وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، رئيس جامعة دار العلوم وخطيب أهل السنة بمدينة زاهدان، خلال لقاء رئيس الجمهورية الدكتور بزشكيان مع جمع من علماء الشيعة والسنة في سيستان وبلوشستان بزاهدان، صباح الخميس (19 جمادى الأولى 1446)، احترام الشعب وتلبية مطالبه أفضل سياسة واستراتيجية، وصرح قائلا: نحن بحاجة إلى التعامل مع العالم من أجل الشعب والأوضاع السائدة في البلاد.
ينبغي تسريع الخطوات المتخذة في اتجاه إحداث التغييرات وحل مشكلات الشعب
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى وعود رئيس الدولة الرابعة عشرة خلال حملة الانتخابات الرئاسية وقال: السيّد بزشكيان، تبيّن لنا من خلال ما وعدتم به الشعب أيام الانتخابات، أن فضيلتكم منتبهة لمطالب الشعب الإيراني، والشعب إنما صوّت لكم لأنكم تحدثتم عن آلام ومشكلات ومطالبه، بما في ذلك إجراء التغييرات، والآن والحمد لله أنكم تتخذون خطوات في هذا الاتجاه، ولكن هذه الخطوات تحتاج إلى التسريع.
وأضاف: الشعب الإيراني يعاني من ضغوط اقتصادية شديدة في الوضع الحالي، وإن مشكلات الشعب في المدن وخاصة في قرى سيستان وبلوشستان مروعة للغاية. هناك بطالة في المحافظة ويضطر المواطنون إلى مهن مزورة مثل تهريب الوقود، والتي ليس لها مستقبل ولا تليق بهؤلاء الشعب.
احترام الشعب هو أفضل وأقوى سياسة وأهمّ استراتيجية
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد الحفاظ على الشعب والاهتمام بمشكلاته ومصالحه، أفضل سياسة، وتابع قائلا: الشعب هو الثروة الأصلية ولذلك فإن الحفاظ على الشعب واحترامهم والاهتمام باحتياجاتهم ومشكلاتهم هي أفضل سياسة.
وأكد فضيلته قائلا: إن أي سياسة من شأنها تكسب قلوب الشعب، هي أفضل وأقوى سياسة وأهم استراتيجية، فإذا كنا بين الشعب وقمنا بخدمتهم، فسوف نكسب قلوبهم.
“التعامل مع العالم” و”إعادة النظر في السياسات الخارجية والداخلية” مؤثران في حل المشكلات الاقتصادية للبلاد
وأكد خطيب أهل السنّة في زاهدان على ضرورة “التعامل مع العالم” و”إعادة النظر في السياسات الخارجية والداخلية” وأضاف قائلا: الاقتصاد مرتبط بالسياسة، وتسببت القرارات الصادرة ضد إيران، والتي صدر آخرها اليوم، في ارتفاع الأسعار في الأسواق، وهذا يدل على الارتباط المباشر بين «الاقتصاد» و«السياسة».
وأكد فضيلته: لا يمكن حل المشكلات الاقتصادية والسيطرة على قيمة العملة الوطنية إلا بعد إعادة النظر في السياسات الداخلية والخارجية، وخاصة السياسات الخارجية، فلا بد من التعامل مع العالم بسبب الشعب والظروف السائدة في البلاد.
لا مكان للسكان المحليين في المشروعات الكبرى للمحافظة
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد مشيرا إلى قضايا ومشكلات محافظة سيستان-بلوشستان قائلا: هناك العديد من المخططات والمشروعات الكبيرة في محافظة سيستان-بلوشستان، ولكن للأسف لم يعتن بالسكان المحليين في هذه المشروعات الكبيرة، ولا مكان لهم في هذه المشروعات.
واستطرد فضيلته قائلا: تعتبر الحدود البرية والبحرية من أهم الإمكانيات والمواهب في هذه المحافظة، الحدود تعتبر فرصة في جميع أنحاء العالم، ولكن للأسف أصبحت حدودنا “تهديدات”، يتم فتحها مرّة وإغلاقها مرة أخرى، وللأسف لا توجد إدارة واحدة على هذه الحدود تضم أشخاصاً قادرين ومؤهلين على تخطيط السياسات الجيدة؛ والقرارات في هذا المجال مختلفة.
وأضاف فضيلته قائلا: تتمتع محافظة سيستان-بلوشستان بمناجم استثنائية وكبيرة جداً ذات جودة عالية واحتياطيات ضخمة، يمكن للمناجم الكبيرة في المقاطعة أن تحول البلاد وتزيل العبء عن كاهل الشعب والدولة، وينبغي استغلال هذه المناجم وإدارتها بطريقة تعود بالنفع على الشعب الإيراني، كما يستفيد منها السكان الأصليون في المنطقة، ولا ينبغي أن تستفيد الشركات الكبرى من هذه المناجم ولا يحصل سكان المنطقة على أي فوائد سوى تشغيل عدد قليل من العمال البسطاء، وتبقى النفايات البيئية لسكان المنطقة.
واستطرد خطيب أهل السنّة قائلا: هناك سهول واسعة في سيستان وبلوشستان، حيث قامت بعض الشركات بزراعة عدة آلاف من الهكتارات من الحقول وتستخدم السدود والمياه الجوفية في المنطقة، وتُستخدم الأراضي الساحلية أيضًا في مخطط شواطئ مكران، لكن السكان المحليين الذين تواجدوا في هذه المناطق منذ قرون عديدة، لا يزال بعضهم يعيشون في بيوت خشبية، فإذا لم يهتم بهؤلاء الأشخاص في الخطط الكبيرة، فهذه خسارة كبيرة جدًا وتتسبب في استياء الشعب وكسر قلوبهم.
الجو الأمني في المحافظة يمنع قدوم المستثمرين
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من كلمته إلى تبعات الجو الأمني في المحافظة، وقال: الأجواء في هذه المحافظة أمنية، وهذه الأجواء تمنع قدوم المستثمرين إلى المحافظة، ولذلك فإن الأهم هو نقل أجواء المحافظة إلى أجواء العمل والتوظيف بدلاً من الأمن.
وأضاف قائلا: فيما يتعلق بالأمن، ينبغي اعتماد سياسة يتمكن الشعب من العمل على تثبيت الأمن والحفاظ عليه، وإن قيام الشعب بدورهم في هذا المجال يقلل من تكاليف توفير الأمن ويضمن أمنًا مستقرًا وطويل الأمد، وإن استخدام القوة القسرية لتوفير الأمن قد يؤدي إلى أمن مؤقت، لكنّه يسبب الكراهية لدى البعض الآخر.
توظيف أشخاص أكفاء ومؤهلين أهم مطلب الشعب من بزشكيان
وأعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد في ختام كلمته عن ارتياحه لتعيين “شخص كفء” محافظا لسيستان وبلوشستان، قائلا: نحن نشكر فخامة السيد بزشكيان على ثقته في شخصية محلية كفؤة ومتمكنة كمحافظ لمحافظة سيستان وبلوشستان، وكذلك على تعيين السيّد عبد الكريم حسين زاده كنائب للرئيس.
وأضاف قائلا: الشعب يريد من السيد بزشكيان أن يبادر إلى الاستعانة بأشخاص قادرين وأكفاء، نحن لا نريد سنة وبلوش ضعفاء، لكننا نريد توظيف أشخاص قادرين مؤهلين من بين القوميات والطوائف يمكنهم العمل ولا يشوهوا سمعة الشعب والدولة.