أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة بمدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (8 ذوالحجة 1443) إلى بركات مناسك الحج، مؤكدا على لزوم الاستفادة من هذه الفرصة الذهبية والساعات المتبقية من العشرة الأولى من ذي الحجة.
وقال فضيلته: نحن في العشرة الأولى من ذي الحجة، وهي أيام فريضة الحج والأضاحي. هذه الأيام أيام خاصة لجميع المسلمين ولمن يؤمن بالقرآن وتعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد جعل الله تعالى هذه الأيام فرصة خاصة ليقترب الناس من الله بالتوبة والاستغفار والعبادة.
وتابع فضيلته قائلا: اليوم حسب بعض التقويمات هو اليوم التاسع من ذي الحجة، حيث يذهب حجاج بيت الله الحرام إلى عرفات. واليوم تشهد صحراء عرفات مشهدا غريبا جدا؛ يأتي الحجاج والكثير من الناس إلى عرفات يرجون المغفرة الإلهية ويسألون ربهم حاجاتهم. إن الله سبحانه وتعالى أقرب إلى عباده يوم عرفة وفي عرفات من أي يوم آخر وأي مكان آخر.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم زاهدان: إذا لم يتشرف الكثير منا بالحضور في عرفات اليوم، فينبغي أن ندعو الله تعالى أن يجعلنا شركاء في دعاء الصالحين المنهمكين في الدعاء والمناجاة.
وتابع: نحن على يقين بأنه على الرغم من أن عرفات وأرض الحرمين الشريفين لها بركاتها الخاصة، إلا أن بركات عرفات ومناسك الحج لا تقتصر على الحجاج فحسب، بل تعم هذه البركات العالم كله بطريقة ما، لأن الله تعالى جعل الكعبة مركزا لاهتمام العالمين، وجعل الشعائر الإسلامية مفيدة لجميع الناس في العالم، وبقاء العالم يعتمد على بقاء الكعبة ومناسكها.
وأردف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: من الخطأ أن ننتظر موسم الحج، وننتظر كلما ذهبنا إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي فنعبد الله، وندعو هناك. لا شك أن أهمية العبادة في تلك الأماكن لها فضيلة خاصة ومميزة، ولكن يجب أن نعلم بأن الله تعالى جعل في العشر الأوائل من ذي الحجة رحمته وكرمه وإحسانه في جميع أنحاء العالم، ويمكن لشعوب العالم في هذه الأيام الاهتمام بالصلاة والعبادة والصدقة والقيام بالأعمال الصالحة الأخرى وذكر الله تعالى كثيرا.
وأضاف قائلا: إذا ذكر العبد ربه في أي مكان في العالم، فسيذكره الله في جماعة من الملائكة، ويلطف عليه برحمته وكرمه. عندما يكون لنا إله كثير النعمة والمغفرة واللطف، يغفر للخاطئ التائب، فلماذا نشعر بالقلق والتوتر؟! فالله يرحمنا ويغفر لنا، ولكننا بدلاً من أن نعلق قلوبنا بمحبة الله تعالى، أصبحنا مغرمين بالعالم ومنافع الدنيا.
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: الظالم هو من نسي الله والمعنويات، وصارت الماديات قبلته، ومن أجل الوصول إلى الماديات يرتكب كل خطأ. هذا من الغباء والسفه أن نجلب سخط الله من أجل الدنيا، فالدنيا ضرورة لتلبية الاحتياجات الأساسية للحياة، ولا ينبغي أن نفقد ربنا الكريم من أجل الدنيا، ولكن يجب أن نتمسك بالدين بحزم ونسعى في اكتساب مرضاة الله تعالى.
وأكد مدير دار العلوم زاهدان قائلا: ينبغي مراعاة رضا الله في أداء جميع الأعمال والعبادات، والذي يضحي يوم الأضحى ويستفيد من لحمها ويستعملها أو يتصدق للآخرين، عليه أن يقصد مرضاة الله تعالى، والله تعالى عليم بالقلوب.
وأضاف: وعلى الحجاج الأعزاء أن يجعلوا جميع مناسكهم وعباداتهم في سبيل رضا الله تعالى، وعليهم أن يتحملوا المشقات والصعوبات في أداء مناسك الحج.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: للأضحية يوم العيد فضيلة خاصة، ولو أن أحدهم ضحى بألف شاة بعد أيام العيد، لم ينل هذا الأجر، لذلك إذا ذهب المسلمون إلى عرفات كل أيام السنة وعبدوا الله فيها، لن ينالوا أجر العبادة يوم عرفات في صحراء عرفات.
وأضاف قائلا: كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يذبح كبشين في عيد الأضحى و كان يقول أثناء الذبح: اللهم لك وبك. وقد ورد في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشارك أمته ومن لم يضح في أجر أضحيته، ولقد ضحى في حجة الوداع بمائة جمل، وذبح ستة وستين جملاً بيديه، وأمر سيدنا علي رضي الله عنه بذبح الباقي.
لم نتلق أي تقرير عن رؤية هلال ذي الحجة مساء الأربعاء
وفي قسم آخر من خطبته، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أنه لم يرد أي تقرير عن رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء الأربعاء، وأكد أن الأحد هو العاشر من ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى في إيران.
وتابع فضيلته قائلا: تم اتخاذ إجراءات لتحري الهلال ولكن هلال ذي الحجة لم يظهر مساء الأربعاء. كما أعلنت يوم الجمعة الماضي لتلقي التقارير حول الرؤية المحتملة للهلال، ولم يحضر حتى شخص واحد للإدلاء بشهادته، لذلك عيد الأضحى هو يوم الأحد.
وردا على سؤال هل يصوم الناس غدا (السبت) أم لا، قال: حسب حسابات بعض الدول، اليوم (الجمعة) هو يوم عرفة، ولكن حسب الحسابات التي تم إجراؤها في بلادنا، غدا (السبت) هو اليوم التاسع (عرفة) ويمكن للناس أن يصوموا هذا اليوم، وبحسب حساباتنا ستقرأ تكبيرات التشريق ابتداء من يوم غد (السبت).
ووصف خطيب أهل السنة الاختلاف في الإعلان المتزامن عن عيد الفطر وعيد الأضحى بأنه من ضعف العالم الإسلامي، وتابع قائلا: وبقيت كحسرة في قلوب المسلمين يا ليت المسلمين اتحدوا في إعلان العيد، وهذا الاختلاف في الأعياد نقص للمسلمين والدول الإسلامية.
وأشار قائلا: للأسف، ما زلنا لا نملك منظمة وجمعية مشتركة يتفق عليها المسلمون ويثقوا بها. يمكن للدول الإسلامية أن تشكل بسهولة جمعية من المذاهب الإسلامية المختلفة، لرؤية الهلال، ثم يقوموا بإعلان العيد ورمضان بناء على تحري هذه الجمعية وإعلانها، لكن ما لم يتم تشكيل هذه الجمعية في العالم الإسلامي، يجب على كل منطقة أن تعمل وفق رؤيتها على الأحكام والمسائل.
وأعلن فضيلة الشيخ عبد الحميد كذلك أن صلاة عيد الأضحى لأهل السنة ستقام في زاهدان في الساعة 7:30، ونصح عامة الجمهور بالوصول مبكرًا إلى مصلى أهل السنة في زاهدان.
يحب شعبنا خدمة وطنهم في أي زي كان
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في الجزء الأخير من خطبته إلى قراءة إعلان التجنيد للجيش، بحضور العميد “مهدي أحمدي أفشار” قائد فرقة 88 المدرعة في زاهدان، قائلا: الجيش الذي يسعى دائما من أجل حماية وحدة أراضي الوطن كان مكانه في قلوب الشعب، والإعلان الذي تمت قراءته بشأن التجنيد في الجيش كان سببًا للسرور حيث أعلن أنه بغض النظر عن “الدين” و”العرق”، فإن كل من يسجل وكان مستحقًا سيتم تجنيده في الجيش ويمكنه أيضًا الالتحاق بآكاديمية الضباط للدراسة.
وأضاف فضيلته قائلا: نحن نتفائل بهذا الإجراء من جانب الجيش وننصح أعزاءنا والشباب المؤهلين بالترحيب بهذا الإعلان والتسجيل في هذه الدائرة وارتداء الزي العسكري لخدمة وطنهم.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: شعبنا بكافة طوائفه وقومياته يحبون بلادهم ويريدون خدمة وطنهم في كافة المجالات، بما في ذلك الجيش والقوات المسلحة والشرطة والإدارة والوزارات. نأمل أن تكون وجهات النظر واسعة، لنرى جميع القوميات والمذاهب التي لها الحق في المواطنة بنظرة متساوية. كل مواطن له على الآخر حقوق إنسانية وأخرى وطنية.