header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة في زاهدان:

مصير حكومة بنغلاديش ينبغي أن يكون درساً للأنظمة الأخرى

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (4 صفر 1446)، إلى الأحداث الأخيرة التي وقعت في بنغلاديش، معتبرا أن مصير حكومة بنغلاديش يجب أن يكون درساً للحكومات الأخرى في العالم.
وقال فضيلته: وقعت في الأسبوع الماضي حادثة في بنغلاديش فيها دروس لنا. في بنغلاديش تمكنت إحدى النساء بالشعارات الجيدة من استجلاب دعم ورضا الشعب وتولت السلطة لمدة، وتصرفت بشكل جيد لبضع سنوات، حتى كانت هناك حرية في هذا البلد واستقر الوضع إلى حد ما، لكن مع مرور الوقت اتجهت الحكومة في هذا البلد نحو الاستبداد والدكتاتورية، وانتشر التمييز، وقيدت الحريات، وتعرض الصحافيون وحملة الأقلام للضغوط والاعتقالات، ووقعت مواجهات عنيفة، وتم سجن العلماء ورجال الدين وإعدام الكثير منهم، ونسي أصحاب السلطة الشعارات السابقة، وزعموا أن البلاد ملك لهم.
وأضاف قائلا: حدثت ثورة احتجاجية في بنغلاديش وهربت رئيسة الوزراء، وأثمرت ثورة الشعب في بنغلاديش. نأمل أن يحظى شعب بنغلاديش بمستقبل جيد ومشرق، وألا يصبح أولئك الذين يتولون السلطة من الآن فصاعدا ديكتاتوريين، وأن يتصرفوا بعدل وإنصاف.
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: الحكومات الناجحة في العالم هي تلك التي تحظى بالشعبية وتكون مع الشعب، وتفكر في مصالح الشعب، وتمنحه الحرية والنقد، وتتوفر حرية التعبير والقلم فيها، والمسؤولون مستعدون لقبول النقد وتحمله؛ مثل هذه الحكومات يمكن أن تستمر.
وصرّح فضيلته قائلا: إن مصير حكومة بنغلاديش يجب أن يكون درساً للحكومات الأخرى في العالم، أن تتمسك بالشعارات التي تطلقها في مجال الحرية والدفاع عن العدالة وحقوق الشعب حتى النهاية.


يواجه الشعب الإيراني “أزمة اقتصادية” و”أزمة تمييز”
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من كلمته في خطبة الجمعة بزاهدان: لقد عانى الشعب الإيراني كثيراً في الآونة الأخيرة، ويواجه شعبنا أزمات مختلفة، وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية وأزمة التمييز وعدم المساواة، وفي السنوات الأخيرة نشأت مسافة كبيرة بين الشعب وبين الحكومة، حتى جرت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأعجب الشعب الإيراني بشعارات السيد بزشكيان الذي ركز أكثر على آلام الشعب ومشكلاتهم، فأتوا إلى الميدان من جديد، وطالبوا بإزالة التمييز وتطبيق العدالة وتوفير الحريات.
وأضاف قائلا: أدّى الآن الدكتور بزشكيان اليمين كرئيس، وبطبيعة الحال لم يشكل السيد بزشكيان دولته بعد، ولا تزال إدارة البلاد بيد الدولة السابقة، لكن نوصي أن يلتزم السيد بزشكيان بشعاراته الانتخابية ووعوده التي قبلها الشعب الإيراني كالأمل الأخير، وأن يفي بالوعود.


الشعب كلهم مع توظيف القوميات والطوائف سوى أصحاب التفكير الضيق
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: إن القضاء على التمييز وتحقيق العدالة أحد المطالب المهمة للشعب الإيراني، وعلى الدكتور بزشكيان أن يتخذ خطوات مهمة ومؤثرة في هذا المجال.
وتابع: على السيد بزشكيان أن يوظف النساء والقوميات والطوائف المذهبية في دولته، فمن المهم للغاية الاهتمام بالقوميات والطوائف، لأن القوميات والمذاهب هي رمز لجمال إيران وأحد أسس البلاد للوحدة الوطنية والتماسك وحماية سلامة أراضيها، ومصدر للوحدة الوطنية والتماسك الوطني.
وأضاف: إن اختلاف الألسنة والمذاهب والاتجاهات يمثل فرصة لإيران، وإن استخدام القوميات والطوائف المذهبية هو السياسة الأفضل والأصح. إن الشعب الإيراني بأكمله سوى الأشخاص المرضى وأصحاب التفكير الضيق مع هذه السياسة، وهذه السياسة تقوي البلاد.


ينبغي الحفاظ على كرامة النساء والصحفيين
وشدد فضيلته على “توفير الحريات”، وأضاف قائلا: إن توفير الحريات هو أيضا أمر حيوي ومهم للغاية، ويجب الحفاظ على كرامة الصحفيين والشرائح الأخرى من المجتمع، وكرامة المرأة، لأن الله تعالى أمر بحسن الكلام مع الناس ومعاملتهم بالحسنى.


“السياسة الصحيحة” هي التي توفر الأمن
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: من أجل الحفاظ على أمن البلاد، لا يمكن لأي نسخة أن تكون مفيدة ومؤثرة مثل “السياسة الصحيحة”. السياسة الصحيحة تجلب السلام والأمن. عسكرة البلاد والمحافظة ومدينة زاهدان التي تخضع لرؤية أمنية منذ فترة، والرؤية الأمنية إلى المصليات والمساجد والأسواق، ليست الحل؛ وإذا جلبت الأمن فهو مؤقت، بل الأمن الدائم والمستدام يكون بتطبيق السياسة الصحيحة.
وصرّح فضيلته: إنّ نجاح دولة الدكتور بزشكيان يكمن في شعبيته وأن يبقى مع الشعب، وهذه السياسة يمكن أن تحقق الأمن والسلام وتحل المشكلات.


الوفاء بوعود بزشكيان يصبّ في مصلحة الوطن
أكّد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نوصي أصحاب القرار بأن يتركوا يد الدكتور بزشكيان مفتوحة ليفي بوعوده، لأن وعوده تصبّ لصالح الوطن، فإذا واجه السيّد بزشكيان صعوبة في الوفاء بوعوده ولم يتمكن من الوفاء بوعوده، فإن الشعب الإيراني سيصاب بخيبة أمل كاملة وسيفقد أمله الأخير.
وتابع قائلا: لا ينبغي أن يفرض أناس على السيد بزشكيان في اختيار دولته، بل يجب أن يكون حرا وقادرا ليمكنه توظيف الأشخاص الأكفاء المؤهلين كما وعد.
وتابع: ينبغي للحاكم أن يكون واسع الرؤية. أنصحكم بتوسيع الأفق وإزالة بعض الخيارات الصعبة، وتجاهل بعض العيوب؛ فلا تحرموا من لا يلتزم بجميع الصلاة، ولكن له الكفاءة والإنسانية والضمير والعلم، من المنصب، وإن الشخص الذي يصلي ويقوم الليل ولكنه شخص ضيق الأفق، وليست لديه الكفاءة والقدرة اللازمة، فهذا الشخص يضر بكم ويثير سخط الشعب ضدكم.
وأضاف قائلا: لقد عانى الشعب الإيراني من مشكلات كثيرة حتى الآن، وما زال يعاني من مشكلات وأزمات ثقيلة في القطاع الاقتصادي وغيره من المجالات، فلا تفرضوا المزيد من المشكلات والمصاعب على هذا الشعب، واسمحوا للسيد بزشكيان أن تكون لديه الاختيارات التامة حتى يتمكن من توظيف المؤهلين والمتميزين، لأن الرئيس باعتباره المدير التنفيذي للبلاد يجب أن يكون مسؤولاً أمام الشعب، فإذا كنتم تهتمون بالبلد والشعب وتهتمون بأنفسكم، فلا تكونوا ضيقي الأفق واسمحوا للأشخاص المؤهلين والمثقفين للعمل.


على المجتمع الدولي وقف إسرائيل المعتدية
وفي جزء آخر من كلمته أشار خطيب أهل السنة إلى الأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وقال: منطقة الشرق الأوسط تواجه أزمات كثيرة، وللأسف استشهاد إسماعيل هنية زاد من شدة هذه الأزمات وكان سببا في تصعيد التوترات.
وأضاف: إذا اتسع نطاق هذه الحرب والصراع، فإن هناك خطرا أن تمتد لهيبها إلى المنطقة بأكملها، ولذلك فإننا نطالب المجتمع الدولي وشعوب العالم بإيقاف إسرائيل المعتدية التي لا ترغب في حل القضية.
واستطرد خطيب الجمعة: إلى متى ستستمر هذه الحرب وتسفك الدماء؟! لا بد من منع وقوع خسائرها، والتعامل العادل والتسوية المنصفة هو الحل الأفضل.


الشعب لديهم مخاوف تجاه جرائم القتل المشبوهة في المحافظة
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد معربا عن قلقه إزاء وقوع جرائم القتل المشبوهة في محافظة سيستان بلوشستان وقال: في الآونة الأخيرة، وقعت جرائم قتل مشبوهة في محافظتنا، وتعرض عدد من العلماء وبعض رجال الأعمال للاغتيال، ولم يعرف من هو وراء اغتيالهم. يشك الناس في جرائم القتل العمياء هذه، لأنه لم يتم القبض على القاتلين حتى الآن.
وصرّح فضيلته: إن واجب السلطات بما فيها الجهاز القضائي والجهاز الأمني ثقيل جداً في هذا المجال، لأن هذه الأجهزة مسؤولة عن حياة الناس وسلامتهم، ويجب أن تكون مسؤولة عن سلامة الناس. توفير الأمن والصحة والاقتصاد مهم جداً ومن واجبات كل حكومة، وتوفير الأمن هو الأولوية.
وأضاف خطيب الجمعة: قد يؤدى إهمال بعض قوات الشرطة، إلى ظهور حوادث مؤلمة على الطرق والحدود، وتقتل نساء وأطفال في الطرق أحيانا، كما يقتل مواطنون في الحدود يقومون بنقل السلع أو المحروقات، يجب أن نعلم أن جميع هؤلاء هم أبناء وطننا الأعزاء لجأوا لنقل المحروقات إلى الحدود بسبب الضرورة والجوع، وعلينا مسؤولية تجاههم.


لم تكن للإعدام بتهمة المخدرات أي نتائج بالنسبة للبلاد
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد “تزايد عمليات الإعدام في البلاد”، وقال: للأسف تزايدت عمليات الإعدام في البلاد في الآونة الأخيرة، وإن هذه الإعدامات لا تصب في مصلحة الدين والوطن والشعب، والإعدام بسبب المخدرات ليس أمراً صحيحاً، وهذه الإعدامات منذ بداية الثورة وحتى الآن لم تسفر عن أي نتيجة سوى ترك الأسر بلا أولياء.
وأضاف: هناك طرق أفضل وأسهل لمنع تجارة المخدرات بدلاً من القتل والإعدام.


“القتل السياسي” أسوأ أنواع جرائم القتل في العالم
كما أدان فضيلة الشيخ عبد الحميد بشدة “جرائم القتل السياسي” وقال: جرائم القتل السياسي بشعة للغاية، وهي أسوأ أنواع القتل في العالم. يجب أن تتوقف جرائم القتل هذه.
وقال خطيب أهل السنة في الجزء الأخير من كلمته: الحادثة الأخيرة التي وقعت لأحد من المهاجرين في إيران وأيضا الحادثة التي حدثت لإحدى الفتيات في بلادنا وبثتها وسائل الإعلام في العالم، مثل هذه الأحداث بعيدة كل البعد عن الحضارة.
وأضاف: نصيحتنا للسلطات أن تأخذ الحيطة والحذر حتى لا تحدث مثل هذه الحوادث في البلاد.

54 مشاهدات

تم النشر في: 11 أغسطس, 2024


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©