header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (25 رمضان 1437) إلى أهمية التقوى والورع في سعادة الدنيا والآخرة، واصفا التقوى من أهمّ ثمرات الصوم.
وقال فضيلته: يفهم من قراءة كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل عبادة في الشريعة شرعت لأهداف. إن الله تعالى وضع الكثير من الأحكام للتزكية والتربية وإصلاح العباد. من حكمة هذه الأحكام كلها أن تزيد في طاقتنا المعنوية والروحية.
واعتبر فضيلته “التقوى” من أعظم ثمرات الصوم، وأضاف قائلا: إن الله تعالى فرض صوم رمضان لنحصل نحن على التقوى. التقوى من أعظم ثمرات الصوم، والقرآن أيضا هدي للمتقين. بإمكان المتقين أن يفهموا القرآن أفضل ويستفيدوا منه. لأجل هذا أرشدنا إلى الإكثار من التلاوة في رمضان، لأن بالتقوى يمكن فهم القرآن أكثر.
وتابع خطيب أهل السنة إلى أثرات التقوى في الحياة وأضاف قائلا: يقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ”. ويقول في آية أخرى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب”. بإمكان التقوى أن يحبط مكر الأعداء وكيدهم ومؤامراتهم. إن الله تعالى يجعل للمتقين طرق النجاة في جميع الظروف والأحوال.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: في التقوى نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة، وخير لباس للإنسان هو التقوى. لا يزين الإنسان لباسٌ مثل ما يزينه التقوى. المتقي محبوب عند الله تعالى وعند عباده، وخير الزاد للآخرة هو التقوى.
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان إلى بيان معنى التقوى، وأضاف قائلا: التقوى هو مراعاة حقوق الله وحقوق الناس. التقوى يعني عندما نمشي نحفظ أنفسنا من الذنوب والمعاصي التي تحيط بنا. لا ينبغي للإنسان المتقي أن يعصي الله ويرتكب المعاصي، ولا ينبغي له أن يضيع حقوق الناس. على الإنسان المتقي أن يجتنب الكذب، والتهمة، والغيبة، وسائر المعاصي والذنوب.
وتابع فضيلته قائلا: المتقون يصلون إلى السعادة والنجاح، ويدخلون الجنة. التقوى والورع يقرّب الإنسان إلى الأنبياء والأولياء. يقول القرآن الكريم: “ولمن خاف مقام ربه جنتان”.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: القرآن الكريم جعل التقوى خير لباس للإنسان. النعم الإلهية في الجنة من ثمرات الأعمال الصالحة والتقوى. مرضاة الله تعالى تحصل بالتقوى. من ارتدى ثوب التقوى في حياته، يرزقه الله تعالى الموت مع الإيمان.
وأكد فضيلته قائلا: يقول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسملون”. لا يكفي أن نراعي التقوى، بل يجب أن نؤدي حق التقوى والورع. للحفاظ على مكر الأعداء يجب مراعاة حق التقوى. التقوى ينوّر وجه الإنسان، والمعصية وخاصة الكذب والطائفية والاختلاف، تسوّد وجه الإنسان.
وفي قسم آخر من خطبته، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى “سحب الجنسية من آية الله عيسى قاسم”، وأضاف قائلا: لا يحق لأي حكومة أن تسحب جنسيات المواطنين، وإن كانوا مخالفين للحكومة أو الدولة.
وقال فضيلته: الحل في مثل هذه الظروف ليس في سحب الجنسيات، بل لابد من دراسة المطالب من خلال الحوار والمفاوضات، وتلبية المطالب المشروعة للمخالفين.
واستطرد خطيب أهل السنة: ليس من الإنصاف سحب جنسية شخص ولد في بلد وترعرع فيه. على الحكومات والمؤسسات أن تنصت لشعوبها، وتقوم بتلبية مطالبهم وحل مشكلاتهم من خلال الحوار.
وأشار خطيب أهل السنة إلى الأزمات والتوترات في العالم الإسلامي، قائلا: اشتدت الصراعات الطائفية والمذهبية والسياسية في العالم الإسلامي. أعتقد أن هذه الصراعات ليست مذهبية، بل جميعها في الحقيقة صراعات سياسية، وإنما يطرح المذهب ويتوسل به لأجل الاستغلال السياسي منه، والاستفادة من المشاعر المذهبية للناس.
وخاطب فضيلة المسؤولين في البحرين قائلا: نظرا الى التوترات الموجودة في العالم الإسلامي، ننصح حكومة البحرين أن لا تسمح لتزيد هذه التوترات والأزمات. نعتقد أن سحب الجنسية يزيد من القلق والاضطرابات والمشكلات في العالم الإسلامي؛ فهذه الصراعات والتوترات ليست لصالح العالم الإسلامي. نرجو من حكومة البحرين أن تلغي سحب جنسية من عيسى قاسم، وتسعى في حل مشكلات هذا البلد من خلال الحوار والمفاوضات.

 

1293 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©