header

تطرّق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، في كلمته التي ألقاها أمام أكثر من مائتي ألف شخص في اختتامية الدورة الخامسة والعشرين من الحفل السنوي بمناسبة تكريم خريجي جامعة دار العلوم زاهدان، إلى تبيين مواقف أهل السنة في إيران في المجالات المختلفة.
وأشار فضيلته إلى اتفاق أهل السنة في إيران على ضرورة متابعة مشكلاتهم وقضاياهم من طرقها المشروعة، قائلا: أهل السنة في إيران متمسكون بالاعتدال. نحن نفتخر ونشعر بالعزة حيث كانت خطواتنا نحو الوحدة دائما، واستنكرنا الهجمات التي تعرض لها الشيعة أينما كانت.
وأضاف رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: وصلنا إلى هذه النتيجة أنها لا سبيل للخروج من المآزق والأزمات إلا بالوحدة، وعلى المذاهب وذوى الاتجاهات المتنوعة أن يتحدوا ويسعوا لحل مشكلاتهم من طريق الحوار، وعلى قادة الدول الإسلامية أن يجلسوا معا ويحلوا مشكلاتهم بالحوار والمفاوضات.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: يجب أن يكون دعمنا لأصل الإسلام، ولا ينبغي أن يشعر أهل السنة بالخطر من الشيعة، كذلك لا ينبغي أن يشعر الشيعة بالخطر من جانب أهل السنة. أعداء الشيعة والسنة هم الذين أحدثوا هذه المشكلات في العالم الإسلامي. بل أكبر تهديد للإسلام، موجّه من ناحية من يسعون في محاربة الإسلام والإضرار به. الصهيونية والاستكبار العالمي عدوّان للشيعة والسنّة، لأنهما يحلمان بإبادة الإسلام.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: علينا أن نجتمع حول الاسلام، ونطهّر عقولنا من التفكرات والاتجاهات الطائفية والحزبية، ونفكر عالميا. إنّ فكرة الوحدة بين المسلمين هي فكرتنا التي نؤكد عليها.
وتابع قائلا: أهل السنة يرفضون الأيدي التي تحاول بث الفرقة والطائفية. نشكر الله تعالى، ولم نشتك إلى أي جهة، وسعينا لحفظ الوحدة والأخوة. إنّ وعي شعبنا وصحوتهم جعلهم يفكرون في تمسكهم بالوحدة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بعض توقّعات أهل السنة من الحكومة قائلا: لا شك أن الشعب الإيراني سنة وشيعة لديهم مشكلات، لكن أهل السنة عندهم مشكلاتهم الخاصّة. يتفق أهل السنة، علمائهم ومثقفوهم جميعا، على حلّ مشكلاتهم من الطرق المشروعة والقانونية، ونرجو من مرشد الثورة وسائر المسؤولين أن يفتحوا الأبواب أكثر لحل مشكلاتنا القانونية والمشروعة.
واستطرد قائلا: نشكر دولة الرئيس روحاني على مساعيه في سبيل حلّ مشكلات الأقوام والمذاهب. وإن كانت رفعت خطوات أساسية في بعض المناطق يقطنها السنة، إلا أن الكثير من المناطق ما زالت تعاني مشكلات وتحتاج إلى المزيد من الاهتمام. نطالب الحكومة أن تحلّ مشكلاتنا، وتجعل أهل السنة موضع عنايتهم واهتمامهم.
وأكّد مدير جامعة دار العلوم زاهدان على “ضرورة الحريات المدنية” قائلا: نحن متمسّكون بسيادة أراضي الوطن، وندافع عنها بكلّ قوة، وقد أثبتنا هذا في الماضي، ونأمل أن توفّر لنا حريات أكثر، وأن تكون لدى أهل السنة مساجدهم في المدن الكبرى، خاصة في العاصمة طهران، وأن تكون لديهم مصلياتهم ومساجدهم يعبدون فيها الله تعالى.

على حكّام البلاد الإسلامية أن يهتموا بحقوق الأقليات القومية والدينية
وخاطب خطيب أهل السنة في قسم آخر من خطبته، حكّام البلاد الإسلامية، قائلا: رسالتنا من هذه الجلسة للبلاد الإسلامية وقادة الدول الإسلامية أن يفكروا في مصالح المسلمين جميعا. البلاد الإسلامية والجماعات المتحاربة بعضها مع بعض لأجل منافعهم، عليهم جميعا أن يجلسوا معا لأجل الإسلام، ويحلوا مشكلاتهم من الطرق القانونية.
واستطرد فضيلته قائلا: لابدّ من مراعاة حقوق الأقليات الدينية والقومية في البلاد الإسلامية، وعلى قادة دول وجمهوريات آسيا الوسطى توفير الحريات المدنية. أفضل طريق لمكافحة التطرف والإرهاب، هو تنفيذ العدل، والاستماع إلى المخالف، وتوفير حقوق الأقليات.
وتابع فضيلته: التطرف والعنف في العالم يعود غالبا إلى عدم تنفيذ العدل وإلى فقدان المساواة. لو تصدى الإمريكيون والأوروبيون لتطرف الكيان الصهيوني، ونفذوا العدل بحق الشعب الفلسطيني، لما كنا نشهد هذه المشكلات.
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد بعض المضايقات الدينية والمذهبية في بعض البلاد الإسلامية، قائلا: مع الأسف يواجه الكثير من المسلمين مشكلات في بعض دول آسيا الوسطى. يجري تحليق لحى الرجال، وتواجه النسوة المحجبات صعوبات. هذه خطوة خطيرة، وتستجلب غضب الله تعالى، وفي نفس الوقت تزيد من العنف والتطرف.
وأكّد رئيس المجمع الفقهي لأهل السنة في إيران، قائلا: رسالة أهل السنة إلى قادة دول آسيا الوسطى أن يجتنبوا من التضييق والضغط لأجل الصلاة، وإطلاق اللحى والحجاب. عليهم أن يوفّروا لشعوبكم الحرية، ولا يحدثوا مشكلات لهم. لا ينبغي أن يواجه المتدين، والذي يريد العمل على السنة والحجاب مشكلات.

نرجو أن نشهد في الجلسات القادمة ضيوفا أكثر
وأشار خطيب أهل السنة إلى بعض الظروف والموانع التي لم تسمح لبعض الضيوف بالمشاركة في الحفل، قائلا: الحمد لله توجد وحدة جيدة في المحافظة، وهناك علاقات جيدة بين الشيعة والسنة في المحافظة، ونشكر جميع الدوائر والمؤسسات التي ساعدت في إقامة هذه الجلسة؛ لكن لم يستطع بعض ضيوفنا من الشخصيات العلمية الذين كانوا من خارج المحافظة الحضور بسبب بعض الموانع. نرجو أن نشهد في السنوات القادمة ضيوفا أكثر، وهذا مهم جدا لتقوية الوحدة بين المسلمين، والتجربة أيضا أثبتت هذه.

الدين الإسلامي هو الطريق الوحيد لنجاة الإنسان وسعادته
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأول من كلمته إلى مكانة القرآن الكريم ودوره في سعادة البشر، وإلى أن جذور المشكلات الراهنة في العالم الإسلامي كلّها من نتائج الابتعاد عن القرآن الكريم، مؤكدا: الطريق الوحيد للنجاة والسعادة، هو الإسلام.
وأضاف فضيلته قائلا: إن الله تعالى منحنا نعمة عظيمة، وهي نعمة حرمت منها الكثير من الأمم. فلو افتخرت الولايات المتحدة والصين وروسيا وسائر البلاد الشرقية والغربية بتقدماتها المادية، ولو افتخرت الديانات الباطلة بتعاليمها الفاسدة المحرفة، فعلى الأمة المسلمة أن تفتخر بمعجزة خالدة عندهم، وتلك المعجزة تلبي حاجات البشر في كل عصر. القرآن الكريم أنزل لتلبية حاجات الناس المادية والمعنوية في كل عصر، إن تمسكت البشرية بتعاليمه.
وأضاف قائلا: القرآن الكريم بيّن طريق السعادة. الطريق الوحيد للنجاة والسعادة هو التمسك بالدين الإسلامي. حضارتكم وعقائدكم لا مثيل لها. هذه نعم الله تعالى الخالدة والدائمة. لديكم هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. من خصائص هذه الأمة أنها استطاعت أن تحفظ سنن نبيها.

جذور المشكلات والأزمات كلها في الابتعاد عن القرآن الكريم
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان إلى المشكلات الراهنة في العالم الإسلامي قائلا: عندما نفكر لماذا يواجه المسلمون مشكلات وأزمات، ولماذا واجه العلماء والمثقفون المآزق، ولماذا لا تحل قضية الشعب الفلسطيني، نجد أن السبب هو الابتعاد عن القرآن الكريم وتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم. الكثير من المسلمين، حتى الكثير من أهل العلم، لا توجد لديهم فرصة لتلاوة القرآن. أعمالنا قليلة، وابتعدنا عن الأحكام.
وأضاف فضيلته قائلا: مع الأسف توجد غفلة بالنسبة إلى حقوق الله وحقوق العباد. في عباداتنا عجلة، وهي تفتقد الخشوع والخضوع. الأعمال الصالحة تفقتد الخضوع مع الأسف، ولا تراعى حقوق الشعب. الآباء يشكون الأولاد، والجيران يشكون جيرانهم، والشركاء يشكون شركائهم، والرعية يشكون حكامهم، والحكام يشكون الرعية.
وتابع فضيلته قائلا: طريق نجاتنا في الإسلام. الإسلام دين إبراهيم عليه السلام. إن إبراهيم استسلم لأحكام الله. هكذا الإسلام يريد منا الإطاعة والاستسلام. حل مشكلاتنا تكمن في الإطاعة.
واستطرد فضيلته قائلا: سر نجاح المسلمين في بدر، هو الإطاعة، وسبب هزيمتهم في أحد، هو الزلة الجزئية التي حدثت في الإطاعة. عندما عصى قوم موسى عليه الصلاة والسلام، جعلهم الله تعالى يتيهون في الأرض أربعين سنة.
وأضاف فضيلته قائلا: يجب أن يكون هدف المسلم مرضاة الله تعالى. يجب أن يكون كل شيء لله تعالى، وأن نعبده فقط. هذا هو سر نجاح الأولياء والصالحين. الإخلاص والإطاعة، سر نجاح الشيخ عبد العزيز رحمه الله، مؤسس هذا الخير. كان يقوم الليالي في الذكر والعبادة.
وخاطب فضيلة الشيخ عبد الحميد النسوة الحاضرات في الجلسة قائلا: رسالة هذه الجلسة للأخوات أن لا يغفلن عن الله. إن عزتهن في الدنيا والآخرة تكمن في التأسي بعائشة الصديقة وفاطمة الزهراء وسائر النساء الصحابيات. الحلي والعادات والتقاليد، لا تحمل عزة ولا كرامة لهنّ. هذه الأمور تجعلهن يغفلن عن ذكر الله تعالى.
النساء وكذلك الشباب يتعرضون لهجمات من خلال القنوات والدعايات، والغزو الثقافي. يريدون أن يبعدوا نسائنا وشبابنا عن العفة.

لابد من تعطيل المعاصي في البلاد
وخاطب فضيلة الشيخ عبد الحميد الشعب الإيراني قائلا: أيها الشعب الإيراني الكريم! نحن لن نلمع في العالم إلا إذا تركنا المعاصي. ثورتكم سميت بـ الثورة الإسلامية”، فلابد من تعطيل المعاصي.
وأضاف فضيلته: هذه الجلسة عقدت لتكريم العلم والقرآن الكريم، لتزول الغفلة عنا. لم يخلد شعب في العالم بالماديات والمناصب. إن سر بقاء الصحابة وأهل البيت هو إخلاصهم وطاعتهم لله تعالى.

 

1186 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©