رحّب فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان، في خطبة الجمعة (20 جمادى الأولى 1446)، بالحكم الصّادر عن محكمة العدل الدولية ضد رئيس الوزراء ووزير دفاع إسرائيل السابق، مشيراً إلى الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، واصفا هذا الحكم بأنه “خطوة عظيمة وعادلة ومنصفة للغاية”.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إنّ حكم محكمة العدل الدولية ضد رئيس الوزراء ووزير دفاع إسرائيل السابق، وإصدار مذكّرة اعتقال بحقهما على ما ارتكباه من جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، لهي خطوة عظيمة وعادلة ومنصفة. إن الدول والحكومات التي تعارض صدور هذا الحكم، لا ترى الحقائق، ونحن آسفون لمثل هذه الحكومات.
وأضاف فضيلته قائلا: في الغارات الإسرائيلية، وخاصة الهجوم على غزة، قتل عدد كبير من النساء والأطفال والشيوخ والأبرياء والعزل وتبدلوا إلى أشلاء تحت القنابل والصواريخ، وقُتل قرابة خمسين ألف شخص وأصيب أكثر من مائة ألف شخص، ودُمرت جميع البنى التحتية والمباني في غزة.
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: إن إسرائيل لا تزال تدعي الدفاع عن نفسها، بينما حسب القوانين الدولية للحرب هناك مبادئ وقوانين للدفاع عن النفس، وإن إسرائيل بمهاجمتها لغزة، قد انتهكت بشكل كبير القوانين الدولية المتعلقة بالحرب والدفاع، ولذلك فإن الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية ضد السّلطات الإسرائيلية هو حكم عادل ومنصف للغاية.
وتابع فضيلته قائلا: ليست محكمة العدل الدولية فقط، بل العالم كله يتابع ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في غزّة، ونحن لا نقول هذا الكلام لأن الفلسطينيين مسلمون؛ بل لو كان أهل غزة يهوداً أو نصارى لقلنا نفس الشيء، ولو ارتكب هذه الجرائم رئيس وزراء مسلم بدلاً من رئيس وزراء إسرائيل لقلنا نفس الشيء.
واستطرد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: يقول القرآن الكريم: “وَلَا يَجْرِمْنَكُمْ شنآن قوم على ألا تعدلوا”، فلا ينبغي أن تكون العداوة والبغضاء تجاه قوم أن لا تراعي العدل والإنصاف، فلا بد من مراعاة العدالة والإنصاف في جميع الأحوال.
لا قيمة لحياة الدنيا بدون العدل والإنصاف
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن لحياة الدنيا قيمة ما دام هناك أناس أحرار وباحثون عن الحق في العالم يصدرون أحكاماً عادلة ومنصفة، واليوم الذي لا يوجد فيه عدل وإنصاف في العالم ولا يوجد من يتكلم بالحق، ذلك اليوم الذي لا قيمة فيه للعالم.
وأضاف: العدالة والإنصاف أمر حيوي ومهم للغاية، ومن يتمتع بالعدل والإنصاف فهو إنسان صالح، وإن حكم محكمة العدل الدولية يسرنا من حيث أن هناك من يتكلم بالعدل ويصدر حكما عادلا.
نأمل أن تكون زيارة الرئيس والوفد المرافق له إلى سيستان وبلوشستان مفيدة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من كلمته إلى زيارة رئيس الجمهورية إلى سيستان وبلوشستان قائلا: إن فخامة الرئيس وعدد من الوزراء والنواب كانوا ضيوفا على محافظتنا أمس، والحمد لله كان يومًا جيدًا لأننا في هذا اليوم سمعنا من رئيس تحدث ضد التمييز والظلم، ومن المفيد جدًا أن يتحدث الرئيس عن العدالة والقضاء على التمييز.
وأكد فضيلته قائلا: إذا سمعنا ورأينا كلاماً وسلوكاً عادلاً من مسؤولي الدولة، ورفع المسؤولون خطوة إيجابية نحو العدالة والإنصاف، فإننا نعلم أن من واجبنا أن نرحب بها وهذا ما يقتضيه الإنصاف.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: قدم الرئيس إلى محافظة سيستان وبلوشستان النائية في أول رحلة له، وهذه المحافظة محرومة من جميع الجوانب؛ فمن حيث الفقر هي أفقر محافظة في البلاد، ومن حيث التعليم فهي في أدنى مرتبة، ومن حيث ضحايا الطرق بسبب الطرق العديمة الجودة، فهي في أعلى مرتبة في البلاد. لذلك نأمل أن تكون زيارة الرئيس والوفد المرافق له للمحافظة مفيدة.
ليس هناك ما هو أكثر تأثيرا من تطبيق العدالة والإنصاف في توفير الأمن
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أنا واثق بأن الوجود الإيجابي للرئيس والمسؤولين رفيعي المستوى في سيستان بلوشستان سيكون له تأثير على الأمن والسّلام في المحافظة، وأعتقد أن أثر تصريح عادل ومنصف من جانب مسؤول، في توفير الأمن، أكثر من كلام مسؤول يتحدث عن القنابل والصواريخ، وأتذكر أن أحد الرؤساء السابقين خلال رحلته إلى سيستان وبلوشستان، قال في خطابه: إن من يزعزعون الأمن في المحافظة سوف ننهال عليهم مثل القنابل والصواريخ، وبعد عودة هذا الرئيس، ازدادت حالة الانفلات الأمني في المحافظة، ولذلك فمن الأفضل أن نتحدث دائما عن العدالة والإنصاف.
وأكد فضيلته قائلا: حديثنا مع فخامة الرئيس والمسؤولين الآخرين هو أنه لا يوجد شيء في العالم أكثر تأثيرا من تطبيق العدالة والإنصاف في ضمان الأمن، وإذا لزم الأمر، فنحن مستعدون لأداء الحلف على هذه القضية. يجب أن تسبق أفعالنا أقوالنا بخطوات قليلة، وعلينا أن نظهر الإنصاف والعدالة في السلوك والعمل.
تحرّكوا نحو مرضاة الشعب ولا تخافوا من أي تهديدات
وأضاف خطيب أهل السنّة في زاهدان: نصيحتنا للمسؤولين في محافظتنا وبلدنا وسائر دول العالم أن يدعموا شعوبهم ويكسبوا قلوبهم، فإذا كسبت قلوب الشعب وتحركت نحو مرضاتهم فلا داعي للخوف من أي قوة أو تهديد.
وأضاف قائلا: نطلب من السلطات القضائية والأمنية والعسكرية وأجهزة إنفاذ القانون والوزارات والإدارات الأخرى، أن تبذلوا كل جهودكم في اتجاه الشّعب الإيراني، بما في ذلك الرجال والنساء والشباب، واجتهدوا بكل قوة لتحقيق العدالة. فلو وضع الشعب والمسؤولون وجهة نظرهم في إطار العدالة والإنصاف وتحركوا في هذا الإطار، ستحل جميع المشكلات.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد في ختام حديثه على أن مشكلات ومطالب أبناء المحافظة، ومن بينها قضية جمعة زاهدان الدامية، تم طرحها في اللقاء مع الرئيس، وسيتم التوصل إلى تسوية عادلة في هذا الشأن بإذن الله تعالى.