header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان في خطبة هذه الجمعة إلى اقتراب موعد انتخابات مجلس الشورى في إيران وإلى الأزمات التي تواجهها إيران في المستويين الداخلي والدولي قائلا: جميع بلاد العالم في عصرنا يواجهون أزمات، فالدول الأروبية تواجه أزمات مالية، والشرق الأوسط تشهد ثورات ضد الإستبداد. الأزمة موجودة في جميع البلاد الإسلامية، وبلدنا ووطننا أيضا متأزمة وتمر بظروف خاصة؛ فلدينا أزمات ومشكلات في المستويين الداخلي والخارجي. وعلى رأس المشكلات الداخلية الفقر والبطالة والغلاء، ويعاني الشعب من هذه المشكلات، والجميع لا يستطيعون الصبر على الفقر، لذلك يلجأون إلى المفاسد ولأجل ذلك قيل “كاد الفقر أن يكون كفرا”. وتزاد إلى مشكلة الفقر والبطالة، أزمة الربا والمفاسد الإدرية وفشو الرشاوي أيضا. ومن الأزمات الداخلية التي شهدناها في السنوات الأخيرة هي الشقاق السياسي إثر الانتخابات الرئاسية السابقة.
وتابع قائلا: وأما في المستوى العالمي فبلادنا يواجه عقوبات بعد عقوبات يذهب ضحيتها الشعب وتهديدات بضرب المراكز النووية، وهذه المشكلات والأزمات موجودة في البلاد.
وأضاف قائلا: نظرا إلى أن من حق كل إنسان أن يقدم رأيه واقتراحه لا أن يقوم بالتخريب والإهانة ونحن مخالفون للتخريب والإهانة والإساءة، ولحد الآن لم نسئ إلى أحد ولكن لم يزل كانت عادة أعداءنا توجيه التهم والافتراء. نحن نعتقد أنه لا يمكن التغلب على هذه الأزمات والخروج منها الا بالوحدة الوطنية، والوحدة الوطنية لا تحصل إلا بمصالحة وطنية شاملة، والمصالحة الوطنية لا تحصل إلا بالحوار مع المخالفين والمنتقدين وإن كانوا قليلين، والاستماع إلى أفكارهم وآرائهم  وشكاويهم وحل مشكلاتهم في إطار الشريعة والدستور، إذن نستطيع أن نصل إلى الوحدة الوطنية.
وتابع فضيلته قائلا: الشعب الإيراني شعب مثقف وله تاريخ عريق، فلا بد لهذا الشعب من مجلس وبرلمان قوي يليق بشأنه.
لابد أن يكون مجلسنا أقوى بكثير من البرلمانات والمجالس الموجودة في العالم، ولا يمكن أن يحصل هذا الأمر إلا بأن تتسع دائرة العمل والمشاركة ويسمح بأشخاص أقوياء أن يرشحوا أنفسهم للذهاب إلى مجلس الشورى، وإن كانوا من الأحزاب المعارضة يسمح لهم بالترشيح للبرلمان ليكون المجلس قويا ويقدر على حل المشكلات والتغلب على الأزمات.
وانتقد فضيلته المجلس والبرلمان في الدور الحالي قائلا: مع الأسف أن المجلس والبرلمان الحالي يعمل بشكل ضعيف، فعلينا أن نسعى لنشكل مجلسا قويا باختيار نواب أقوياء، فإن لم  يفسح المجال للجميع بالمشاركة ولم تتسع دائرة المشاركة للشعب، لا يجد الشعب فرصة لاختيارعناصر أقوياء وتكون النتيجة أن الاشخاص الذين يذهبون إلى المجلس أشخاص ضعفاء لا يقدرون على تلبية مطالب الشعب، وتقل بواعث المشاركة في الشعب، وتضعف الإرادة الشعبية للمشاركة.
واستطرد فضيلته قائلا: الانتخابات فرصة ذهبية ولكن قبل إقامتها لابد من تدبير لمصالحة وطنية وكذلك الوحدة الوطنية، ولابد من اكتساب مرضاة الشعب بكافة أقوامها ومذاهبها وأحزابها  ليعلموا أن مشاركتهم في انتخابات لا تكون عبثا.
والظروف الحالية تتطلب منا أن نتخذ تدابير للوصول إلى مصالحة وطنية بحل المشكلات. وعلى الحزب الحاكم أن يروا من أنفسهم سعة صدر أكثر ولا يحصروا دائرة الانتخابات والمرشحين لها في حزب واحد، وعليهم أن يهتموا بمطالب الشعب.
وأشار فضيلته في قسم الآخر من خطبته إلى بعد تلاوة قول الله تعالى “وشاورهم في الأمر” إلى أهمية المشورة في الحياة قائلا: من الأمور الهامة في الإسلام  الاستشارة والمشورة في الأعمال، فعندما جاء الإسلام وأسست أفضل حضارة في التاريخ وهي الحضارة الإسلامية،  أكد على المشورة في الأعمال بما أن الحضارات الأخرى كانت تبنى على الطغيان والاستبداد، وأمر أيضا أفضل شخصية في العالم وسيد ولد آدم ورحمة العالمين من جانب الله بالمشورة، بحيث لم يكن أحد أكثر التزاما بالمشورة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان صلى الله عليه وسلم يستشير الصحابة في كثير من الأمور. لقد مدح القرآن الكريم عباده الصالحين بأنهم دائما يعملون بالمشورة حيث قال “وأمرهم شورى بينهم”.
وتابع فضيلته قائلا: المشورة والاستشارة إنما تكون في أعمال لم ترد فيها نصوص شرعية من الكتاب والسنة، وأما الأمور التي فرضها الله تعالى لا تحتاج إلى المشورة، بل علينا أن نطيع أوامر الرب تبارك وتعالى، وكذلك السنن والمستحبات لا تحتاج إلى المشورة، بل المشورة مفيدة في كيفية العمل على الفرائض والسنن.
واستطرد فضيلته قائلا: لقد أكد الإسلام على المشورة في كافة جوانب الحياة بحيث أمر الأم التي تريد فصال رضيعها من الرضاعة أن تفعل ذلك بالمشورة مع الزوج، ولا تستقل الأم بهذا العمل. كما حث على المشورة في تزويج الأولاد، فلابد من مشاركة الأم والأولاد في أمر النكاح. والمصلحة تقتضي المشورة أيضا في الزواج، فالكثير من الخلافات في الزواج يرجع إلى أن المصاهرة أو الزواج لم تتم عن مشورة.
وأضاف فضيلته قائلا: الحكام ومن بيدهم إدارة البلاد أكثر حاجة إلى المشورة في أعمالهم، فعليهم أن يعملوا بالمشورة وسماع كلمة المخالفين والمعارضين، عندئذ بإمكانهم اتخاذ تدابير مفيدة وصحيحة.

1766 مشاهدات

تم النشر في: 13 يناير, 2012


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©