بدأ فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، خطبته يوم الجمعة بتلاوة آية “وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون”، مؤكدا أن الحياة تكون غالية بذكر الله تعالى.
وأضاف قائلا: دعا الله تعالى في آيات كثيرة الناس إلى إطاعته، وجعل إطاعته وإطاعة الرسول الكريم سببا للفلاح والنجاح. نحن نُرحم إن أطعنا الله والرسول الكريم. يقول الله تعالى في موضع آخر: “قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين”.
واعتبر فضيلته “الإطاعة من تعاليم الشريعة” من الصفات البارزة للمسلمين، قائلا: المسلم من يستسلم لله والرسول الكريم ويهتم بتعاليم الرسول الكريم وسننه. إن الله تعالى جعل الرسول الكريم أسوة لنا. إن كان أنبياء وصالحون عبر التاريخ البشري يعتبرون أسوة لنا، لكنه ليس أسوة أعظم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيجب أن نتبعه في كافة شؤون حياتنا، ونتخذه أسوة لنا في تحمله المشقات. كم كان يسمع كلام المخالفين ويهتمّ لحديثهم، وكم كان يتبرع على الفقراء والمساكين. ولنا أسوة في قيامه وذكره وعبادته وتواضعه ووقاره ومتانته وعفوه ومغفرته وشجاعته وكيفية مأكله ومشربه ومجالسه ومنامه وتعامله مع الغير.
واستطرد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: صلاة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وحجه وصيامه وعباداته أسوة لنا. لا يقبل حجنا ولا صلاتنا إلا أن تكون وفقا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. صلاتنا ليست في الظاهر، بل في خشوعها وخضوعها يجب أن تكون صورة من صلاة الرسول الكريم. صلاة الرسول وصيامه أيضا أسوة لنا. تروي أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله تعالى عنها “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحيان”. يفهم من هذه الرواية أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله بقلبه في الأماكن التي لم يكن يتيسر فيها الذكر باللسان. يجب أن ننتبه أن حياتنا تكون غالية بذكر الله تعالى.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على أهمية الذكر قائلا: من نسي الله تعالى، فإنه في الحقيقة ينسى منفعته. لذلك يجب أن يغشى ذكر الله حياتنا كلها. جعل الله تعالى أعظم الأثر في ذكره. ذكر الله له أثر في كافة جوانب حياتنا. الإنسان عندما يذكر الله ويشتغل باسم الله في مكان، يسود أثر هذا المكان على تلك النقطة وينورها ويباركها. الإنسان يشعر بأثر الذكر في المكان الذي ذكر الله فيه عندما يضع قدمه فيه، ويتذكر الله فجأة. عندما يدخل الإنسان المدينة المنورة، يشعر أنها لا توجد مدينة مثل هذه. هذه المدينة مدينة عاش فيها الصالحون. المدينة مدينة الذاكرين والتالين للقرآن الكريم والمجاهدين والمستغفرين بالأسحار. لكن الإنسان عندما يضع قدمه في مكان المعصية والذنوب، يشعر بالقساوة القلبية والظلمة. في المكان الذي لا توجد عبادة ولا سجود، توجد فيه الظلمات والظلام.
وأكد مدير جامعة دارالعلوم على التأسي بحياة الرسول الكريم قائلا: إطاعة الله تعالى ورسوله هام وضروري لنا. الرسول الكريم أسوة لنا في حياتنا اليومية. لقد أنفق الرسول حياته كلها في الهم والغم لنجاة البشرية من العذاب الإلهي. لقد ضحّى براحته وراحة أهل بيته وصحابته لنجاح وفلاح أمته. كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقلل من الكلام، لكن كلامه كان كالدر الثمين الذي يكمن في كل واحد منه حياة البشرية ونجاتها.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد سنن الرسول “سعادة عظيمة” قائلا: هذه سعادة عظيمة أن نتبع بكل الوجود سنن الرسول صلى الله عليه وسلم. لذلك يجب أن نتتبع سننه وهديه في كتب السيرة والأحاديث. علينا أن نكون متبعين للسنة والسيرة الطاهرة للرسول الكريم وتعاليم الشريعة.
وأوصى خطيب أهل السنة الجميع بذكر الله وتعلم العلوم مع التدين، والمشاركة في صلاة الجماعة، خاصة صلاة الفجر، ومشاركة النسوة في صلاة الجمعة.
المتطرفون لديهم حساسية بالنسبة إلى توظيف المؤهلين من أهل السنة
وفي قسم آخر من خطبته، انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، الضغوط التي يفرضها المتطرفون على الرئيس لعدم توظيف المؤهلين من أهل السنة، مطالبا إياه بعدم الرضوخ لهذه الضغوط.
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى التغييرات الإدارية في محافظة سيستان وبلوشستان قائلا: المحافظ الجديد وكذلك المدير العام الجديد للمخابرات وكذلك رئيس البلدية الجديد لمدينة زاهدان، كلهم أشخاص لديهم أهلية وخبرة في مجالاتهم. وهذا من إنجازات دولة التدبير والأمل حيث تنتخب أشخاصا مؤهلين يملكون تخصصات وتجارب كافية بدل من ليست لديهم خبرة وأهلية.
وأعرب فضيلة الشيخ عن أمله بأن يتولى المناصب الإدارية في مدينة زاهدان وسائر مدن المحافظة أناس مؤهلون لديهم التعليم الجيد والتجربة الكافية ليخدموا الشعب أكثر.
وأضاف فضيلته قائلا: مرضاة الله تعالى في مرضاة الشعب. الخدمة للشعب واستجلاب مرضاتهم توجب المزيد من تعلق الناس إلى النظام والوطن.
وتابع مدير جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، قائلا: قد يتحير الإنسان من بعض مخلوقات الله تعالى على هذه الكرة. خلق الله تعالى نوعا من البشر لا يفكرون إلا في جماعتهم وطائفتهم، ولا يتحملون غيرهم، ولا يؤمنون بالحق والعدل. هؤلاء يزعمون أحيانا أنهم على الصراط المستقيم، لكنهم سواء كانوا شيعة أو سنة، فإنهم أناس متطرفون، والمتطرفون من أي جماعة كانوا أضروا عبر التاريخ بالإسلام والمذاهب الإسلامية وحتى بالمذهب الذي كانوا ينتمون إليه.
وقال رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان: في أي منطقة من العالم نشهد حربا طائفية أو مذهبية نلحظ هناك المتطرفين الذين لا يقبلون إلا وجودهم ولا يملكون رؤية واسعة، وهم مصابون بضيق النظر وقصر الفكرة.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الفكرة الصحيحة وحكم الله تعالى أن تكون النظرة إلى خلق الله تعالى بطريقة متساوية وأن نملك رؤية واسعة.
وتابع عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قائلا: نطالب الرئيس أن لا يتأثر بضغوط المتطرفين ولا يرضخ لهم، لأن التأثر بضغوطهم مضرة للأخوة بين الشيعة والسنة. هذه التيارات هي التي تصدت لترشح روحاني الذي كان شخصية معتدلة، وعارضوا في الانتخابات الرئيس روحاني، لأنهم لا يؤمنون بالاعتدال، ونرجو أن ترفض مشورة هؤلاء الأشخاص وإن كانت تسمع.
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: مطلبنا من مرشد الثورة الذي له حق الأبوة على الشعب وتوجيهاته كانت دائما مفتاحا لحل الكثير من المشكلات والأزمات والمآزق في البلاد، أن يرشد الدولة ويدعمها لتفي بالوعود التي قطعتها أيام الانتخابات للأقوام والأقليات القومية وتزيل التمييزات.
وأضاف فضيلته قائلا: دعم المرشد من خطط روحاني يكون سببا لئلا يصل المتطرفون إلى غايتهم التي هي تهميش أهل السنة الذين هم أكبر جمعية سكانية للبلاد بعد الشيعة. وتحتل المساوة مكان التمييز. فالأخوة والتضامن بين الشعب الإيراني يكون سببا للتضامن مع كافة الشعوب.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: الشعب لا يقبل الوحدة الهتافية ويتبع الوحدة العملية؛ وكلما تحققت الوحدة عمليا في هذا البلد، تظهر نتائجه الإيجابية في سائر البلاد.
وأضاف فضيلته قائلا: العدل ومراعاة الوحدة والتفاهم وإزالة التميزات مؤثر في ثبات البلد، وتحصل الوحدة الوطنية والأمن العام. وإذا روعي العدل من غير النظر إلى المذهب والمعتقدات، تأتي النصرة من الغيب وتجلب مرضاة الله تعالى.