header

أعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان وعضو المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، عن أسفه على عدم الحضور في مؤتمر “الإسلام ومكافحة الإرهاب”، ووجّه كلمته للمؤتمر المذكور، في رسالة كتبها إلى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، فضيلة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي.
انعقد مؤتمر “الإسلام ومكافحة الإرهاب” يوم الأحد الثالث من جمادى الأولى في مكة المكرمة بمشاركة أكثر من أربعمائة من العلماء والمثقفين البارزين في العالم الإسلامي.
قدّم فضيلة الشيخ عبد الحميد في بداية رسالته، شكره للأمين العام للرابطة على دعوته للمشاركة في المؤتمر المذكور، معتبرا بعض العراقيل والموانع سبب عدم حضوره في هذا المؤتمر.
ثم أشار في إلى أهمية مؤتمر “مكافحة الإرهاب” في الأوضاع الراهنة قائلا: لا شك أن هذا المؤتمر جاء في أوانه، حيث انعقد في ظل الأوضاع الراهنة التي يعاني العالم عامة والأمة المسلمة خاصة من الإرهاب والتطرف، وأصبحت ظاهرة الإرهاب أكبر أزمة ومشكلة يواجهها العالم بأسره، حيث تستغل بعض القوى العالمية الاستكبارية هذه الظاهرة لشن هجمات عسكرية على بلاد المسلمين، ومن جانب آخر يقوم بعض أعداء هذه الأمة بالإساءة إلى أصل الدين الإسلامي ومقدسات المسلمين، وإلى نبي الرحمة –عليه آلاف التحية والسلام- أو إلى القرآن الكريم!
واعتبر خطيب أهل السنة الإرهاب والتطرف والتكفيرأسوء أزمة معاصرة، مؤكدا على ضرورة اجتماع العلماء والمثقفين للتفكير الجاد في علل هذه الظاهرة ودراسة جذورها وتقديم حلول مفيدة لكيفية التصدي لها.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من هذه الرسالة إلى “الظلم والتمييز والاستبداد وإهمال الحقوق الأساسية للمواطنين والاستخفاف بهم والإهانة إليهم” و”الدعم الكامل الذي يتمتع به الكيان الصهيوني من قبل دول غربية والولايات المتحدة” و”استبداد بعض الأنظمة مقابل مطالب شعوبها” و”الجهل والاستنباطات الخاطئة من الكتاب والسنة”، كأبرزعوامل نشوء ونمو الإرهاب والتطرف في المجتمع الإسلامي .
وأضاف فضيلته قائلا: ما لم تحل النزاعات بين الدول والحكومات الإسلامية بعضها مع بعض، لا تحل النزاعات بين هذه الحكومات مع شعوبها، ولا تكون المفاوضات بين هذه الحكومات وبين الفئات والأحزاب مفيدة ونافعة.
وأشار فضيلته أيضا في قسم من هذه الرسالة إلى بيان حلول للخروج من هذا المأزق قائلا: أعتقد أن الخيار الأفضل هي إزالة الخلافات بين الدول الإسلامية عن طريق المفاوضات والجلوس على طاولة الحوار، وتأسيس حكومات شاملة وطنية تضم كافة الأقوام والطوائف والمذاهب والأديان حسب نسبتهم السكانية، وتحفظ للجميع مصالحهم ومنافعهم.
واعتبر خطيب أهل السنة الخيار العسكري للقضاء على الإرهاب خيارا فاشلا، وأضاف قائلا: أرى أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب من خلال شن هجمات عسكرية، بل يستمر وقد يشتد، والحرب ليست خيارا ناجحا في مكافحة الإرهاب، بل الخيار الأفضل لمكافحة الإرهاب والتطرف هو حرية الشعب الفلسطيني ووصولهم إلى كافة حقوقهم المشروعة في ظل دولتهم المستقلة، وفي ظل العدل والحوار، وإزالة التمييز والتضييق والإجحاف والإهانة والاستخفاف بهم. كما يعتبر إنشاء بيئة للحوار أفضل الخيارات لمكافحة الإرهاب وأكثرها تأثيرا وأقلها مؤنة وتكلفة!
وأضاف فضيلته: أعتقد أن الحرب التي قام بها التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب لن تنجح أبدا، لأنها حرب ضد المعلول مع أن العلة قائمة وباقية في مكانها.
وفي الختام اقترح فضيلته تأسيس هيئة للمصالحة والسلام، تضم العلماء البارزين والمثقفين الكبار في العالم الإسلامي، ليسافروا إلى البلاد التي تشهد صراعات ونزاعات، ويدعوا كافة أطراف الصراع من الفئات والأحزاب إلى طاولة الحوار ويشجعوهم على المصالحة الوطنية وإلى إنشاء حكومات وطنية مدنية شاملة.

2193 مشاهدات

تم النشر في: 12 مارس, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©