header

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة (20 محرم 1436) بعد تلاوة آية “يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم. والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما”، على أن الدول الغربية تبتغي وتتابع أهدافها الخاصة في البلاد الإسلامية بحجة مكافحة الإرهاب.

وأضاف فضيلته قائلا: يجب على المسلمين أن يعرفوا عدوهم ويعرفوا مخططات العدو وأهدافه. إن لم يعرف المسلمون عدوهم ولا يطلعوا على برامجهم، سوف يغرر بهم، وينجح العدو في تنفيذ مخططاته.
وأشار فضيلته إلى مؤامرات الأعداء ضد الدين الإسلامي، قائلا: مشكلتنا اليوم أننا لا نعرف العدو جيدا؛ فالعدو لا يظهر في ثوب العدو، بل يظهر في ثوب الصداقة والثياب المبدلة. العدو كالذئب في جلد الخروف، وينطق بكلمات جذابة، لكنها مصداق هذه المقولة “كلمة حق أريد بها الباطل”. العدو ينطق بالحق لكنه يريد الباطل. لو لم نطلع نحن على مخططات الأعداء ومؤامراتهم، نتعرض للخداع والاغترار من ناحيتهم.
وتابع مدير جامعة دار العلوم قائلا: لو بحثتم التاريخ بدقة، تجدون أن المسلمين لما انهزموا في مرحلة من مراحل الحياة، كانت العلة عدم معرفتهم واطلاعهم على نيات العدو. العدو يبطن نواياه الخبيثة في الظاهر الماكر.
وأشار فضيلته إلى مؤامرات الأعداء في العصر الراهن قائلا: القوى العظمى والأعداء المتحالفين على عداوة الدين الإسلامي في عصرنا أيضا جاءت إلى البلاد الإسلامية بثياب مبدلة وفي ثياب الصداقة  والشفقة، ويظهرون أنفسهم على أنهم يريدون الخير للمسلمين، وبدعوى مكافحة الإرهاب يمكرون بالمسلمين، ويتبعون في الباطن أهدافهم الخاصة؛ وبحجة تطوير الصناعة وإحداث المصانع والنمو الثقافي والاقتصادي يدفعون قروضا طائلة للدول الإسلامية لتصبح هذه الدولة مدينة لهم إلى الأبد؛ مع أنهم لم يكونوا أبدا يرضون بتقدم الدول الإسلامية، بل أرادوا دائما ضعف هذه الشعوب وتبعيتهم للغرب والقوى العظمى، وأن لا ينهض أحد ضد مطالبهم ومتطلباتهم.
واستطرد فضيلته قائلا: القوى العظمى عبر التاريخ ظلت مانعة للاستقلال الذاتي للبلاد والشعوب الأخرى. هذه القوى مخالفة للتطور الاقتصادي والسياسي للبلاد الإسلامية. إن كانت تدفع طائرات لدولة، ولكن في توفير قطعها يتركونها محتاجة إليها. في الواقع الهدف الأصلي لهم جعل هذه البلاد محتاجة وتابعة لهم لمنع هذه الدول من التقدم والرقي.

يريد الأعداء إزالة الحياء والعفة من البلاد الإسلامية:
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على العمل على السنة النبوية قائلا: يريد الإعداء إطفاء الصحوة الإسلامية وإشاعة المفاسد والخلاعة في المجتمعات الإسلامية. الأعداء يتحملون النفقات الباهظة لتغيير أفكار المسلمين وإبعادهم عن الدين. الإسلام دين الطهارة والعفة، لكن العدو يريد نشر المنكرات. القرآن الكريم أخبر بأن الأعداء يريدون ليطفئوا نور الله ، لكن الله تعالى يظهر الدين على الأديان كلها.
وتابع فضيلته قائلا: يريد الله تعالى أن يتوب عليكم فتوبوا أنتم أيضا إليه. الذين يريدون الشهوات واللذات في الدنيا، ويتبعون أهوائهم وشهواتهم ويرتكبون المعاصي والذنوب، عليهم أن يعيدوا النظر في حياتهم. يريد الأعداء أن يترك المسلمون إطاعة الله ورسوله ويكونوا عبيدا لهم ويجعلوهم قبلة لأهوائهم وشهواتهم النفسانية.
وقال رئيس اتحاد المدراس الدينية لأهل السنة في بلوشستان: لماذا أنفق الأمريكيون ملايين الدولارات في أفغانستان؟ هدفهم من هذه النشاطات هي إشاعة المفاسد ومكافحة الحياء. يريد الأعداء أن تترك المسلمات الحجاب مثل نسوتهم. شفقتهم للمسلمين أن يتبع المسلمون مناهجهم. النسوة المسلمات عندما يتبعن الأعداء، يفقدن قيمتهن ومكانتهن. يريد الأعداء تجريد المسلمات من الحجاب والحياء. لأجل هذا  ينفقون من خلال القنوات الفضائية  لدعاية العلاقة بين الجنسين.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: يسعى الأعداء في تخريب العلاقة الزوجية وإفسادها، وأن يفسدوا الحياة الزوجية. إنهم يدعون من خلال الوسائل إلى معصية كان قد حذر سيدنا لوط عليه الصلاة والسلام قومه منها؛ المعصية التي لم يرتكبها أحد قبل قوم لوط. لأجل هذا عذبهم الله تعالى بإمطار الحجارة عليهم من السماء. في عصرنا يريدون ابتلاء المسلمين بهذه الفاحشة بعد أن ابتلوا بها وأدركوا أخطارها، ولا يستطيعون إنقاذهم من المهلكة.
وأشار خطيب أهل السنة إلى عبادة الشهوة عند أعداء الإسلام واستغلالهم النسوة لتلبية شهواتهم، قائلا: من الأخطاء الظاهرة هي إعطاء السلاح للنسوة وسوقهن إلى ميادين القتال. من ينشأ في الحلية لا يقدر على خلق الحماسات في ميادين الحرب. لكن الأعداء أدخلوا النسوة في الشرطة والجيش إكمالا وتلبية لشهواتهم. الهدف الأساسي للعدو التمتع وتلبية الشهوات واللذات؛ مع أن هذه اللذات والشهوات سوف تتبدل إلى نيران جهنم.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم التأكيد الوافر على فضل الجهاد، لم يسمح للنساء بالحضور في ميادين القتال وأن يأخذن السلاح ويقاتلن الأعداء وجها لوجه، وإن كان هذا جائزا في ظروف خاصة إذا عجز الرجال عن القتال أو تتعرض النسوة للهجوم. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل العمرة حج النسوة.
وصرح فضيلته قائلا: إن حضور النسوة في المجتمع مع مراعاة الموازين الشرعية لا يغاير التعاليم الشرعية، لكن حضورهن من دون الحجاب الشرعي وإظهار زينتهن للأجانب حرام شرعا.

السعادة الحقيقية في اتباع القرآن والسنة:
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد: الحياة المطمئنة في الدنيا هي الحياة التي نعمل فيها على الأحكام والتعاليم النبوية؛ إن كنا نريد حياة طيبة يجب أن نخضع مقابل التعاليم النبوية. الحياة الطيبة لن تحصل إلا في ظل اتباع السنة النبوية.
 سعادتنا تكمن في اتباع القرآن الكريم والسنة النبوية؛ إن الله تعالى أرشدنا إلى طريق السعادة. طريق الهدي والضلال أمامنا، ولنا حق الانتخاب والاختيار.
وحذر فضيلة الشيخ عبد الحميد المصلين من جهود الأعداء لإضلال المجتمعات الإسلامية، وخاطبهم قائلا: الأعداء في سعي مستمر دائما لإضلالكم. يريد العدو إبعادكم من الرحمن. يجعل العديد من المخدرات التقليدية والحديثة في متناولكم ليسلب إيمانكم. يريد العدو ليخرج نسائنا إلى الشوارع عاريات سافرات؛ هذا هو مطلب الشيطان ومطلب العدو. إن الله تعالى أمر النسوة المسلمات أن يراعين الحجاب. الزينة للأزواج والمحارج. إبداء الزينة للأجانب مخالف للشريعة.
وتابع فضيلته قائلا: عزتنا ورقينا الحقيقي في اتباع الأحكام الإسلامية والتوبة إلى الله تعالى. القرآن والأحكام الإلهية هي التي تحفظنا. الدين قلعة وحصن حصين يحفظكم من البلايا؛ اتقوا الله تعالى واجتنبوا المعاصي واللغو.

2030 مشاهدات

تم النشر في: 17 نوفمبر, 2014


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©