header

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، في حفل تكريم خريجي جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، الذي حضره أكثر من مائة ألف شخص من مختلف مناطق البلاد، على ضرورة اهتمام المذاهب الإسلامية إلى المشتركات قائلا: لجميع الفرق والمذاهب الإسلامية في الإسلام اشتراكات. الإسلام وحدّنا جميعا، ولأجل هذه المشتركات الكثيرة لا ينبغي الطائفية.

وأضاف قائلا: القرآن الكريم لقد خاطب أهل الكتاب إلى التوحد والوحدة قائلا: “تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا”. نظرا إلى هذه الوصية القرآنية التي بإمكان المسلمين أن يتوحدوا مع أهل الكتاب الذين كانوا يشتركون المسلمين في التوحيد فحسب، فيجب أن تكون الفرق والمذاهب الإسلامية التي بينهم اشتراكات كثيرة في وحدة وتفاهم معا.
ثمّ أشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان إلى مواقف ووجهات نظر أهل السنة في إيران وإجماعهم على أربعة مسائل هامّة قائلا: الوحدة والأخوّة بين الشيعة والسنة موضع اتفاق وإجماع بين السنة ولها جذور إسلامية، وعلى هذا يؤكد الطبقات المختلفة من أهل السنة. يجب أن تكون بين الشيعة والسنة أخوّة ومساواة، ويجب أن تحفظ هذه الأخوة والمساواة. الوحدة بين الدول الأوروبية والغربية كالاتحاد الأروبي وغيرها، وحدة سياسية، لكنّ الوحدة بين المسلمين وحدة إسلامية ولها جذور في القرآن الكريم.
وأضاف فضيلته قائلا: كذلك أهل السنة  متفقون على أن دستور البلاد رغم بعض النقائص التي فيه، ورغم أنه بحاجة إلى بعض التعديلات التي يمكن القيام بها من خلال استفتاء شعبي، من أفضل الدساتير والقوانين في العالم التي جرى تدوينه حسب القوانين الشرعية. كذلك النظام أيضا موضع دعم أهل السنة في إيران؛ ومشاركة السنة في الانتخابات المختلفة تؤيد هذه الوجهة بأنهم يريدون هذا الأمر.
 وأشار رئيس منظمة اتحاد المدارس المدارس الدينية لأهل السنة في محافظو سيستان وبلوشستان إلى أن “التصويت للدكتور روحاني تصويت للدستور وإزالة التمييزات” قائلا: أهل السنة بإجماعهم وانسجامهم أثناء الانتخابات الرئاسية، كان لهم دور هامّ في انتخاب الدكتور روحاني. والتصويت لروحاني في الحقيقة تصويت للدستور وإزالة التمييزات؛ وأن يتصدى للهروب من القانون وفرض السلائق، وأن ينفذ القانون. كان من مطالبات أهل السنة أثناء الانتخابات أن الدكتور لو فاز في الانتخابات أن يقوم بإزالة التمييزات وينفذ الحريات المذهبية والسياسية وحرية الرأي والقلم وجميع أنواع الحريات القانونية الأخرى، ويستخدم أهل السنة في إدارة البلاد ويشاركهم فيها. هذه مطالب أهل السنة القانونية، وتحقيق هذه المطالب لصالح الوطن والطائفتين الشيعة والسنة والوحدة الوطنية. مطلبنا أن تفي دولة التدبير والأمل بالوعود التي قطعها للأقوام والمذاهب.
وأردف: أهل السنة كما قاموا بدورهم المؤثر في  الماضي في مجال الأخوة والوحدة الوطنية، كذلك سيكونون مؤثرين في المستقبل.
وأكد فضيلته على متابعة المطالب عن طرقها المشروعة قائلا: ويتفق أهل السنة أيضا على أن متابعة المطالب المشروعة يجب أن تكون من الطرق المشروعة والحوار. وأهل السنة لنيل حقوقهم القانونية يرفضون التطرف والعنف والاغتيالات وقطع الطرق والتكفير وغير ذلك. نحن نعتقد أننا نتحمل كل مشكلة حتى السجن لأجل حقوقنا المشروعة، ولا نعتقد العنف والتطرف وإراقة الدماء.
وأضاف عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قائلا: كافة علماء أهل السنة في مستوى المحافظة والبلاد على مخالفة التطرف ويتفقون على ذلك. وصيتي للجميع داخل البلاد وخارجها أن يضعوا أسلحتهم ويطالبوا حقوقهم من طرق الحوار. في هذه المحافظة أيضا رغم الحدود الواسعة، يسعى أهل المحافظة على أن يحافظوا على أمن المنطقة.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: نحن لا نرى بالتمييز بين البلوش والفرس والسيستاني، والشيعة والسنة، وبين الأقوام والمذاهب المختلفة. نعتقد أنّ قتل الإنسان خطيئة كبيرة، لأن دم الإنسان وعرضه حرام. نحن نعتقد أن الشيعة والسنة إخوة معا، ونعتقد أن هذه الفكرة فكرة صحيحة.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على “الحريات المذهبية والتلعيمية” قائلا: نظرا إلى أن أهل السنة منتشرون في كافة أرجاء إيران ويسكنون في معظم المدن الكبرى ويحتاجون إلى التعلم وإقامة الصلاة، فيجب أن تكون لنا حرية في مجال تعليم أبنائنا في مستوى إيران، وأن يكون أهل السنة أحرارا في أنحاء إيران لإقامة الصلوات. وصيتي لأهل السنة أن يقيموا صلواتهم مجتنبين الاختلاف والكراهية، لأن الدستور أعطى لهم هذا الحق، فلا تكون مخالفة معهم حول هذا.
وخاطب عضو المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي في رسالة موجهة إلى علماء محافظتي كردستان وكلستان قائلا: رسالتي إلى أهل السنة في كردستان وكلستان، وخاصة علماء هاتين المنطقتين، أن يخططوا لتعليم البنات الدينية. جذور الكثير من مشكلات المجتمع يعود إلى ضعف التعليم الديني. يجب أن تتعلم البنات والسيدات في حكومة هي حكومة دينية التعاليم الشرعية.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة حرمة وكرامة علماء الفريقين (الشيعة والسنة) قائلا: يجب أن تحفظ حرمة علماء الفريقين، ولا يسئ أحد إلى العلماء. الإساءة إلى عالم، في الحقيقة إساءة إلى جميع العلماء. نحن نحترم علماء الشيعة، وكذلك يجب أن تحفظ حرمة المذاهب والمقدسات، ولا يسيئ أحد إلى الآخر. حفظ الأخوة والمساواة في مراعاة حرمة المقدسات.

1943 مشاهدات

تم النشر في: 2 يونيو, 2014


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©