكن الجيش الأفغاني يقصفهم؛ هذه الحادثة مؤلمة جدا، ومثيرة للكراهية. مشاهده هذه الحوادث تدمي القلب.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: بأي منطق ومواثيق قانونية ودولية يتم هذا القصف؟ هذه الحادثة ليست للشعب الأفغاني بل لجميع المسلمين وأحرار العالم. كانت حادثة مؤلمة أثارت كراهية الجميع بالنسبة إلى عواملها.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد قصف الحفلة الدينية بـ “العمل الجبان” قائلا: أن تهجم جماعة على الحفلة الدينية والقرآنية لمواجهة أعدائهم، ويقتلوا حفاظ كتاب الله تعالى، هذه علامة جبنهم وفشلهم في المعارك. إنهم أفضحوا أنفسهم والذين يدعمونهم بهذه الأعمال.
وأدان فضيلة الشيخ عبد الحميد هذه الهجمات والأعمال البشعة قائلا: البعض ممن يحسبون أنفسهم مسلمين، لكنهم يهجمون المساجد والحفلات الدينية، مع أن هذه الأعمال ليست مغايرة للشريعة الإسلامية فحسب، بل تغاير الأصول الإنسانية. ماذا جواب هؤلاء عند الله تعالى؟


دعم جرائم الكيان الصهيوني مغاير للعرف والعقل

وأشار خطيب أهل السنة في خطبته إلى قتل سكان غزة على يد الكيان الصهيوني في مظاهرة “العودة” الكبيرة، قائلا: من المؤسف أنّ سكان غزة حينما يعقدون مظاهرة كبيرة يطالبون حريتهم، يبادر الكيان الصهيوني إلى قتل المتظاهرين.
وانتقد فضيلته نقض الولايات المتحدة الأمريكية لمشروع مجلس الأمن قائلا: نقض مشروع مجلس الأمن للأمم المتحدة حول البحث عن قتل المسملين في غزة في هذه المظاهرة، ظلم كبير. هذا العمل الأمريكي بمثابة إعطاء الضوء الأخضر للكيان الصهيوني، ليستمر في جرائمه.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: الولايات المتحدة الأمريكية وسائر القوى الكبرى تدعي محاربة الإرهاب والتطرف، لكن بأي منطق قويم يريدون محاربته؟ حينما يطلقون يد مجرم متكبر، ولا يأذنون للتبين وإجراء التحقيقات، كيف يحاربون التطرف؟ دعم الكيان الصهيوني عمل غير معقول، ومغاير للعرف والعقل.


الظلم أكبر المعاصي والظالمون يواجهون العقاب في هذه الدنيا

ووصف خطيب أهل السنة في قسم آخر من خطبته “الظلم” من أكبر المشكلات والأزمات في العصر الراهن، وتابع قائلا: الظلم من المعاصي الكبيرة والتحديات العظيمة، والتي تهز كيان الإنسان في العالم المعاصر. الظلم بمعنى ترك العدل، والجور، وغياب الإنصاف، وتضييع الحق. وكل نوع من تضييع الحق معصية.
وأضاف قائلا: الظلم درجات؛ ظلم يُخرج الإنسان من دائرة الإسلام، كالكفر والشرك. ظلم آخر يبلغ الإنسان إلى حدود الكفر، وهو القتل بغير حق. التعدي على حقوق النساء والأطفال وأكل مال الناس وتضييع حقوق الأيتام و…. ظلم ومن المعاصي الكبيرة.
وأشار خطيب أهل السنة إلى جزاء الظالمين في الدنيا قائلا: إن الله تعالى قد يختار الحلم في كثير من الأحيان، لكن وعد الله تعالى أن يعاقب من يظلم الناس ويتعدى على حقوقهم في هذه الدنيا أمام أعين العالمين.
وأعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد عن أسفه الشديد بسبب تفشي الظلم في العالم الحاضر قائلا: مع الأسف بلغ الظلم ذروته في أنحاء العالم في عصرنا ولا سيّما في الشرق الأوسط؛ قتل الإنسان البريء وإبادة النسل، مظالم وجرائم لا تغتفر، وسيعاقب الله تعالى الظالمين على هذه الجرائم.
وحذر فضيلته الظالمين قائلا: يريق الظالمون والمجرمون دماء الأبرياء للبقاء على كرسي الحكم. يقومون بتدمير الشعوب وسائر البلاد لتحقيق منافعهم الذاتية. على هؤلاء الظالمين أن يجتنبوا من بطش الرب تبارك وتعالى.


لا حق لشخصية أو حكومة أن تعمل خلاف الشريعة

وقال مدير جامعة دار العلوم زاهدان: يوجد مع الأسف أناس يرون أنفسهم وكلاء الرب تبارك وتعالى، ويحسبون أنهم أحرار فيما يفعلون؛ مع أن هذا خطأ كبير جدا، وإن الله تعالى لم يختر في الأرض وكلاء مثل هؤلاء، وليس لأحد أن يعمل خلافا لأحكام الشريعة.
وأكّد فضيلته قائلا: إن الله تعالى عاتب أنبيائه لما قاموا بعمل مخالف للمصلحة، ونبأهم. إن الله ابتلى يونس عليه السلام باللبث في بطن الحوت لما عمل مخالفا للحكمة، ولم ينتظر حكم ربه. كما أن الله تعالى عاتب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عبس على صحابي أعمى دخل على مجلسه وكان يدعو عددا من المشركين.
وأضاف رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: على الناس جميعا مراعاة تعاليم الرب تبارك وتعالى في كافة الظروف. لا حق لحكومة ولا لشخصية في العالم أن يعمل خلاف الشريعة الإلهية. الشريعة هي الميزان وأساس الأعمال.

1492 مشاهدات

تم النشر في: 8 أبريل, 2018


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©