header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان في خطبة هذه الجمعة (18 محرم 1435) بعد تلاوة آية “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين”، إلى بيان أن الإيمان وذكر الله تعالى سببان للإطمئنان في الحياة قائلا: ذكر الله تعالى في هذه الآية مسئلة الجهاد والمجاهدة. الجهاد معناه بذل السعي للوصول إلى مرضاة الله تعالى.

وأشار فضيلته إلى نوعي الجهاد قائلا: قتال العدو المحتل والمتكبر الذي لا يريد أن يستمع إلى كلمة الحق، نوع من الجهاد. والجهاد الآخر هو الجهاد ضد النفس الطاغية والأمارة والشيطان.
واستطرد خطيب أهل السنة مؤكدا على “جهاد النفس”: اعتبرت الشريعة الإسلامية الجهاد مع النفس ضروريا وهاما، حيث ذكر في إحدى الروايات باسم الجهاد الأكبر. الجهاد مع أهواء النفس الأمارة مستمرة إلى يوم القيامة، ويجب على الناس جميعا المجاهدة ضد أهواء النفس الأمارة. ورد في الحديث الشريف “المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله”.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: وفقا لمعنى هذا الحديث، يعتبر جميع المؤمنين الذين يقاتلون ضد النفس الأمارة مجاهدين. فالمجاهد ليس الشخص الذي يقاتل الأعداء فقط، وإن كان هؤلاء مجاهدين في سبيل الله، لكن المجاهد الحقيقي من يجاهد نفسه ويخضعها لطاعة الرب تبارك وتعالى.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: جهاد النفس أن نمنعها من الأعمال المغايرة للشريعة. يجب أن نجاهد النفس التي تعودت ارتكاب المعاصي كالرشوة والربا وأكل مال الناس والغيبة والزنا والكذب وترك الصلاة وغيرها من الأعمال المغايرة للشريعة الإسلامية. شبه علمائنا الكبار النفس بطفل رضيع تعود على أن يرضع من ثدي والدته ويصعب عليه فطامه، لكن فصاله عن الرضاعة ممكن وليس محالا. كذلك إصلاح النفس التي تعودت المعاصي يصعب إصلاحها لكنها من الممكن أن تجبر على ترك المعاصي وتتمايل نحو العبادة وذكر الله تعالى.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، قائلا: قد يكون الجهاد مستحبا وهو أن نمنع النفس من الإسراف في الأعمال المباحة لئلا تبتلى بالمنهيات الشرعية بسبب المبالغة والإسراف.
وأكد فضيلته قائلا: حياتنا جهاد مع النفس. إن لم نجاهد النفس الأمارة لن نصل إلى الله تعالى. الطريق الوحيد للوصول إلى الله تعالى هو الجهاد ضد أهواء النفس، كما قال الله تعالى في هذه الآية “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”، يعني نريهم طرق الوصول إلينا. لا مكان لمحبة الله تعالى في القلب الذي تعود على معصية الله ومحبة الدنيا. فإن كنا نبتغي محبة الله عز وجل ومرضاته، يجب أن نجاهد ضد النفس الأمارة ونبتعد عن الشيطان.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد “الإيمان” و”الذكر” الطريق الوحيد للوصول إلى الحياة المطمئنة قائلا: يقول القرآن الكريم “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”. الحياة الطيبة والمطمئنة هي الحياة التي يبتعد فيها الإنسان عن أهواء النفس ويدخل الإيمان ومحبة الله تعالى في القلب. الصحابة رضي الله تعالى عنهم لم يكونوا يملكون مسكنا ولا طعاما كافيا، ولكن بفضل صلتهم مع الله تعالى كانت تسود حياتهم الراحة.
وتابع فضيلته قائلا: مع الأسف البشر في عصرنا يريد أن يصل إلى الهدوء والراحة من خلال تلبية أهواء النفس. الذي يتبع وراء النفس وشهواته، مثله كمثل من ابتلي بمرض الاستسقاء لا يذهب ظمأه مع كثرة شرب الماء. كذلك النفس التي تعوّدت فعل المعاصي، لا تشبع أبدا من المعصية حتى توقع الإنسان في الهلاك.
وأشار خطيب أهل السنة إلى القسم الأخير من حديث الرسول الكريم قائلا: “والمهاجر من هجر ما نهى الله تعالى”؛ الجهاد الحقيقي هو جهاد النفس، والهجرة الحقيقية هي ترك الذنوب والمعاصي. وفقا لهذا الحديث المجاهد من يجاهد نفسه والمهاجر من يترك المعاصي والذنوب. فجهاد النفس وترك المعاصي فريضة على كل مسلم.
وأكد خطيب أهل السنة على أهمية الأمانة قائلا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد دائما في خطبه ويقول: “لا دين لمن لا عهد له ولا إيمان لمن لا أمانة له”. الإيمان والأمانة مشتقان من كلمة واحدة؛ ومن مصاديق الأمانة حفظ الأسرار واستشارات الآخرين. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المستشار مؤتمن”. فكتمان أسرار الناس من مصاديق الأمانة.

نرجو حل المشكلات وتغيير بعض المواقف بقدوم المحافظ الجديد:
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى تعيين المحافظ الجديد لمحافظة سيستان وبلوشستان قائلا: تم تعيين السيد “علي أوسط هاشمي” كمحافظ جديد لمحافظة سيستان وبلوشستان من جانب دولة التدبير والأمل.
وتابع فضيلته قائلا: مع أننا لا نملك معرفة بالنسبة إلى المحافظ الجديد، ولكننا مطمئنون أن الدولة بذلت جهدها في تعيين شخص مؤهل لرئاسة المحافظة لتحقق  وعود الرئيس في كافة المجالات.
 وأضاف فضيلته قائلا: نحن متفائلون بهذا الانتخاب، ونرجو حل المشكلات والتغيير في كثير من الرؤى والمواقف. لأن كل دولة لها مواقفها، والحمد لله رضي شعبنا وقبلوا سياسات الدولة الجديدة وصوتوا لهذه الأفكار والرؤى.
واستطرد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: نرجو أن يزداد انسجام شعبنا وأمنهم وراحتهم أكثر من قبل، ويشارك شعبنا الذي عانى الكثير من المشكلات والمصائب في إعمار محافظتهم بالوحدة والأخوّة.

استهداف السفارات انتهاك للقوانين الدولية:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الآخر من خطبة الجمعة إلى الهجوم على سفارة إيران في بيروت قائلا: في الأسبوع الماضي استهدفت سفارة إيران في بيروت. نحن ندين هذا الهجوم بقوة ونعتبره انتهاكا للمواثيق الدولية.
وأضاف فضيلته قائلا: القوانين الدولية والشريعة الإسلامية،  تعطيان الأمان  للسفراء في جميع الممالك والبلاد. نرجو أن لا نشهد في القادم حوادث مثل هذا.

2151 مشاهدات

تم النشر في: 24 نوفمبر, 2013


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©