header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (29 جمادى الثانية 1437) إلى أهمية حسن الخاتمة، معتبرا “الإيمان القوي” و”العمل الصالح” من عوامل تحقيق هذا الأمر.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: الأنبياء وعباد الله الصالحون كانوا دائما يدعون لحسن العاقبة. الموت مع الإيمان، موت ينقذ الإنسان من غضب الله تعالى، وتحصل مرضاة الرب تبارك وتعالى. كل إنسان عاقل يتمنى أن تكون عاقبته بالإيمان والعمل الصالح.
وأضاف فضيلته قائلا: الإنسان المؤمن يشتاق دائما إلى لقاء رب العالمين، ولا يخاف الموت. المؤمنون الذين يسعون لآخرتهم ويجتهدون لها، لايفرون من الموت؛ لأن الموت جسر يوصل الإنسان إلى محبوبه الحقيقي. الكثير من الناس يدعون محبة الله تعالى، لكن المقربين عند الله تعالى يحذرون دائما من ارتكاب أعمال تضر بآخرتهم.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: لا تكون عاقبة الإنسان حسنة إلا اذا اكتسب مرضاة الله تعالى، ويحسن أعماله، ويملك إيمانا قويا. الإيمان القوي لا يحصل إلا إذا روعي حق التقوى والورع. مراعاة التقوى يعني مراعاة حقوق الله وحقوق الناس والاجتناب من المعاصي.
وأضاف فضيلته قائلا: المعاصي والذنوب تسوّد قلب الإنسان وتفسده. الإنسان الذي يميل نحو المعصية، سببه أن قلبه فاسد. القلب رئيس كافة أعضاء الجسم، فيجب الحفاظ عليه بالأعمال والأخلاق الصالحة.
وأعتبر مدير جامعة دار العلوم زاهدان “الإحسان والإخلاص” من عوامل تقوية الإيمان قائلا: يجب أن نلحظ الإحسان في العبادات. الإحسان يعني الإخلاص وحضور القلب. يقول الله تعالى: “ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن”. ذكر تعريف الإحسان في الحديث “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”. يجب أن تكون العبادات كلها بهدف مرضاة الرب تبارك وتعالى. الرياء خطير جدا، ومن أسوء الذنوب والمعاصي.
وأضاف فضيلته قائلا: الاستقامة في الدين حتى اللحظة الأخيرة، والاجتنباب من المعاصي والذنوب، يجعل خاتمة الإنسان مع الإيمان. طوبى لمن يتلقى عند الوفاة هذه البشرى من الملائكة “وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون”. لا قيمة للدنيا وما فيها، تجاه هذه البشرى.
وأضاف فضيلته قائلا: حسن الخاتم يجب أن يكون حلم كل مؤمن. لكن لا تكفي الأحلام الفارغة، بل لابدّ من العمل، والإنفاق في سبيل الله تعالى، الذي له تأثير كبير في الخاتمة بالخير. الإنفاق في سبيل الله من الأعمال الصالحة التي تجلب مرضاة الرب تبارك وتعالى. إن الله تعالى جواد سخي ويحب السخاء والجود.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: علينا أن نرتدي لباس التقوى والتدين. لقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام أشخاصا ارتدوا ملابس، وملابس البعض قصيرة وملابس البعض طويلة. ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تأويل هذه الرؤيا، عبر عن اللباس بالتدين.

تضحية أستاذ المدرسة الابتدائية في “خاش” جديرة بالثناء والتقدير:
ونوّه فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته بمبادرة أستاذ بلوشي لإحدى المدارس الابتدائية في “خاش” بإنقاذ بعض أطفال المدرسة بعد رؤيته جدارا أشرف على السقوط عليهم، حيث توفي نفسه تحت الأنقاض، قائلا: إن حادثة المعلم الخاشي الذي ضحى بنفسه لإنقاذ تلامذة مدرسته، انتشر خبرها في مستوى البلاد. لقد ورد في الحديث الشريف “الذي يموت تحت الهدم شهيد”.
وأشاد فضيلته باهتمام وزير التعليم والتربية إلى هذه الحادثة قائلا: سفر الوزير رغم مشاغله من طهران إلى مدينة خاش ومن هناك إلى قرية المعلم الشهيد، خطوة جيدة ومناسبة. نحن نشكر معالي وزير التربية والتعليم حيث اهتمّ بهذه التضحية للمعلم.

استخدام السلاح في المسجد، جريمة كبيرة:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية خطبته، إلى اغتيال شخص في مدينة “خاش” داخل المسجد بعد صلاة الجمعة، معربا عن أسفه الشديد، قائلا: في الأسبوع الماضي أغتيل شخص داخل المسجد. هذه الخطوة جريمة مؤسفة جدا. المسجد بيت الله، وإن استخدام السلاح داخل المسجد وقتل الإنسان فيه، عمل جبان ومؤسف.

1283 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©