انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، خطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، جعل مطالبات أهل السنة في إيران، أمنية، واصفا المسؤولين الذين ينظرون إلى المسائل التي تتعلق بأهل السنة في إيران ومطالباتهم المشروعة، على أنها قضايا أمنية، أنهم لا يملكون رحابة الصدر وسعة الأفق.
وأشار فضيلته في خطبته يوم الجمعة (غرة شهر جمادى الثانية 1434)، إلى قضية “مصلى أهل السنة في زاهدان”، شاكيا من بعض الجهات الحكومية داخل محافظة سيستان وبلوشستان بعرقلة الأمور تجاه قضية مصلى أهل السنة.
وأضاف فضيلته قائلا: منذ عشر سنوات ومصلى العيد الحالي لم يعد يستوعب المصلين، طرحت قضية مكان أوسع لمصلى أهل السنة في هامش مدينة زاهدان في آخر عهد رئاسة الإصلاحيين، وجرت تحقيقات وبحوث في ذلك الوقت من قبل المحافظ والمسئولين الذين كانوا يشاركون الجمعة والعيدين لأهل السنة أحيانا. لكن انتقادنا موجّه نحو الأصوليين من المسؤولين الذين لم يشاركوا في الجمعة والعيدين لأهل السنة.
وتابع: أكد في ذلك الوقت الشيخ سليماني، ممثل ولي الفقيه في شؤون أهل السنة في المحافظة أيضا ضيق المكان لمصلي العيد لأهل السنة في زاهدان، ووافق بتخصيص ثلاثين هكتارا لأجل هذا. لكن بعد تخصيص الأرض خالف أحد الشخصيات في المحافظة الذي لا أرى من المناسب ذكر إسمه، إعطاء هذه الأرض. ثم أعطيت هذه الأرض لحرس سلمان (أحد فروع قوات الحرس الثوري).
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد، قائلا: قضية مصلى أهل السنة نتابعها منذ زمن بجدّ. راجع رؤساء القبائل، والنخب، والعلماء، وسائر طبقات المجتمع مرات مكتب ممثل الولي الفقيه في المحافظة، وإدارة المحافظة، وراجعوا أيضا الحرس الثوري وبعض المؤسسات الأخرى. مرة طلب منا توقيع أهل المحافظة. لقد وقّع ثلاثون ألفا من الرجال وما يماثل هذا العدد من النساء على ورقة. أرسلت رسائل مختلفة أيضا إلى مرشد الثورة وأنا متأكد أن مرشد الثورة أيضا أصدر الأوامر اللازمة بإعطاء الأرض. في سفر الرئيس أحمدي نجاد إلى المحافظة أعطيت رسالة في هذا الموضوع إلى سماحته، وإنه أصدر أمره في هذا الخصوص، ووافق وزير الإسكان أيضا على ذلك. لكن مع الأسف مع كافة هذه الموافقات، لما تحل هذه المشكلة، وأعتقد أن المشكلات موجودة داخل المحافظة.
واستطرد رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، قائلا: يواجه أهل السنة في زاهدان مشكلة في قضية مصلاهم، مع أن مصلى الشيعة في هذه المدينة زيدت مساحتها من 27 هكتار إلى 60 هكتار، مع أن عدد المصلين السنة أكثر من الشيعة، وأهل السنة هم السكان الأصليون في هذه المنطقة. عاش أهل السنة في هذه المنطقة في زمن لم يكن للسيستانيين ولا للبيرجنديين ولا للشيعة وجود في هذه المنطقة، وسيعيشون فيها، وحاربوا المستعمر البريطاني عند غزوه لهذه المنطقة، واستشهد منهم الكثير، والمقابرالموجودة في المنطقة خير شاهد على هذا. هذه البلاد تتعلق بهذا الشعب، وهم شعب يرون الأخوة والمساواة، فليس من الإنصاف والأخوة أن يملك الشيعة ستين هكتارا لمصلاهم، بينما أهل السنة يواجهون المشكلات في إقامة العيدين والجمعة في أرضهم. لقد كثر الحديث عن الأخوة والمساواة، لكن المهم هو العمل.
مع الأسف استولت بعض المؤسسات على أراضي واسعة هي من الثروات الشعبية:
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: قد أتأسف كثيرا عندما أرى مؤسسة حكومية استولت على أراضي واسعة ممتدة من جبل إلى جبل، وهي ليست بحاجة إليها. رغم أن هذه الأراضي من الأملاك العامة والثروات الشعبية التي يجب أن تنفق في إعمار البلد وتباع لأجل هذا الهدف وتفوض إلى أهل المحافظة، لكن بعض المؤسسات تتملك هذه الأراضي بأسماء مختلفة، وقد أعطي قسم كبير من هذه الأراضي إلى القوات المسلحة التي لديها قوة أكثر. القوات المسلحة لها أن تملك من الأراضي ما تحتاج إليها، لكن لا يجوز لهذه القوات من الشرطة والجيش والحرس التي هي تقوم بالدفاع عن سيادة البلاد التجارة بهذه الأراضي.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: خصصت أراضي واسعة للقوات المسلحة وسائر الشركات، لكن عندما يأتي الحديث عن تخصيص أرض لصلاة أهل السنة، تأتي ضغوط على المسئولين في إعطاء هذه الأرض، وتكون القضية أمنية.
وأضاف رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: انتقادي اليوم موجّه إلى المحافظ، وكذلك إلى ممثل الولي الفقيه في المحافظة. ففي قضية مصلى أهل السنة أمر الرئيس ووزير الإسكان وأعتقد أن المرشد أيضا أمر بذلك، لأنه يفكر لصالح شعبه؛ لكن المسؤولين داخل المحافظة يقومون بعرقلة الأمور.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد: في المصلى الذي نطالب بتخصيص أرض له، سيصلي هؤلاء الناس من سكان المحافظة الذين تتوقعون منهم أن يضحوا بأرواحهم مقابل أعدائكم، وقد سلحتم الكثير منهم ليقاتلوا أعدائكم ويحافظوا الحدود. نحن ننتمي إلى هذه الأرض ونريد أن نعيش إخوة وإلى جانبكم. نرجوا أن تحل مشكلاتنا.
شكوى أخرى لفضيلة الشيخ حول مساكن أساتذة جامعة دار العلوم زاهدان:
كذلك أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى قضية سكن أساتذة جامعة دار العلوم زاهدان، قائلا: الأساتذة في جامعة دار العلوم بزاهدان يواجهون مشكلة في السكن، وقدمنا طلبا في هذا الخصوص؛ لكن طلبوا منا أن نؤسس تعاونية، فتأسست التعاونية. جميع الدوائر أسسوا تعاونيات وأعطيت الأراضي لهم، لكن لم تعط الأراضي لمدرسي جامعة دار العلوم لأهل السنة، حيث خافت البلدية في ذلك الوقت وغيرها من الدوائر من إعطاء هذه الأرض لجامعة دار العلوم. قام المدرسون للجامعة بشراء أرض من السوق الحرة وبأسعار حرة وبمشكلات كثيرة، لكنهم مع ذلك واجهوا مشكلات وعرقلة في الأمور. لكننا لم نزاحم لهذه القضية ولم نشكو، لكننا الأن نطالب أرضا لإقامة العيدين، وهذه القضية لقد احتبست بها في نفسي في هذه السنوات. رجائنا أن يحل المسئولون هذه القضية. هذه مطالبة هذا الشعب من رؤساء القبائل والنخب، وكلهم قلقون بشأن هذه القضية، مع أن إقامة الصلاة وتخصيص أماكن لها من واجبات النظام الإسلامي.
الذين ينظرون إلى المسائل التي تتعلق بأهل السنة في إيران، على أنها قضايا أمنية، إنهم لا يملكون رحابة الصدر وسعة الأفق:
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد جعل المسائل كلها أمنية، قائلا: مع الأسف القضايا التي ترجع إلى أهل السنة تنظر إليها برؤية أمنية. عندما تطرح قضية المسجد لأهل السنة في طهران، تكون القضية أمنية. لماذا تكون صلاتنا ومساجدنا أمنية؟! قضية مصلى أهل السنة كما يتبين من كلام المسئولين واجهت مشكلة بسبب “المسائل الأمنية”. أي تهديد للأمن في المسجد ومصلى أهل السنة؟! صلاتنا ومسجدنا سبب لعزة الشعب والوطن. مساجدنا ومصلياتنا لا حديث فيها إلا عن الوحدة والأخوة.
وتابع فضيلته مؤكدا: وصيتنا للمسئولين أن لا يجعلوا المسائل كلها أمنية. الذين يجعلون المسائل كلها أمنية، ليسوا بأشخاص منفتحين وإنهم لا يمكلون سعة الأفق. مع الأسف محافظتنا، وجامعاتنا، ومساجدنا، كلها أصبحت أمنية، مع أن النظام جمهوري. في النظام الإستبدادي يشعرون بالخطر ويقومون بجعل الأمور كلها أمنية.
وخاطب فضيلة الشيخ عبد الحميد المسؤولين، قائلا: أنظروا إلى المصير الذي أبتليت به الأنظمة التي جعلت الأمور كلها أمنية، ورسمت حولها خطوطا أمنية كثيرة. الأنظمة الشعبية لا تخاف شعبها لا من الشيعة ولا من السنة.
وقدم فضيلته في نهاية خطبته أيضا تعزيته إلى أهالي الضحايا والمصابين في زلزال بوشهر، مطالبا الشعب إلى مساعدة المصابين والمتضررين في هذا الزلزال. كما أشار إلى يوم الجيش والقوات البرية، مهنئا هذا اليوم للقوات المسلحة، خاصة قوات الجيش، وتنمى لهم النجاح.