header

أكد خطيب أهل السنة فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (17 شعبان 1436) على ضرورة تأدية زكاة الأموال، خاصة في شهري شعبان ورمضان قائلا: إن حكمة الله تعالى تقتضي أن يعبد الناس ربهم في كافة شؤون الحياة وبطرق مختلفة. أن يعبدوا الله بأنفسهم وأموالهم.
وتابع فضيلته قائلا: القلب موضع الاعتقاد والإيمان. العمل على الإسلام يبدأ من القلب. ويدفع الأعضاء والجوارح نحو العمل على التعاليم الشرعية. الإنسان يعبد ربه بعمله الصالح، وأخلاقه الطيبة، وتعايشه السلمي، ومراعاة حقوق الله وحقوق عباده. ميدان العبادة لا ينحصر في تأدية الصلاة. العبادة لها ميدان واسع.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: العبادة لها أنواع وأقسام مختلفة؛ العبادات إما قلبية كالإعتقاد، أو بدنية مثل الصلاة والصوم، أو مالية كتأدية الزكاة والصدقات والإنفاق في سبيل الله تعالى. الإنفاق في سبيل الله تعالى أيضا نوع من عبادة الله تعالى. أداء الزكاة والصدقات عبادات مالية، وهي عبادات خلقية؛ لأنكم عندما تدفعون جزءا من أمولكم للفقراء والأيتام، هذه عبادة وأخلاق.
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان إلى قول الله تعالى “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم”: الزكاة والصدقات في سبيل الله تزكي الإنسان وتطهره من الذنوب. الزكاة إضافة إلى تطهير الأخلاق وإصلاح الباطن، تقوي صفة السخاء في الإنسان. نقل عن الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: “إن الزكاة آخر حدود البخل؛ إن أديت الزكاة يثبت أنك لست بخيلا، لكنك وقف على حدود البخل. لكنك تبتعد عن هذه الحدود إذا أديت الصدقات والخيرات النفلية”.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: الصدقات المالية تقرب الإنسان من الله وعباده. لكن إذا أحب الإنسان الدنيا بحيث تمنعه من العمل على تعاليم وأحكام الشريعة، يكون مغضوبا عند الله ومرفوضا لدى عباده. فالزكاة لها أثرات إيجابية في حياة الإنسان.
وتابع فضيلته قائلا: الصلاة والزكاة من أركان الإسلام. تكرر ذكر الزكاة والصلاة سبعين مرة معا في القرآن الكريم. من تقاصر في أمر الصلاة أو تأدية الزكاة يبتلى في الآخرة بعذاب الله تعالى. ذكر الصلاة والزكاة معا في القرآن يدل على أنه لا يوجد فرق بينهما، بل الصلاة أفضل على عبادة بدنية، والزكاة أعظم عبادة مالية. للزكاة أهمية كبيرة في الإسلام بحيث عندما امتنع طوائف من تأدية الزكاة إلى الخليفة الراشد، قاتلهم الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه. فلا يوجد للمسلم فرق بين الصلاة والزكاة، وكلاهما من أركان الإسلام.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الآية المباركة “ويمحق الربا ويربي الصدقات”، قائلا: الزكاة تربي الأموال. عندما تدفع زكاة الأموال في مجتمع، تحل المشكلات الاقتصادية، ويزول الكساد في التجارة والزراعة…. ولكت القصور في أمر الزكاة يكون سببا للقحط والجدب.
وأكد فضيلته على “الإخلاص في تأدية الزكاة”، قائلا: يقول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى”، عندما ترجون بعد تأدية الزكاة والصدقات أو تمنون على الفقراء والمساكين بها، بعلم أنكم ما أديتم الزكاة مخلصين لله تعالى.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: ادفعوا زكاة أموالكم برغبة وشوق. إن لم ندفع هذه الزكاة تتبدل أموالنا إلى ثعابين يوم القيامة. ادفعوا الزكاة لمن يستحقها، والمدارس الدينية خير مصارف الزكاة. السعيد من يوفقه الله تعالى ليستخدم ماله في تقوية الدين والمكاتب القرآنية، وسبل الخير، والشقي من أعطاه مالا ولكن لا يجد أحد خيرا من ماله.

مؤسس الثورة أمر بتخصيص مسجد لأهل السنة في طهران:
وأكد خطيب أهل السنة على ضرورة إزالة أنواع التمييز بين الشيعة والسنة في إيران، قائلا: عندما التقى فضيلة الشيخ عبد العزيز رحمه الله (مؤسس جامعة دار العلوم وخطيب أهل السنة السابق في مدينة زاهدان) بآية الله الخميني في السنوات الأولى من الثورة، وطرح قضية مسجد أهل السنة في طهران، قائلا أن نظام الشاه لم يسمح ببناء مسجد لأهل السنة، قال آية الله الخميني: ما المشكلة في أن يكون لأهل السنة مسجد في طهران؟
وأضاف فضيلته قائلا: ثمّ أمر مؤسس الثورة بتخصيص أرض للمسجد، وانتشر خبر مسجد لأهل السنة في الجرائد، ولكن بقي الملف ولم تحل هذه المشكلة حتى الآن. لأجل هذا نرجو أن تتحقق هذه الأمنية التي هي حاجة وضرورة أهل السنة. هذه الخطوة هامة في سبيل الوحدة والانسجام، وتقوى المحبة.
أهل السنة يعتقدون أن المهدي مجدد من ذرية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
وأشار فضيلة الشيخ عبدالحميد من خطبته إلى مطالب وجيزة حول المهدي، قائلا: الاعتقاد بالمهدي من المشتركات بين الفرق الإسلامية. لقد أشارت الرويات إلى هذه القضية، وإن لم يرد في القرآن شيء عن المهدي. ما هو المسلّم ان المهدي من المجددين الكبار الذي يظهر لتنفيذ الشريعة وإقامة العدل والإنصاف.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الاختلاف بين الشيعة والسنة قائلا: أهل السنة يعتقدون أن المهدي لما يولد، خلافا للشيعة. وإن الله تعالى هو الذي يعلم مولده. وهو كما ورد في الأحاديث سيظهر بقرب من القيامة في ذرية الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأضاف فضيلة الشيخ إلى الافراط والتفريط حول المهدي قائلا: هناك إفراط وتفريط حول المهدي. هناك رويات ضعيفة في كتب السنة والشيعة وخصائص المهدي. ونحن لسنا بحاجة إلى مراجعة الأحاديث الضعيفة. يكفينا الاستدلال بالأحاديث الصحيحة حول المهدي.
وتابع فضيلته قئلا: ابتلي البعض بالتفريط كاملا، وألفوا كتبا في هذا الموضوع، أنه لا مهدي ينتظر. إنكار المهدي والرويات التي وردت فيها تفريط كبير.
وأكد فضيلته قائلا: الثابت والمقطوع أن النبوة انقطعت والوحي انقطع، والمهدي مجدد. والأمة تتفق على أن النبوة انقطعت. فالطريق الأفضل هو الاعتدال، ودين الإسلام هو دين الاعتدال والوسطية، والإفراط والتفريط مرفوضان دائما.

3046 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©