header

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (16 رمضان 1436)، شهر رمضان خير فرصة للتزكية والإصلاح، مؤكدا على ضرورة الاستفادة من هذا الشهر.
وقال فضيلته: إنّ الله تعالى امتحن عباده بثلاثة أشياء، ولا يخرج منها منتصرا إلا السعداء، لأنّ الابتلاء بواحد من هذه الثلاث يكفي لزوال الإنسان وهلاكه.
وتابع فضيلته قائلا: الدنيا، والنفس، والشيطان، أمور ابتلانا الله بها. إن الله تعالى خلق الدنيا للعباد، وبإمكان الإنسان أن يستفيد من الدنيا كحاجة وضرورة، لكن الشيء الذي يهلك الإنسان هو عشق الدنيا والتعلق بها. يجب طلب الدنيا وحصولها، لكن لا ينبغي محبتها، ولا نغفل بسببها من الله تعالى ونضيع حقوق الأجانب.
وتابع مدير جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان: لا ينبغي أن نرتكب الرشوة والسرقة والربا وأكل مال الحرام. لأن مثل هذه الدنيا ملعونة. الذين يريدون حصول الدنيا بأي طريقة ممكنة، إنهم في الحقيقة عبيد الدنيا، ولعن عبيد الدنيا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن عبد الدينار والدرهم. يجب أن تكون محبة الإنسان مع الدنيا معتدلة ومنظبة، لأن محبة الدنيا من الأمور التي قد تهلك الإنسان.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان: من الأمور التي تدفع الإنسان نحو المعصية، وابتلانا الله بها هي “النفس”. إن النفس الأمارة تسوق الإنسان نحو المعصية والذنوب. يجب أن تتزكى النفس، وتستقر في اتجاه صحيح، وإلا فهي تكون خطيرة. جذور الكثير من سفك الدماء والمظالم والذنوب، هي النفس الأمارة.
وأشار فضيلته إلى بعض مصاديق وآثار اتباع النفس الأمارة قائلا: التكبر والعجب والكثير من الرذائل الأخلاقية من ثمرات اتباع النفس. اتباع أهواء النفس كان السبب في أن يرفض أشخاص أمثال فرعون ونمرود وأبي جهل دعوة الأنبياء ويبقوا على ضلالهم.
وأشار فضيلة الشيخ إلى “الشيطان” كالعدو الثالث للبشر، قائلا: إن الله تعالى امتحن البشر بالشيطان وابتلاهم. الشيطان عدو كبير لا يستريح أبدا، وهو يسعى دائما أن يوسوس في صدور الناس ويسوقهم نحو الذنوب والمعاصي.
وتابع مدير جامعة دارالعلوم زاهدان قائلا: إن الله تعالى امتحن عباده بهذه الأشياء الثلاث، ليرى هل يتبع عباده الدنيا وأهواء النفس و الشيطان، أم يقبلون على تعاليم الله تعالى والشريعة؟ تدلّ نتيجة كافّة هذه الابتلاءات والامتحانات من هو عبد الله تعالى، ومن هو عبد النفس والشيطان؟ الذين لا يهتمون إلى حقوق الله وحقوق الناس ويهملون تعاليم الرب، ويتبعون شياطين الجن والإنس، هم عبيد النفس؛ والذين يعملون على تعاليم الشريعة هم عباد الله تعالى.
وأكد خطيب أهل السنة على لزوم الاستفادة من الفرصة الذهبية في شهر رمضان قائلا: شهر رمضان أفضل فرصة للإصلاح والتزكية وعبادة الله تعالى. هذا الشهر، شهر مؤثر في إصلاح المجتمع وبنائه. لذا يجب أن نستفيد من هذه الفرصة الذهبية ونجتنب من كل ما يضر بالصوم، ونجتنب في هذا الشهر من أنواع المعاصي والذنوب، ونبادر إلى الإصلاح والتزكية. إن الله تعالى بسط المائدة الروحية لشهر رمضان لنتزود من هذه المائدة بزاد التقوى للسنة كلها.
وأشار مدير جامعة دارالعلوم زاهدان إلى العشر الأخير من شهر رمضان قائلا: العشرة الأخيرة من رمضان أمامنا. ورد في الروايات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من السخاء والجود في العشر الأخير من رمضان. يجب أن نسعى أن نزيد من علاقتنا بالمساجد في هذه العشرة الأخيرة، ونبادر إلى الإصلاح والتزكية بالاعتكاف والعبادة.

استهداف الأماكن المذهبية والمساجد يغاير الشريعة:
وأدان فضيلة الشيخ عبد الحميد تفجير أحد مساجد الكويت قائلا: هذا الهجوم قد هز القلوب وآلمنا.هذا الهجوم استهدف المصلين الصائمين في المسجد.
وتابع فضيلته قائلا: الإفراط والتطرف خطير جدا. أكبر تهديد واجهه العالم الإسلامي هو التطرف. الذي يربط حزام متفجرا ويفجر نفسه في المسجد، هو مسلم ويعتبر نفسه مسلما، لكنه ابتلي بالتطرف والإفراط، ولا يفكر في أن المسجد بيت الله وله حرمة عند الله تعالى. وانتهاك حرمات الله والمسلمين الصائمين يغاير التعاليم الشرعية.
وأضاف: الإسلام يرفض بشدة الهجوم على المساجد والأماكن المذهبية. الهجوم على الأماكن المذهبية واستهداف المصلين والأبرياء، مخالف للشريعة الإسلامية. لا شك أن القاتل يستحق الجزاء، لكن قتل الأبرياء، تطرف وإفراط يجب اللجوء إلى الله منه.
وتابع فضيلته قائلا: مع الأسف ازداد التطرف في السنوات الأخيرة في العالم الإسلامي. علينا جميعا أن نكون حذرين ونبعد مجتمعنا عن التطرف وضيق النظر والإفراط. الإفراط مرفوض من أي جهة كانت.

ينبغي أن يقيم أهل السنة الجمعة والعيدين في المدن الكبرى بحرية تامة:
وخاطب خطيب أهل السنة الناس والمسئولين، قائلا: يجب أن يكون المسئولون والشيعة وأهل السنة واعين ويقظين، لأن الأعداء يريدون إثارة الأزمات في البلاد الإسلامية. يجب أن نكون حذرين أن أشخاصا يريدون إثارة المشكلات في المجتمع وأن يسببوا التفرط.
وأضاف فضيلته قائلا: أهل السنة مشاركون في كافة المجالات، ويريدون المشاركة الوطنية، وإنهم مؤثرون في إعمار البلد والوحدة. يجب أن يواظب المسئولون أن لا يفرض البعض سلائقهم الشخصية على أهل السنة.
وتابع خطيب أهل السنة: نطالب المسئولين، خاصة سيادة الرئيس أن لا يسمح لبعض الأشخاص أن يقوموا بمنع أهل السنة الذين ليست لديهم مساجد في المدن الكبرى، من إقامة صلاتي الجمعة والعيدين في المصليات المستأجرة. لإقامة الصلاة في الأماكن العامّة مثل الحدائق ينبغي أخذ الترخيص، لكن يجب أن يكون الأشخاص الذين يصلون في بيوتهم وهي ليست أماكن عامة أحرارا في إقامة الصلاة.
وتابع عضو المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، قائلا: هكذا يعتقد المسئولون والعقلاء أن الوحدة ليست في تقريب المذهبين أو توحيد صلاة المذهبين. توجد اختلافات أساسية فقهية في قضايا الصلاة. يمكن لكل شخص أن يصلي صلاته وفق مذهبه وعقيدته. لكن الاشتراكات كثيرة بين السنة والشيعة. لكن يجب أن يقيم أهل السنة صلاتهم بسبب بعض الإختلافات بحرية تامة.
وأضاف فضيلته قائلا: لا يبنغي أن تكون المضايقات والأنظار الضيقة وإعمال السلائق سببا لنشأة التطرف والإفراط والمشكلات في المجتمع.
وأشار خطيب أهل السنة في القسم الأخير من الخطبة إلى وفاة الشيخ “يارمحمد نظري” مدير ومؤسس معهد قره بولاغ تركمن صحراء من كبار علماء محافظة كلستان قائلا: وفاة العلماء خسارة كبيرة. نعزّي مجتمع أهل السنة في كلستان على وفاة هذا العالم، ونسئل له المغفرة من الله تعالى.
وكذلك عزّى فضيلته على وفاة الشيخ “عبد الشكور” من العلماء المشهورين في منطقة “خاران” في إقليم “بلوشستان” الباكستاني، الذي توفّي في الأسبوع الماضي.

1128 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©