header

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (24 شعبان 1436)، بعد تلاوة آية “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، الأحكام الشرعية، بوتقة الإصلاح والتزكية للبشر، مؤكدا على ضرورة الإصلاح.
وقال فضيلته: الإسلام دين جامع فيه برامج متطورة. الإسلام يقرب الإنسان إلى الله تعالى ويوصله إلى الجنة.
وأكد فضيلته على ضرورة إصلاح الإنسان قائلا: الإنسان كائن ولد خاما فيه استعداد الخير والشر، مثل الذهب الخام الذي يذاب ويحرق ليفصل الرديء من الجيد. لابد للإنسان أن يذهب إلى بوتقة الشريعة، ويفوض نفسه إلى صاحب الشريعة، ليكون خالصا مع الصلاة والزكاة والصوم.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الصوم ليس سهلا؛ يجب النهوض في الأسحار، والامتناع عن الأكل والشرب لساعات طويلة. إن الله تعالى يريد أن يطهر عيوبنا وسيئاتنا بالصلاة والصوم والزكاة. أنتم عندما تخالفون أهواء النفس وتعملون على أحكام الشريعة وتجتنبون المعاصي، في الحقيقة ألقيتم بأنفسكم في بوتقة الشريعة. الأحكام الشرعية تصيقل النفوس.

التعادل بين بعدي “البهيمية” و”الملكية” في الإنسان ضروري:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بعدي البهيمية والملكية في الإنسان قائلا: الإنسان مركب من بعدي الملكية والحيوانية؛ فإذا غلبت البهيمية على الإنسان، يموت قلبه وتغلب عليه محبة الدنيا والمعاصي. الميت الحقيقي ليس من تنقل جثته إلى المقبرة، بل الميت من مات قلبه، وجسده حي يتحرك. هكذا من يعمل الصالحات ويجتنب المعاصي، حي قلبا. الشريعة تحيينا. يجب التعادل بين البهيمية والملكية. يجب الاهتمام بالعبادات وإطاعة الله بجانب الاهتمام إلى حاجات الجسم المادية.
وأشار أستاذ الحديث والتفسير في جامعة دار العلوم زاهدان إلى حلول شهر رمضان المبارك، قائلا: يجب الإكثار من الصلاة والتصدق. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي كثيرا في شهر رمضان. من أفطر صائما فله أجر مثل أجر الصائم.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أدوا زكاة أموالكم في رمضان، وتصدقوا. تبرعوا في هذا الشهر على المدارس الدينية وأئمة المساجد، وأعينوا الفقراء والمساكين. أكثروا من ذكر الله في شهر رمضان. ذكر الله تعالى يرفع قيمة الأعمال. يجب الاجتناب من المعاصي أكثر في رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور. جاء الصوم ليبعدكم عن المعاصي. الصوم يبطل بالمعاصي؛ وإن يؤدى الفرض لكن، لا يبقى أجر.
وأضاف فضيلته قائلا: رمضان شهر الخير والبركة, الكثير من الناس يفرحون من قدوم رمضان ويهنئ بعضهم بعضا؛ السعداء يفرحون بقدوم رمضان. الصوم في حر الصيف يتضاعف أجره. كلما نرفع خطوة في سبيل الله، ينصرنا الله تعالى. الكثير من الأمراض يزول في هذا الشهر. يجب أن نصوم رمضان بنشاط ورغبة.
وأشار مدير دار العلوم زاهدان إلى رؤية هلال رمضان واليوم الأول من شهر رمضان قائلا: رؤية الهلال عيّنها الإسلام؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته”. هذه الرواية وردت في مصادر المذاهب كلها.
وأضاف فضيلته قائلا: نظرا إلى تحري هلال شعبان، سنتحرى هلال رمضان غروب الأربعاء. على الناس كلهم أن يتحروا الهلال حسب استطاعتهم، فإن ثبتت رؤية الهلال يكون الخميس أول أيام رمضان.

أشكر الذين أقاموا مسابقات القراءة وحفظ القرآن الكريم بين السجناء:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة إلى مسابقات الحفظ والقراءة بين السجناء في محافظة سيستان وبلوشستان قائلا: في الأسبوع الماضي أقامت الإدراة العامة لسجون المحافظة بمساعدة النيابة العامة لزاهدان مسابقة القراءة وحفظ القرآن بين السجناء في محافظة سيستان وبلوشستان، وتم تكريم الفائزين. هذه خطوة جيدة أن تقام دورات للمسابقة في حفظ القرآن في السجون ويجري بناء على ذلك عفوهم أو التخفيف في عقوباتهم.
وتابع فضيلته قائلا: أشكر المسئولين الذين أقاموا هذه المسابقات؛ وإنهم يستحقون التقدير والشكر على هذه الخطوة. وهذه النشاطات تكون لصالح السجناء والسجانين والمسئولين الذين بيدهم مصير المسجونين.

1053 مشاهدات

تم النشر في: 20 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©