header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (15 جمادى الثانية 1437) إلى الهجمات الأخيرة في عاصمة بلجيكا التي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، معتبرا إياها بالمؤسفة.
وأضاف فضيلته قائلا: الهجمات الأخيرة التي وقعت في بلجيكا، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة أناس، كانت سببا للتأسف لنا جميعا. قبلها وقعت مثل هذه الهجمات في فرنسا، وفي قادم الأيام لا يعلم أحد ماذا ستحدث من الوقائع والحوادث.
وأكد فضيلته على أن المسلمين يخالفون التطرف، قائلا: المسلمون في العالم يرفضون التطرف والإرهاب، بل يدينون التطرف والإرهاب أينما كان.
واعتبر فضيلته الغزو والهجمات العسكرية “عقلية القرون الوسطائية” قائلا: عقلية الحرب وعقلية الغزو العسكري في العالم الإسلامي لا تثمر، لأن الحركات والثورات التي ظهرت في العالم الإسلامي هي نتيجة الصحوات الإسلامية. هذه الحركات أكثرها شعبية، ومطالبها الحرية وتنفيذ العدل. هذه المطالب لا يمكن قمعها بالقوة العسكرية.
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد السياسة الخاطئة للولايات المتحدة الإمريكة وسائر القوى الكبرى في محاربة ما يسمى بـ “الإرهاب” قائلا: الولايات المتحدة الإمريكية والقوى الغربية والشرقية مخطئة عندما تفكر أنها قادرة على قمع ثورات الشعوب التي نهضت بهجماتها العسكرية. هذه السياسة خاطئة، وتسبب نموّ الإرهاب والتطرف في المنطقة، ويهدد الأمن العالمي للخطر.
وأضاف فضيلته قائلا: الحرب ليست الحل؛ المفاوضة، والحوار، وتنفيذ العدل، وتشكيل حكومات شاملة وطنية، واستماع كلام المظلومين، هو أفضل طريق لحل المشكلات. يجب أن يسمع كلام الشعب الفلسطيني، ويصلوا إلى حقوقهم. ما لم يستسلم العالم للعدل والمطالب المشروعة للناس، والمفاوضات والحوار، لا يمكن احتواء الأزمات الأمنية.
وأردف خطيب أهل السنة: على القوى الكبرى أن تسمح لشعوب البلاد المتأزمة باتخاذ التدابير والطرق النافعة لحل أزماتها. الحرب تكون سببا لإراقة الدماء والفساد.
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان، إلى الجرائم السابقة للقوى الدولية في المنطقة قائلا: الولايات المتحدة الإمريكية وحلفائها هجموا على أفغانستان والعراق قبل هذا، والانجاز الوحيد لهجماتهم تخريب هذين البلدين وتدمير البنية التحتية لهما.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد الانسحاب الروسي من سوريا “خطوة معقولة”، وأضاف قائلا: خطوة روسيا لسحب جزء من قواتها من سوريا معقولة، وسياستها العسكرية السابقة وغزوها لسوريا كانت خطوة سيئة، وانتبهت روسيا لخطأها.
وأشار فضيلته إلى الأزمة في سوريا والعراق واليمن، موصيا شعوب هذه البلاد، قائلا: يجب على الشعب السوري والعراقي واليمني أن يجلسوا معا للتفاوض، ويحلوا مشكلاتهم بتأسيس حكومات شاملة. على البلاد المتأزّمة حلّ مشكلاتهم بالحوار والمفاوضات. على القوى الكبرى أن تساعد شعوب المنطقة في حل اختلافاتهم.
وأضاف رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: نوصي جميع القوى الكبرى أن تتجنب الحرب، لأنها ليست الحل. الحرب تنشر الفساد والأزمات الأمنية وتدمير البنية التحتية، وتراق في الحرب دماء الأبرياء. يجب أن تتوقف الحرب، ويجلس الجميع للحوار والأزمات ومراعاة حقوق الشعوب.

التقوى خير زاد
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى أهمية التقوى وضرورة إطاعة الله تعالى قائلا: التقوى خير زاد، والتقوى سبب النجاة. لا ننس أن كل شيء زائل. يقول الله تعالى: “وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب”. كلنا مسافرون في طريقنا إلى الآخرة، ونتعرض للحساب والكتاب. نحن سائرون إما إلى الجنة وإما إلى النار. خير الزاد الذي يمكن أن يكون سببا لمرضاة الله تعالى ويوصلنا إلى سعادة الدنيا وفلاح الآخرة هي التقوى وإطاعة الله تعالى.

1024 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©