أقيمت صباح اليوم الخميس 29 رجب 1446 الدورة الرابعة والثلاثون لحفل التخرج بجامعة دار العلوم زاهدان، وتم تكريم حفاظ القرآن الكريم وخريجي جامعة دار العلوم زاهدان.
ألقى فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة ورئيس جامعة دار العلوم زاهدان، خطابا في ختام الحفل.
لا بد من إنفاق ثروات إيران داخل البلاد ولصالح الشعب
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في حفل التخرج الرابع والثلاثين لدار العلوم زاهدان إلى تزايد المحبة والتعاطف بين مختلف شرائح الشعب الإيراني، واصفا الشعب الإيراني بأحد أفضل الشعوب في العالم، كما أشار خطيب فضيلته إلى المشكلات الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الشعب الإيراني، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى حلول جادة من قبل السلطات وإنفاق ثروات إيران داخل البلاد ومن أجل الشعب، واصفا ذلك بـالمطلب الاجتماعي للشعب الإيراني.
نحن على طريق الاعتدال ونريد الخير للبشر جميعا
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد بعد الترحيب بالحضور الذين حضروا الحفل من مختلف مناطق البلاد: طريقنا الوسطية، ونرفض الإفراط والتفريط، ولا يوجد تطرف في الإسلام، إن الوسطية والاعتدال منهج خالد يرضاه الله تعالى.
وتابع فضيلته قائلا: نحن نفكر في مصلحة البشرية ونريد خير من يخدم المجتمع البشري، لقد فكر أنبياء الله من أجل البشرية، وكانوا رحماء بالبشر كافة، وسعوا لهداية البشر وإصلاحهم وازدهارهم في الدنيا والآخرة. لقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم رحمة ليس للمسلمين فحسب بل لجميع البشر والمخلوقات الأخرى. قال الله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”، ويجب على الأمة الإسلامية أن تكون رحمة للعالمين.
الإسلام دين التعامل والتسامح والتعايش السلمي
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: إن الإسلام دين التعامل والتسامح والتعايش السلمي، والجهاد الموجود في الإسلام، ومن وجهة نظر شريحة كبيرة من العلماء والخبراء، هو الجهاد الدفاعي الذي يفرض بهدف ردع الظلم والعدوان والاستكبار.
وأضاف قائلا: يتفق جميع الخبراء الإسلاميين على أن دين الإسلام لم ينتشر في العالم بقوة السيف، بل انتشر الإسلام وأثر في عقائد الأمم وأخلاقهم بقيمه الجميلة والمستنيرة، فإذا أراد المسلمون في العصر الحاضر التأثير في العالم، فعليهم اللجوء إلى الأخلاق الإسلامية والقرآنية والقيم الجميلة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
المشكلات المالية تعد من أكبر المشكلات التي يواجهها الشعب الإيراني
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى مشكلات ومطالب الشّعب الإيراني وأضاف قائلا: إيران ملك للشعب الإيراني، ومصالح إيران ملك لهذا الشعب أيضاً، ومن حق الشعب الإيراني أن تتم معالجة مطالبه ومشكلاته.
وأضاف قائلا: إن إحدى أكبر المشكلات التي يواجهها الشعب الإيراني والتي تثير فينا القلق، هي المشكلات الاقتصادية والمعيشية؛ لقد أصبحت الحياة صعبة للغاية وضيقة بالنسبة للعديد من الإيرانيين، وخاصة ذوي الدخل المنخفض والعاطلين عن العمل، ويواجه الموظفون وأصحاب الشركات والمصانع أيضا صعوبات بسبب انخفاض قيمة العملة الوطنية للبلاد.
إيران من أغنى بلاد العالم / البلاد بحاجة إلى إدارة قوية وتفكير اجتماعي
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: إيران من أغنى بلدان العالم من حيث المواهب والموارد والمناجم. لماذا يواجه الشعب الإيراني مشكلات اقتصادية؟! يجب على المسؤولين أن يفكروا جيدا في حلول لمشكلات الشعب، وخاصة الاقتصادية منها، هذه المشكلات لها حلول يجب تنفيذها.
وأكد فضيلته قائلا: إن أحد المطالب المجمع عليها للشعب الإيراني هو أن يتم إنفاق كافة أموال إيران وثرواتها داخل البلاد ولصالح الشعب الإيراني. ينبغي على صناع القرار أن يأخذوا دائما المصالح الوطنية في الاعتبار. إن المصالح الوطنية للبلاد أهم من أي قضية أخرى، ويجب أن يجعل كل التركيز على الشعب والبلد.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى توظيف مديرين ضعفاء كأحد أسباب المشكلات الحالية في البلاد، قائلا: الكثير من المشكلات الحالية هي نتيجة لتوظيف مديرين ضعفاء وغير أكفاء، والبلاد بحاجة إلى إدارة قوية وتفكير اجتماعي.
هناك محبة وتودد بين الشعب الإيراني وعلماء السنّة والمجتمع السني
وفي جزء آخر من كلمته، أعرب خطيب أهل السنة في زاهدان عن ارتياحه لـمحبة الشعب الإيراني بينهم وتعاطف علماء أهل السنة بعضهم مع بعض في البلاد، وتابع قائلا: الحمد لله، إن علماء أهل السنة في المحافظة والبلاد متحابون بينهم ويتعاون ويساند بعضهم بعضاً. منذ زمن طويل ظهر هناك قدر كبير من التعاطف والمحبة بين جميع مكونات أبناء الشعب الإيراني، وخاصة بين أهل السنة.
وتابع فضيلته قائلا: إن شعب إيران كله شعب واحد ومن أفضل شعوب العالم، نسأل الله تعالى أن يمنح هذا الشعب الكرامة التي يستحقونها وأن يجعل الشعب الإيراني عزيزا كريما.
يجب على من له تأثير في المجتمع أن يعمل من أجل الحفاظ على الأمن
وشدد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة الحفاظ على الأمن، وقال: الحفاظ على الأمن في المنطقة أمر حيوي ومهم للغاية ويصب في مصلحة الجميع؛ يجب على جميع الناس والأفراد ذوي النفوذ أن يعملوا على حفظ الأمن.
وأضاف: لا مشكلة في الحوار البناء والنقد، ولكن ينبغي حل القضايا وتحقيق المطالب وحل المشكلات ومتابعتها من خلال الحوار والتفاوض.
أهل غزة صمدوا تجاه الظلم
وفي جزء آخر من كلمته في حفل التخرج الرابع والثلاثين، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى القضايا الأخيرة في غزة وقال: الحمد لله، تم الآن وقف إطلاق النار في غزة. خلال هذه الفترة، جرى ارتكاب العديد من الظلم بحق أهل غزة، لكن أهل غزة أيضًا قاوموا وأظهروا صمودهم.
وأضاف: الوقت الآن مناسب لأهل غزة أن يبادروا إلى بناء مدينتهم ومنطقتهم. إن أهل غزة يحتاجون إلى التعاطف والمساعدات الإنسانية، وكما هو الحال في العديد من المناطق الأخرى في العالم، فإننا نعمل على جمع المساعدات الإنسانية لأهالي غزة ونشجع الناس على القيام بذلك.
جامعة دار العلوم زاهدان تأسست على يد شخصية ربانية
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد خطابه قائلا: لقد أسس العلامة عبد العزيز رحمه الله جامعة دار العلوم زاهدان، وكان عالما ربانيا، وكل البركات التي ترونها في إدارة دار العلوم زاهدان هي نتيجة إخلاص العلامة عبد العزيز رحمه الله ودعائه وعمله.
لدينا شكوى على ممانعة بعض العلماء البارزين من المحافظات الأخرى
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في ختام كلمته في حفل التخرّج الرابع والثلاثين لدار العلوم زاهدان: من المناسب أن أشكر كل من ساعدنا في إقامة هذا الحفل بأيّ شكل من الأشكال، بما في ذلك التعاون المالي، والخدمات، واستقبال الضيوف، وغيرها، وأدعو لكم بالخير.
وأضاف: المسؤولون في المحافظة تعاونوا أيضًا في هذا المجال ولم تكن هناك مشكلات خاصة، ولكن لدينا شكوى من أن بعض العلماء البارزين في بعض المحافظات مُنعوا من المشاركة في هذا الحفل.