header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة آخر جمعة لشهر رمضان المبارك، بعد تلاوة آية “يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم” إلى أهمية سلامة القلب للنجاة يوم الحساب، قائلا: القرآن الكريم وصف يوم الحساب وصفا رائعا. إن سيدنا إبراهيم عليه السلام لما بيّن الحق وبيّن الرب والمعبود لنمرود وأتباعه، دعا الله تعالى قائلا “رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ  وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ” ثم نقل عنه القرآن الكريم “يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم”. في يوم القيامة لا ينفع مال ولا أولاد، بل إنما ينفع الإنسان في ذاك اليوم الرهيب، القلب السليم المطهر عن الأرجاس والقبائح والنفاق والرياء والشرك.

 وتابع خطيب أهل السنة قائلا: القلب السليم هو القلب الخالي عن التكبر وهو القلب الذي لا يرى نفسه أفضل من غيره، ولا يكون متكبرا مستبدا، ولا يفكر في منافعه وراحته، ولا يكون معجبا بنفسه ورأيه، ولا يكون مغرما بالمال حيث لا يؤدي الزكاة إلى الفقراء والمساكين. من يملك قلبا سليما مطهرا عن المعاصي، يجتنب القصور في الصلاة والغفلة في عبادة الله تعالى، ويجتنب معصية الله تعالى ويطلب دائما مغفرته.
 واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: من فسد قلبه وعمي، يرجح المعاصي والذنوب على الهداية. جاء الصوم ليطهر الإنسان نفسه من الداخل ويزكي نفسه. تأتي طاعة التعاليم واتباع سيرة الرسول الكريم ببركة الصوم في وجود الإنسان. إن الله تعالى أعد وسيلة الوصول إلى نفسه وجنة الفردوس، لكننا لا نريد أن نتقرب إلى الله تعالى والوصول إلى الجنة. إن الله تعالى ينتظر توبتنا وعودتنا إليه. إن الله تعالى لا يدخلنا النار، ولكن أعمالنا وسيئاتنا هي التي تدخلنا النار.
وأشار مدير جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان إلى أهمية خدمة الوالدين قائلا: عليكم بخدمة الوالدين خدمة تدخلكم الجنة، واعلموا قيمة حياة والديكم. من طرق الوصول إلى الجنة خدمة الوالدين، والتزموا الدعاء لهما إذا توفيا.
في ختام هذه الخطبة دعا فضيلته الحضور إلى محاسبة النفس قائلا: شهر رمضان المبارك على وشك الانتهاء؛ علينا أن نكون قلقين هل غفرنا في هذا الشهر؟ هل أصبحنا من المقبولين أم صرنا لا سمح الله في عداد من دعا عليهم جبرئيل وأمن الرسول الكريم؟ فلنسعى في الفرصة الباقية قصارى جهدنا لنكتسب مرضاة الله تعالى.

 القوى المستبدة يجب أن تعتبر بأسلافها:
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبة الجمعة أوضاع المسلمين بالمؤلمة والمقلقة قائلا: المسلمون في عصرنا في قلق واضطراب. البلاد الإسلامية مختلفة بعضها مع بعض، وقادة البلاد الإسلامية في غفلة وبُعد عن شعوبهم ورعاياهم. غزة تتعرض للهجوم من قبل الكيان الصهيوني المحتل الغاشم. المنظمات الحقوقية ساكتة على هذه الجريمة والعدوان، ولا أحد يتصدى لهذه الجرائم. الدول المستبدة والقادة المتكبرون لا يعتبرون بأسلافهم. على هؤلاء أن يتلقوا دروس العبرة من مصير شارون المجرم الذي  أمضى سنوات في غمرة السكرات.

1944 مشاهدات

تم النشر في: 23 أغسطس, 2014


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©