header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة، بعد تلاوة آية “ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون”، إلى وصف “التقوى” و”التوسل بالأعمال الصالحة” و”المجاهدة”، كثلاث عوامل لفلاح الإنسان، مؤكدا على ضرورة التمسك بالشريعة والاجتناب عن المعصية.

وأضاف فضيلته قائلا: أوصى الله تعالى – بعد بيان أحوال بني إسرائيل ومعصيتهم من حكم موسى في الحرب مع العمالقة وكذلك بيان قبح السرقة وقطع الطرق – المؤمنين إلى مراعاة أصول الفلاح والنجاح. ثم ذكر الله تعالى في ثلاث نقاط أساسية وهامة من عوامل نجاح الإنسان. المطلب الأول الذي أشير إليه في الآية، هو التقوى والورع الذي يكون سببا لنجاة الإنسان في الدنيا والآخرة. معنى التقوى هو الاجتناب من كافة المعاصي الصغيرة والكبيرة، والاجتناب من التعدي على حقوق العباد. هذا خطأ وزعم باطل أن يحسب شخص أنه ينجح بارتكاب المعاصي والتعدي على حقوق الناس. إن كنا نريد الفلاح والنجاح فعلينا أن نجتنب المعاصي كلها ونراعي حقوق الله وحقوق عباده.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان: المطلب الثاني الهام الذي أشير إليه في الآية، هو التوسل بالأعمال الصالحة للوصول إلى الله تعالى والتقرب إليه. اتفق المفسرون والمتخصصون في تفاسير آيات القرآن الكريم أن المراد من الوسيلة في هذه الآية هي الأعمال الصالحة، كالصلاة والصوم والزكاة والحج وتلاوة القرآن الكريم وغيرها من الأعمال الصالحة. لذلك يجب أن نعمل الأعمال التي تكون سببا لمرضاة الله تعالى وسببا للرحمات الإلهية، ونتوسل في هذه السبيل بالأعمال الصالحة. تأدية الفرائض الدينية والواجبات والسنن والتردد على الفقراء والمساكين وأسر المساجين، كلها داخلة في ضمن دائرة الأعمال الصالحة، وكل واحد منها سبب للوصول إلى الله تعالى.
وتابع مدير جامعة دار العلوم في زاهدان: النقطة الأخيرة والمطلب الأخير الذي أشير إليه في الآية، هو الجهاد والمجاهدة والسعي في سبيل الله تعالى. عندما يتعرض الدين الإسلامي والبلاد الإسلامية للخطر من جانب الأعداء، هذا هو الجهاد الذي يجر الأعداء والجبابرة والمستبدين والطغاة والجهلاء الذين لا يعرفون إلا لغة الغرور والاستبداد إلى طاولة الحوار.
وأضاف فضيلته قائلا: الإسلام دين السلم والحوار والاستدلال. الجهاد في الإسلام موجّه ضد المستبدين والمتكبرين والمحتلين والمعتدين. وإن طالب أحد الصلح والسلم، يقبل الإسلام مصالحته. “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله”.
واستطرد فضيلته في تبيين معنى المجاهدة قائلا: المجاهدة معناها الجهد وبذل المساعي في سبيل الله تعالى.
عندما يريد الإنسان أن يقوم بالتلاوة والذكر والصلاة، يوسوس الشيطان في صدره، فعلى الإنسان أن يجاهد ويؤدي الأعمال بحضور القلب خاشعا.
واعتبر خطيب أهل السنة في نهاية القسم الأول من خطبته “نشر المعارف الإسلامية” و”تبليغ الدين وتعليمه” و”الخدمة إلى الشعب” و”العدل بين الناس” و”كل عمل معروف”، من المصاديق البارزة للجهاد  الذي هو سبب لفلاح الإنسان ونجاحه.

الحكومات السابقة فشلت في تحقيق العدل بين كافة المواطنين:
وفي الخطبة الثانية، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إلى أسبوع الدولة في إيرن، منتقدا فشل الحكومات السابقة (قبل حكومة الرئيس روحاني) في تحقيق العدل وإزالة التمييزات، كما أعرب عن أمله في أن تعمل الحكومة الجديدة في مجال الاستخدامات وتولية المناصب دون النظر إلى فوارق اللغة والمذهب والموقع الجغرافي.
 وأضاف فضيلته قائلا: أسبوع الدولة فرصة لتفحص أعمال الحكومة. تستعرض النجاحات والأعمال الفاشلة. لا تحصل أية إدارة على النجاح في حياتها العملية إلا إذا استعرضت البعدين من أعمالها “الخدمات والنقائص”.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد النقد البناء طريقا لحل المشكلات قائلا: الانتقادات البناءة هي الطريقة الصحيحة والمرضية لحل المشكلات. الذين يريدون التقدم والرقي، عليهم أن يفرحوا بالانتقادات البناءة كما يفرحون بالتأييد. لكني أخالف التخريب، و يجب أن يكون الانتقاد مفيدا وعن إخلاص وشفقة.
 وتابع رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان قائلا: في الحكومات السابقة شهدنا جهودا للمسئولين، وقد عملوا في كثير من المسائل أعمالا يجب أن تذكر. الحكومات السابقة عملت في مجال الترفية والعمران والخدمات دون التمييز بين الأقوام والطوائف، وإن كانت بعض الشكاوي التي لا أذكرها هنا.
وذكر خطيب أهل السنة في زاهدان “فشل المسئولين في الحكومات السابقة في تحقيق العدل بين كافة المواطنين” قائلا: عجز المسئولون في الجهورية الإسلامية في القضايا الاستخدامية وتولية الوظائف والمناصب وتنفيذ العدل بين المواطنين جميعا وإزالة التمييزات، رغم أن المساواة والعدل بين المواطنين من أهم إنجازات الثورة ومؤسسها. مع الأسف لا تشهد نجاحات تذكر في هذا المجال، ولقد طرح هذا القلق في مواضع مختلفة من منصات ووسائل مختلفة.
وأكد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قائلا: العدل والأهلية وتولية المؤهلين من الأقوام والطوائف أهم من الإعمار والخدمات. وهذه القضية لم تكن موضع اهتمام الحكومات السابقة. نرجو أن تتدارك الحكومة الجديدة (حكومة الرئيس حسن روحاني) التي تولت الحكم بهتاف “الاعتدال والعدل”، النقائص الماضية، وتقدر على إزالة المشكلات العديدة للشعب الإيراني. كذلك نأمل أن تنجح الدولة الجديدة في تحقيق العدل واستخدام المؤهلين، دون النظر إلى فوارق القومية والمذهب والمناطق، ويحيي بارقة أمل في الشعب إلى مستقبل النظام والبلاد.
على المسئولين أن لا يخافوا في تنفيذ العدل لومة لائم، لأن العدل سبب للأمن الدائم وتوطيد دعائم النظام، وسبب لمرضاة الله تعالى والشعب.
وأضاف فضيلته قائلا: الشعب الإيراني وخاصة أهل محافظة سيستان وبلوشستان، شعب شريف ونجيب، ويقدرون الأيدي التي تخدمهم. ونرجو أن نجد في أسبوع الدولة في السنة القادمة فرصة لنشكر الدولة الجديدة على خدماتها في كافة المجالات، خاصة في مجال العدل وإزالة التمييزات للشعب الإيراني.
 
 نرجو أن ينتهي قلق أهل زاهدان بشأن المصلى الجديد:
وأشار خطيب أهل السنة في القسم الأخير من الخطبة إلى الرسالات العديدة المعبرة عن قلق الناس بشأن قضية المصلى لأهل السنة في مدينة زاهدان، قائلا: هناك جهود من الجانبين في هذه المجال. نأمل أن ينتهي هذا القلق بجهود المسئولين ونواياهم الحسنة. كان أهل السنة في زاهدان يأملون أن يصلوا عيد الفطر في المصلى الجديد، لكن لم يتحقق هذ الأمل. فتخصيص أرض مناسبة يمكن للمصلين الوصول إليها بالمشي على الأقدام، حق مشروع وأساسي لهذا الشعب، ونأمل أن ينتهي قلق شعبنا الكريم، ونصلى صلاة عيد الأضحى في المصلى الجديد، بإذن الله تعالى.

2149 مشاهدات

تم النشر في: 3 سبتمبر, 2013


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©