header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في الحفل السنوي بمناسبة تكريم خريجي "عين العلوم" بمدينة جشت:

إيران جميلة بتنوعها القومي واللساني، ولا بد من احترام حقوق الجميع

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في كلمته التي ألقاها في الدورة الخمسين للحفل السنوي بمناسبة تكريم خريجي “عين العلوم” بمدينة جشت / سراوان، بالتزامن مع موعد خطبة الجمعة، إلى “التنوع القومي واللساني” بأنه من محاسن إيران، مؤكدا على ضرورة مراعاة الحقوق المتساوية للقوميات والطوائف في البلاد.
وأعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد في بداية خطابه عن ارتياحه للحضور الجماهيري للعلماء والشخصيات من مختلف نواحي البلاد في الحفل الذي انعقد بمناسبة تكريم خريجي “عين العلوم” جشت في مدينة سراوان، وتابع قائلا: أنا سعيد للغاية حيث شاركت في يوم الجمعة المبارك في حفل تكريم القرآن والسنة والعلم، وقد شارك في هذا الحفل الكريم علماء بارزون وضيوف كرام من محافظات ومناطق أخرى من البلاد، ومن بينهم فضيلة الشيخ “محمد حسين كركيج” ولفيف من علماء محافظة كلستان، والشيخ “حسن أميني” وعدد من العلماء والشيوخ من محافظة كردستان، كما شارك فيه الشيخ “السيد محمد فاضلي موحد” وغيره من علماء محافظة خراسان، والشيخ “إبراهيم إسماعيلي” من محافظة هرمزكان.
وأشار خطيب أهل السنة في زاهدان إلى أهمية عقد اللقاءات الدينية والعلمية وقال: إن إقامة مثل هذه الاحتفالات والاجتماعات مفيدة جداً، وتؤدي إلى تطوير الثقافة الدينية والعلمية في المجتمع، فإن مجتمعنا اليوم يحتاج إلى العلوم الدينية والعلوم الآكاديمية.


المطالبة بالحقوق تدل على حياة الشعوب
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إنني أقدر وأشكر كل الشخصيات الكرام الذين حضروا سواء من بعيد أو من قريب هذا الحفل، ولا سيما أشكر السيدات الكريمات اللاتي لهن حضور أكبر حسب تقرير منظمي هذا الحفل، وإن هذا يدل على صحوة المرأة في المجتمع.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: اليوم في إيران نشهد صحوة غير مسبوقة بين النساء، بحيث تجتهد المرأة في تعلم العلوم والمطالبة بحقوقها المشروعة، ولا شك أن المطالبة بالحقوق ليست مدعاة للقلق فحسب، بل هي تعبير عن الحياة في أمة من الأمم.


نجاة المجتمع البشري تكمن في “الالتزام الكامل بالإسلام”
وأكد خطيب أهل السنة مستدلا بقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين”، على ضرورة “الاتباع الكامل للإسلام”، وقال: إن سعادة الدنيا والآخرة والبشرية جميعا، ونجاتها في أن نتبع الدين الإسلامي الذي هو أعظم الديانات وآخرها وأكملها.
وأضاف قائلا: قد ذكر الله تعالى في الآيات التي قبل الآية المذكورة أحوال فريقين؛ هناك مجموعة تسمى بالمنافقين كانوا يزعمون أنهم مسلمون وكانوا في الظاهر يقولون كلاماً جميلاً يثير إعجاب المسلمين، ولكنهم في الحقيقة كانوا يفسدون في الأرض. قال تعالى فيهم: “وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل”، والفئة الثانية هم المسلمون المخلصون الذين يبيعون أنفسهم في سبيل الله لينالوا رضوان الرب؛ “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله. ثم نصح الله المؤمنين بأن لا يكونوا مثل المنافقين حيث يعملون ببعض الأحكام الشرعية ويهملون بعضها، بل يجب أن يدخلوا في الإسلام بالكامل ويحافظوا على حقوق الله وحقوق الناس.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إنّ حقوق الله وحقوق العباد مهمة جدًا، وأكد عليهما القرآن والسنة، وقد قدمت حقوق العباد على حقوق الله في الكثير من الآيات، وفي بعض الآيات قدمت حقوق الله على حقوق العباد، وإن أول وأعظم حق لله تعالى على عباده هو “التوحيد”، وبعد التوحيد مراعاة حقوق العباد، و”حق الوالدين” على رأس حقوق العباد، ولذلك عندما يكتمل إسلامنا ونصبح مسلمين صادقين، نحترم حقوق الله وحقوق العباد، وإن الدين الذي لا يؤمن إلا بالتوحيد ولا يراعي حقوق العباد لا يمكن أن ينقذ الإنسان.


الحكام وجميع أفراد الشعب مكلفون باحترام الحقوق
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: هناك البعض يزعمون أن “العقيدة الصحيحة” وحدها تكفي ولا يتبعون أركان الدين وواجباته ويرتكبون المعاصي والتجاوزات والظلم، ويقولون: إن مجرد الحصول على لقب “الإسلام” و”المسلم” هو أمر مقبول، والله يعفو عنا، وهذا خطأ كبير جداً. فمن ظلم العباد وهتك حقوق النساء والأطفال والأيتام وغيرهم من الطبقات، سيعاقبه الله تعالى.
وتابع قائلا: كلنا عباد الله، ومن حق الله أن نتبع أوامره، فإن الله هو خالقنا نحن العباد، وقد أحسن إلينا، وكل ما عندنا فهو من الله. ولذلك، فإن من واجب جميع أبناء الشعب، وجميع حكام العالم أن يفكروا في حقوق الله وحقوق العباد، ويحاولوا مراعاتها، كما يجب على الحكام وكافة طبقات المجتمع المختلفة اتباع أوامر الله تعالى وتعاليمه واحترام حقوق الناس.
وأكّد فضيلة الشيخ عبد الحميد: لا يحق لأحد أن يضرب أو يغرم أو يعاقب أي شخص إلا بأمر الله تعالى، ونصيحتنا للجميع هي احترام حقوق جميع عباد الله، ويجب على الجميع اتباع الشريعة الإسلامية وتعاليم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حتى لا تضيع حقوق أي إنسان.


لا مكان للتمييز في الإسلام؛ ولا يوجد لدينا إسلام بدون العدل والإنصاف
وأشار خطيب أهل السنة إلى “تنوع القوميات واللغات في إيران” قائلا: ما أجمل أن تتمتع إيران بتنوع عرقي، وتعيش في هذا البلد قوميات مختلفة. إن هذا التنوع القومي واللغوي بمثابة أزهار مختلفة ومتنوعة، ولكل زهرة لونها ورائحتها الخاصة، وتشكل مشهداً جميلاً وملفتاً للنظر. إن مجموع هذه القوميات واللغات تشكل إيران التي جعلهم الله تعالى متساوين في الحقوق، وقد جعلهم الدستور متساوين إلى حد ما، ويجب احترام حقوق الجميع، فلا مكان للتمييز في الإسلام، بل الإسلام فيه العدل، ولا يوجد لدينا إسلام بدون العدل والإنصاف.


على العلماء والمسؤولين أن يكونوا مع الشعب ليكونوا خالدين
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نصيحتي لجميع المسؤولين والعلماء وشيوخ القبائل ومختلف فئات وأطياف الشعب الإيراني أن يكونوا بجانب الشعب، فإذا كنت مع الشعب وفكرت وحزنت على الشعب، فاعلم أن الله معك ولن يتركك، فإن أي شخصية وأي شيء يتماشى مع مصالح الشعب سوف يدوم ويستمر.
وأضاف قائلا: اطلبوا مرضاة الله ورحمته في مرضاة الشعب، وقد أمر الله تعالى نبيه أن يكون رفيقاً بالطبقة الضعيفة من المجتمع، وقال: “واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم” [الكهف: 28]. ولذلك فإن واجب العلماء أن يجلسوا ويقفوا مع شرائح المجتمع الضعيفة والمسكينة، ويجلسوا مع المظلومين والذين انكسرت قلوبهم، وضيعت حقوقهم في المجتمع، حتى تشمل رحمة الله تعالى حالهم.
لا ينبغي للعلماء والحكام أن يبحثوا عن بريق الدنيا، بل ينبغي أن يعيشوا ببساطة؛ والعيش البسيط ما يكون على منهج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.


على المسؤولين أن يفكروا في راحة الشعب
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: نصيحتنا للسلطات أن تكونوا مع الشعب؛ فكروا في الشعب واسعوا من أجل الشعب، وفكروا في راحة الشعب، ولا ينبغي لأي عالم أو شيخ قبيلة أو حاكم أو مسؤول أن يثير أنين المظلوم، لأنه لا حائل بين أنين المظلوم، وبين الله عز وجل، وإن أنين المظلوم يحرق ويدمر كل شيء.
وأكد فضيلته: على العلماء والمسؤولين وكل من له مكانة ومسؤولية في المجتمع وبين الناس أن يحترم كافة القوميات والطبقات ويراعي حقوقهم، ويتأكد من عدم ضياع حقوق أحد في المجتمع، وعلينا أن ننتبه لمطالب جميع الطبقات، وخاصة مطالب الشعب.


إذا طرحت المسائل بلطف ولين سيقبلها الشعب
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: إن النساء في مجتمعنا يقبلن ما قاله القرآن والحديث والدين؛ وليس ما يقوله البعض عن رأي شخصي بحيث يجلس أحدهم بالليل ويكتب القوانين ويضع الغرامات الكبيرة. ينبغي التحقيق في القضايا والمسائل بلطف وحكمة وإنسانية.
وتابع: إذا كنتم كمسؤولين مع الشعب، فإن الشعب سيقبلون ما تقولونه بما يتوافق مع الكتاب والسنة وسيرة النبي والصحابة وأهل البيت، وينبغي أيضًا أن تطرح مسائل الدين والقضايا بلطف ولين.


ينبغي للعلماء والمسؤولين أن يكونوا رحماء بالشعب
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: ينبغي للعلماء والمسؤولين أن يكونوا رحماء بالشعب وخادمين لهم، وهذا مدعاة فخر للعلماء والمسؤولين. الرحمة بالشعب وخدمة الشعب أعظم أمنياتي وأعتبرها شرفًا لي. يجب أن نكرس حياتنا لخدمة الشعب. شخصيا كلما أجد فرصة أدعو من أجل الرخاء والكرامة في الدنيا والآخرة للشعب الإيراني وللهداية والسعادة للإنسانية جميعا.


يجب الحفاظ على أمن المحافظة
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد في ختام كلمته في الدورة الخمسين للحفل السنوي بمناسبة تكريم خريجي “عين العلوم” جشت بسراوان على “الحفاظ على أمن المحافظة” وقال: الأمن قضية مهمة، ونصيحتنا لمختلف طبقات الشعب العزيز هو الحفاظ على الأمن في البلاد، وخاصة في محافظة سيستان وبلوشستان. انعدام الأمن يضر بالشعب والمسؤولين وبكافة الأطياف والمكونات.
وأضاف: بعد أن جاءت ظروف جديدة في البلاد، لا بد من مراعاة الأمن بشكل أكبر حتى لا تكون هناك أعذار أو مشكلات في مجال العدالة وتطوير المحافظة ومعالجة مشكلات الشعب.

59 مشاهدات

تم النشر في: 7 ديسمبر, 2024


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©