header

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة، في خطبة هذه الجمعة (12 شعبان 1434) “يوم الجمعة الماضية” (5 شعبان) يوما حاسما في تاريخ إيران، حيث أقبل الشعب الإيراني بحضوره الرائع وحماسته الفذة إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس البلاد وأعضاء المجالس المحلية.
وأضاف قائلا: الحضور الواسع للشعب في يوم الانتخابات كان محيرا للعالم. هذا الحضور الذي لم يكن يتوقعه العالم، يحمل روحا ورسالة، وأهم رسالته المطالبة بتغيير الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وحل الأزمات الداخلية والخارجية في البلاد.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: انتخب الشعب مرشحا يعتقدونه الأصلح لحل المسائل والمشكلات في المجتمع وإدارة البلاد. والأهم من حضور الشعب، إقامة الانتخابات بطريقة عادلة، ولم ترد شكاوى إلا في مواضع بسيطة في الانتخابات الرئاسية والمجالس المحلية.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: العالم شهد انتخابات حرة وعادلة من غير شكاوي شعبية. العالم أشاد بانتخاب الشعب. يجدر أن نشكر هذا الشعب وكذلك القائمين بالمسائل الانتخابية، خاصة وزارة البلاد ومجلس صيانة الدستور.
ووصف رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، مشاركة أهل السنة في الانتخابات الأخيرة في أنحاء البلاد “بالواسعة والملحمية”، قائلا: انتخاب الدكتور حسن روحاني بأصوات الشعب المتحدة والمنسجمة لم يكن لعمامته ولا لعبائته، وإن كان زي العلماء له مكانته وحرمته، لكن الانتخاب المذكور في الحقيقة انتخاب لأفكاره وآرائه.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الشعب الإيراني وصل إلى الفراسة والنضج السياسي، ولا يحتاج إلى وكلاء عليه. تصويت الشارع لروحاني، في الحقيقة تصويت لأفكاره وخططه وبرامجه لحل الأزمات الداخلية والخارجية التي تطرق إليها في حملته الانتخابية بجرأة، وصوت الشعب لهذه الأفكار والبرامج بالدراية والوعي بعد الاستماع إليها.
وأضاف قائلا: مسئولية روحاني تجاه مطالب الشعب وحقوقهم ثقيلة جدا، وليس الشعب الإيراني فحسب، بل العالم امتدت أنظارهم إلى تعامل روحاني مع القضايا. نرجو أن ينجح في تلبية مطالب الشعب وتوقعاتهم وحقوق الأقوام والطوائف  وكل ما وعد بها.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: المهم لنجاح “روحاني” في مسؤوليته، تنفيذ الدستور وتحقيق الحريات المشروعة المنصوصة بها في الدستور، وإنما تحصل مرضاة الشعب الإيراني إذا نفذت الحريات الأساسية وحرية الكتل والأحزاب وحرية الصحافة في المستوى الذي نص به دستور البلاد.
واستطرد فضيلته: مشاركة القوميات المتنوعة والطوائف، ومراعاة حقوقهم والاهتمام بها، والتي كانت من هتافات روحاني أثناء حملته الانتخابية، تعتبر من أهم الأعمال التي يجب أن يقوم بها اكتسابا لمرضاة الشعب. ومطالبات أهل السنة أيضا كجزء كبير من المجتمع الإيراني هي المشاركة في دولة روحاني، والمشاركة العادلة في إدارة البلاد في كافة المستويات.
وأضاف رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، قائلا: ليس لإيراني فضل على إيراني آخر إلا بالتقوى. وعلى الرئيس المنتخب أن يكافح ظاهرة المواطن في الدرجة الواحدة والثانية التي نشأت أخيرا، ويستخدم جميع الإيرانيين في  إدارة البلاد وعمرانها وأمنها بطريقة متساوية.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: يعتقد الناخبون لروحاني أنه شخصية قوية، وسوف يظهر عمله ووفائه بوعوده مدى قوته. هناك تحديات واسعة في مواجهة البلاد يطلب حلها دراية وتدبيرا.
وتابع عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قائلا: حل المشكلات الاقتصادية وإعادة إعتبار العملة الوطنية تحتاج إلى تخطيط وتدبير. يرجى أن يفوق الرئيس الجديد بتعامله البناء مع العالم وبسعة الأفق على هذه المشكلات.
وقدم فضيلته في نهاية خطبته شكره إلى أهالي مدينة زاهدان على مشاركتهم العالية في الانتخابات وصوتهم الغالب لروحاني وللائتلاف الأخضر المتشكل من الأقوام والمذاهب في انتخابات المجالس المحلية قائلا: أهل هذه المدينة جديرون بالخدمة، ونرجو أن يخدم أعضاء المجالس المحلية جميع المواطنين دون النظر إلى قوميتهم ومذهبهم.

1857 مشاهدات

تم النشر في: 26 يونيو, 2013


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©