أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في خطبة الجمعة في مدينة تشابهار (22 محرم 1439) على ضرورة إزالة أي نوع من التمييز وعدم المساواة، معتبرا “تغيير الرؤية إلى القوميات والمذاهب” من أهم مطالب أهل السنة في إيران.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: مطلب أهل السنة أن لا يكون هناك تمييز بين المذاهب في التوظيف؛ لأن المذهب قضية بين العبد وربه. أهل السنة لم يختر عقيدته بسبب العالم الفلاني، بل يعتقد أن هذه الطريقة من شأنها أن تجلب مرضاة الله تعالى.
وأكد رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: العقائد الدينية والمذهبية لا ينبغي أن تكون معيارا لصلاحية الأشخاص. لا بد من الاهتمام إلى العلم والأهلية والجدارة والجنسية الإيرانية في التوظيفات. حينما نرجو من أفراد الشعب الإيراني من كافة القوميات والديانات أن يحافظوا على الوحدة والأمن، لا ينبغي أن نفرق بينهم؛ وهذا هو مقتضى العقل والدستور.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الرسالة التاريخية لقائد الثورة بشأن إزالة التمييزات، قائلا: أشار قائد الثورة في مرسومه التاريخي إلى هذه الحقيقة، مؤكدا أن أركان النظام والمسؤولين مكلفة بأن لا تمارس التمييز بين القوميات والمذاهب في البلاد.
وتابع بالقول: كان يدعي بعض المسؤولين سابقا أنه لا يسمح لهم ببعض الأفعال حول توظيف أهل السنة، والآن بعد إصدار مرسوم قائد الثورة والشخص الأول في البلاد وتأكيده على ضرورة إزالة التمييزات، لا يبقى أي عذر لأحد، ولا يقبل عذر من وزير أو محافظ أو الرئيس العامّ و….
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: الأقوام والمذاهب التي تعيش في إيران، كلها إيرانية، ومتساوون جميعا في الإيرانية، ويدعمون الوطن والبلاد، فلا ينبغي لمسؤول أيّا كان، أن يفرق بينهم. العقل والعرف والقانون والأمر المؤكد لقائد الثورة، كل يشير إلى هذا.
وأكد فضيلته قائلا: نعتقد أن كل إيراني، أيا كان دينه ومذهبه، إن كان قادرا على خدمة الدين والوطن يجب أن يستخدم. لذلك يجب إزالة الرؤية التمييزية القومية والمذهبية، ويجب أن تسود البلاد الرؤية المتساوية.
وأضاف رئيس المجمع الفقهي لأهل السنة في إيران، قائلا: قائد الثورة أصدر رأيه صريحا وفي شكل مرسوم، ودولة التدبير والأمل أيضا لها رؤية جيدة، كما أن الرئيس ووزراء الدولة يؤكدون على لزوم توظيف أهل السنة في مناصب مختلفة. فعلى المسؤولين أن يهتموا بمطالب الأقوام والمذاهب.
وتابع فضيلته قائلا: أهل السنة في إيران يهتمون بحفظ الوحدة والأمن. يتفق العلماء والمثقفون والطبقات المختلفة من المجتمع السني في إيران على عزة البلاد وأمنها ونجاحهها، ولكنهم يؤكدون أيضا على ضرورة متابعة المطالب المشروعة، ولا يتخلون عن هذه المطالب.
وصرح فضيلته قائلا: إن لم نطالب نحن هذه الحقوق عن طرقها المشروعة، فربما قد يأتي آخرون يطالبونها بأساليب أخرى يحدثون بها مشكلات للبلاد، لكننا لا نريد أن تحدث مشكلات للشعب الإيراني.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أهل السنة في إيران، وجمع كبير من الإيرانيين يطالبون التغيير في نطاق الدستور. لذلك نرجو أن يحصلوا على مطالبهم المشروعة في ظل الحفاظ على الوحدة والأمن.
الشيخ محمد يوسف كان مصدر قوة لنا جميعا
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من الخطبة إلى وفاة العلامة المحدث “محمد يوسف حسين بور” قائلا: وفاة أستاذ العلماء، العلامة “محمد يوسف حسين بور” رحمه الله كانت خسارة كبيرة لنا، تأثر بوفاتها أهل السنة وجمع كبير من الشيعة الذين كانوا على معرفة بفضيلته.
وأضاف رئيس اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في بلوشستان: الشيخ “محمد يوسف” رحمه الله كان إنسانا متواضعا ومتدينا، وكان مصدر قوة لقلوبنا جميعا، وصلاة جنازته أيضا كانت رائعة، حيث حضرها عشرات الآلاف.
وتابع فضيلته واصفا الدين الإسلامي بالدين الخالد قائلا: الإسلام هو الدين الخالد إلى يوم القيامة. أثبتت التجارب أن الإسلام لا يزول بزوال الأشخاص والشخصيات، بل يبعث الله شخصيات أخرى، كما بعث الله تعالى بعد وفاة الرسول الكريم وبعد وفاة الخلفاء الراشدين شخصيات أخرى ليذودوا عن الدين. هكذا الشيخ محمد يوسف رحمه الله كانت لديه مسؤولية في هذه الدنيا وقد قام بأدائها، ورحل.