ثمّن فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (28 ربيع الثاني 1446) الخطوات الإيجابية المتخذة في مجال حقوق القوميّات والطوائف، بما في ذلك تعيين سني بلوشي كمحافظ لسيستان وبلوشستان، معربا عن أمله في أن تستمر هذه الإجراءات والخطوات.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: حاول الرئيس بزشكيان إيفاء بعض الوعود التي قطعها خلال الانتخابات، ولا بد للشعب أن يتعاون مع كل من يريد خدمة الشعب واتخاذ خطوات نحو العدل والإنصاف، ويدعو له حتى يتمكن من القيام بعمله.
وأضاف: كانت هناك وعود كثيرة قدمها السيد بزشكيان، منها الاهتمام بالقوميات والمذاهب، بحيث رفع خطوات إيجابية في هذا المجال، وإن كانت هذه هي الخطوات الأولى، وأمامه طريق طويل، وندعو له بالتوفيق في هذا الطريق.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: قام السيد الدكتور بزشكيان بتعيين نائب من أهل السنة، وعدد من النائبين للوزراء، ومحافظ لمحافظة كردستان، وفي خوزستان عين محافظاً من إخواننا العرب، ومؤخراً تم تعيين محافظ لسيستان وبلوشستان من بين السنة البلوش، ونحن نتفاءل بهذه الإجراءات والخطوات، والمحافظ الذي تم اختياره لهذه المحافظة هو شخص كفؤ.
توظيف المؤهلين من كافة القوميات والطوائف يزيد الوحدة
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: شعب إيران الذي هم ثروة هذه البلاد وجميع المكونات القومية والدينية، سكان أصليون لإيران، والقوميّات والمذاهب والألسنة كلها علامات على قدرة الله تعالى، وكلّ بلد له شعبه الخاص ونحن لا نفرق بين الشعوب.
وتابع: توظيف القادرين والمؤهلين من كافة القوميات والطوائف، يزيد من الانسجام ويجلب مرضاة الله تعالى، ولا معنى للدين دون العدل والإنصاف.
“القضاء على التمييز” و”العدل” و”توفير الحريات” و”تحسين الوضع الاقتصادي” مطالب أساسية للشعب
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: الشعب الإيراني ليس شعبا طماعا يطلب الزيادة، وكل ما يتوقعه الشعب الإيراني هو الإنصاف والعدل وإزالة التمييزات. إن اتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء على التمييز يعني تلبية مطالب جميع الإيرانيين، بما في ذلك الشيعة والسنة، والمسلمين وغير المسلمين.
وصرّح فضيلته قائلا: من بين المطالب المهمة والأساسية التي يتفق عليها الشعب الإيراني جميعا، القضاء على التمييز، وحرية التعبير، وتوفير الحريات الدينية، وتحسين الوضع الاقتصادي.
لا بد من قطع الأيدي الممدودة نحو الثروات الوطنية
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الشعب الإيراني يريد قطع كل الأيدي التي امتدت نحو الموارد الوطنية، فالموارد الوطنية يجب أن تدخل إلى الخزانة، ولا ينبغي إنفاق فوائدها على الأفراد، بل ينبغي إنفاقها على الشعب.
وأضاف: ولهذا السبب نصحنا دائما بعدم إنفاق أموال الخزينة حتى في الشؤون المذهبية، ولم نطلب المساعدة من الدولة للمسجد والجامعة خلال هذه العقود، بل عندما عرضت علينا إحدى الدول السابقة أنهم مستعدون لمساعدة المسجد، لم نقبل هذا العرض، وقلنا من أصولنا عدم تقبل المساعدات من أي حكومة، والمسجد يجب أن يتبرع عليه من يصلون فيه، وإذا لم يتبرع الشعب يومًا ما، فسنغلق الجامعة، وإذا لم نتمكن من تغطية تكلفة 1000 طالب، فسنحتفظ بـ 100 طالب.
وأضاف: قال لي البعض من أي بلد تأخذون المال لبناء المسجد، فضحكت من ذلك، لأننا نعتقد أنه لا ينبغي أن نحصل على مساعدة من أي دولة أو حكومة للمسجد والجامعة، ونصيحتنا للسلطات ألا ينفقوا ولو ريالاً واحداً من أموال بيت المال في الشؤون المذهبية، ولا يجوز للعلماء تقبّل مثل هذه الأموال. إذا ساعد الشعب العلماء بأموالهم فعلى العلماء أن يعملوا، وإلا فلا مسؤولية عليهم.
وأكد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: يجب أن يكون للدين والمذهب استقلالهما ولا يعتمدا في نفقاتهما على دولة؛ لأن الضرر الأول في هذا الاعتماد أن أهل العلم يفتقدون قدرتهم على بيان الحقيقة، وإن استقلال الشؤون الدينية سبب للبقاء.
لا بد من ثورة للقضاء على الفساد الذي تجذر في البلاد
وأضاف خطيب أهل السنة: أهم مطلب للشعب في هذه الأيام هو “الاقتصاد”. إن الفساد الذي تجذر في البلاد لا يمكن حله من خلال المؤسسات القضائية والأمنية، بل يجب القيام بعمل ثوري في هذا المجال للقضاء على كل التجاوزات المالية، وعلى كافة الأجهزة والمؤسسات والأشخاص الذين لديهم مصالح في هذه الثروات الوطنية أن يتنازلوا عن مصالحهم ويعيدوها إلى خزانة الدولة، لأنه لا يوجد حق أهم وأثقل من حق الوطن على كاهل النظام والمسؤولين. عندما يجوع الشعب لا يجوز صرف الأموال في أماكن أخرى، والمثل القائل بأن “المصباح الذي يحتاج إليه في البيت، حرام على المسجد” مثل معقول.
نريد سعادة كافة القوميات والطوائف الإيرانية
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد: نأمل أن يكون العمل كله بما يرضي الشعب. نحن لا نريد مرضاة شعبنا فحسب، بل نريد مرضاة جميع القوميات والطوائف الإيرانية. نحن لا نعتبر أنفسنا ممتازين عن الشعب الإيراني، بل نشاركه معاناته وأحزانه.
وأضاف: الحمد لله، ليست لدينا أي خلافات في محافظة سيستان وبلوشستان، وجميع القوميات في هذه المحافظة، من السيستانيين والبلوش واليزديين والبيرجنديين والطهرانيين وغيرهم، كلهم أعزاء علينا، ونوصي باحترام حقوق الجميع، وحتى لو تنازلنا يومًا ما عن العديد من حقوقنا المهمة، فإننا سنتنازل عن ذلك من أجل مصلحة الشعب الإيراني.
واستطرد: أهلنا في المحافظة سعداء ببعض الإجراءات التي تم اتخاذها مؤخراً، وينتظرون المزيد من الإجراءات الإيجابيّة. نأمل أن تتخذ الإدارات والمنظمات الإجراءات اللازمة لتوظيف الأشخاص الأكفاء، لأن المديرين الضعفاء من أي قومية يضرون بالشعب والدولة.
حل مشكلات الشعب يقلل من تكاليف الأمن
وأضاف خطيب أهل السنة: سررت جدًا لما سمعت أن السيد الدكتور بزشكيان أمر بمنح منازل سكنية لعائلات الذين فقدوا حياتهم في حادث منجم طبس.
وأضاف: إن الإجراءات الأخيرة التي تم اتخاذها من أجل القضاء على التمييز وغيرها من المشاريع التي سيتم اتخاذها في المستقبل والمكملة لهذه المشاريع، ستؤدي بالتأكيد إلى تقليل التكاليف الأمنية في البلاد بشكل كبير، وإن الأعمال الأساسية وحل المشكلات والمطالب، ستخفض التكاليف الأمنية إلى الصفر في محافظة سيستان وبلوشستان المتجاورة لعدة بلاد، كما تتحقق رضا الشعب ودعمهم.
الشعب يريد فتح الحدود
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: الحدود مغلقة، والعديد من سكان المحافظة يواجهون مشكلات في معيشتهم. الشعب يريد فتح الحدود، ونأمل أن تساعد الخطوات التي بدأتها هذه الدولة على زيادة السلام والأمن، وإن الأحداث الأخيرة التي استشهد فيها ضباط شرطة وفقد بعض الأبرياء حياتهم في حوادث أخرى، كل هذه الحوادث مؤلمة بالنسبة لنا.
سكان المناطق الساحلية يعانون من شح المياه وسوء التعليم والصحة
وأشار خطيب أهل السنة في ختام كلمته، إلى رحلته الأخيرة إلى جنوب سيستان وبلوشستان، وتابع قائلا: الشيء الذي أزعجنا أكثر في رحلتنا إلى مدن “تشابهار” و”كنارك” و”دشتياري” هو شح المياه، والأوضاع الصحية غير المناسبة، وسوء التعليم في هذه المناطق.
وأشار فضيلته إلى أن هذه القضايا أصبحت أكثر خطورة مما كانت عليه في الماضي، وطلب من دولة بزشكيان والمسؤولين المعنيين حل مشكلات الشعب.