قال فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان ورئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، أمام آلاف من الطلبة الجامعيين السنّة الذين شاركوا في الحفل السنوي للطبة السنّة من مختلف الجامعات الحكومية ومن شتى المحافظات الإيرانية، إننا نطالب المسؤولين بتنفيذ القانون في البلد بشكل صحيح وللجميع. أهل السنة في إيران ليسوا مهاجرين ولا مشردين، بل من السكان الأصليين لهذا البلد. نحن أبناء هذا الوطن وأصحابه. آبائنا كانوا حراس حدود هذا البلد قبل أن يعتلي “رضاخان” وإبنه على كرسي الحكم. نحن عشنا قبل الملوك والأنظمة في هذه المناطق. هذه البلاد بلادنا ويجب أن نشارك في مصيرنا.
وأضاف فضيلته: نعتقد أن النظام الإيراني بعد مرور 34 سنة من عمره لقد كان لديه فرصة كافية لرعاية العدل وإعطاء أهل السنة حقوقهم، لكن مع ذلك يقول بعض المسؤولين لنا ردا على مطالبنا “أعطونا المزيد من الفرصة.” الفرصة إلى متى؟ ألا تكفي فرصة ثلث قرن لإجراء الدستور وتلبية حقوق المجتمع؟! لسنا متعطشين للمنصب والجاه. مطالبتنا بتوظيف أهل السنة وتوليتهم المناصب، حقنا.
وقال خطيب أهل السنة في مدينة زاهدان: الأمة المسلمة في عصرنا بعد قضاء فترة من التقلبات والتطورات، عزمت العودة إلى الحضارة الإسلامية وأصلها. لأن الوعود الفارغة للغرب والشرق باتت عارية زيفها وكذبها، وكانت سببا لشقاء الأمة المسلمة. اضطرابات الأمة المسلمة ومشكلاتهم في العصر الراهن، حركة طبيعية للمجاوزة من تجربة تاريخية والدخول في عهد جديد.
وأضاف فضيلته: العالم الذي يدعي دعم حقوق الإنسان والديموقراطية، أصبح اليوم يتفرج سقوط عشرات الآلاف من المدنيين في البلاد المختلفة. دعاوي البلاد التي تدعي حقوق الإنسان والديموقراطية ليست إلا كذبا وخداعا، لأنهم سكتوا على الجرائم التي تحدث في بعض البلاد، وسمحوا أن يقصف شعب يطالب الحرية والإسلام والكرامة والعزة، بالقنابل والصواريخ. بأي ذنب يقتل هؤلاء الناس؟ هذه الحركة حركة إلهية نحو الكرامة والعزة الإنسانية والحرية، ولن تتوقف مثل هذه الحركة بإذن الله تعالى. انتفاضة الشعوب في الشرق الأوسط هي لأجل الحرية والعدالة. القادة الناجحون والأنظمة الناجحة هم الذين يراعون حقوق شعوبهم وحرياتهم، وينظرون إلى الناس جميعا بنظرة متساوية.
وخاطب فضيلة الشيخ عبد الحميد الطلبة قائلا: لا ينبغي للطلبة السنّة في الجامعات أن ييأسوا بسبب بعض التعاملات السلبية، ويتخلفوا من التعلم والدراسة.
وأكّد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن طريقنا هو “الدستور والحوار”، ونحن مخالفون للعنف والتطرف واستهداف الأبرياء. ولو أراد أحد الحوار والتفاوض معنا، فنحن أهل الحوار والتعامل، ومواقفنا دائما تجاه التطرف والعنف كانت واضحة.
وأضاف: نحن لم نتكلم بكلام خارج القانون وغير حقوقنا. نحن نطالب بالحرية والكرامة لأهل السنة في إيران. لسنا نريد أكثر من حقوقنا، ونعتقد أن النظام بعد مرور 34 سنة من عمره لقد كان لديه فرصة كافية لرعاية العدل وإعطاء أهل السنة حقوقهم، لكن مع ذلك يقول بعض المسؤولين لنا ردا على مطالبنا “أعطونا المزيد من الفرصة.” الفرصة إلى متى؟ ألا تكفي فرصة ثلث قرن لإجراء الدستور وتلبية حقوق المجتمع؟! لسنا متعطشين للمنصب والجاه. مطالبتنا بتوظيف أهل السنة وتوليتهم المناصب، حقنا. ونطرح هذه القضية لئلا يحقّر أهل السنة.
وتابع رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، قائلا: لسنا طائفيين ولا مخربين، ولا نؤيد الطائفية ولا التخريب. نعتقد أن النظام الإسلامي فرصة، شريطة أن يهتم بالأقوام والمذاهب والفرق، ويراعي حقوق الجميع. حرية الرأي والحريات السياسية والمدنية حقوق جاء التأكيد حولها في الإسلام والقانون. ليس لنا حاليا مطلب خارج نطاق القانون. مطلبنا تنفيذ القانون في البلد بشكل صحيح وللجميع. أهل السنة في إيران ليسوا مهاجرين ولا مشردين، بل من السكان الأصليين لهذا البلد. نحن أبناء هذا الوطن وأصحابه. آبائنا كانوا حراس حدود هذا البلد قبل أن يعتلي “رضاخان” وإبنه على كرسي الحكم. نحن عشنا قبل الملوك والأنظمة في هذه المناطق. هذه البلاد بلادنا ويجب أن نشارك في مصيرنا.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد، قائلا: أي حكومة تدير البلاد برؤية طائفية وحزبية لن تنجح. الحاكم الإسلامي خليفة للحاكمية الإلهية. كما أن الله تعالى يرزق جميع الناس ويتولى أمورهم، كذلك الحاكم يجب أن تكون نظرته واسعة تسع كافة أبناء الشعب ويراعي حقوق الجميع. الحزب والتيار الواحد لا يقدر على إدارة البلاد. يجب أن يتحد جميع الأحزاب والتيارات ويديروا البلد بسعة الصدر. في رحلاتي إلى البلاد الأخرى نصحت الرؤساء ومن لهم كلمة مسموعة في بلادهم، بمراعاة حقوق الأقليات وخاصة الشيعة، لأننا نعرف وندرك معاناة الأقليات جيدا.
وأضاف رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: بعض المواقع والتيارات المتطرفة تزعم أنها بالضجيج وبث الأكاذيب بإمكانها أن تصرفنا عن طريقنا. لكننا بعون الله تعالى لن نترك طريقنا واتجاهنا الصواب بضجيج المواقع المتطرفة. نحن دافعنا عن هذا البلد وقد ضحينا واستشهد منا، ونؤكد أيضا على سيادة أراضي البلاد. نحن نرى أن مراعاة حقوق الأقوام والمذاهب هي خدمة للنظام ولصالح النظام والحكومة.
وتابع فضيلته: الحقوق لابد أن تردّ إلى أهلها، لأنها لا تضيع ضمن ضجيج المواقع. نحن نريد أن نخدم بلادنا، ونحرس حدود بلادنا، ونحافظ عليها، ولا يمكن هذا إلا أن يستخدم شبابنا ومثقفونا حسب التخصصات والأهلية والجدارة، ولا يعاملوا معاملة تمييزية.
وأضاف فضيلته: لسنا خونة للوطن، ولا خونة للدين الإسلامي، ولسنا متعطشين للمنصب، وكل ما نريده هي الخدمة للوطن وإرادة الخير للمجتمع.
وفي نهاية كلمته، انتقد فضيلته العراقيل التي وُضعت أمام كثير من الطلبة الذين كانوا يعتزمون المشاركة في هذا الحفل الكريم، قائلا: لو أذنوا لنا وفتحوا علينا أبواب الجامعات، لكنا نلتقي في الجامعات مع طلبتنا الكرام، وكنا نشجعهم على التدين والتعلم، ولكن مع الأسف لم يتحقق هذا، وفضلا عن ذلك، مُنع الكثير من الطلبة الذين قد توجّهوا إلى زاهدان للمشاركة في الجلسة.