صرح فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (27 محرم 1446) بأن “حكومة الوحدة الوطنية” ستتحقق بتوظيف مؤهلي مختلف القوميات والمذاهب والنساء في المناصب العامة والمحلية، معتبرا “التغيير والتطور” و”تحقق المطالب والمطالبات” و”حل مشكلات الشعب بأكمله”، أحد أهم أهداف مشاركة الشعب في الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة.
صوّت الشعب لبزشكيان من أجل التغيير والتطور وحلّ المشكلات
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى حفل تنصيب رئيس الدولة الرابعة عشر، وتابع قائلا: كان الرئيس بزشكيان يتوقع دعم الشعب الإيراني وأطلق وعوداً بإيجاد التغيير والتحول، وكانت الكثير من وعوده تتماشى مع مطالب الشعب وتوقعاتهم، وهذه الوعود جعلت الشعب أن يأتوا إلى صناديق الاقتراع.
وأضاف: الذين صوتوا للدكتور بزشكيان صوتوا للتغيير والتطور وتحقيق مطالبهم ولحل مشكلات الشعب أجمع، وكانوا يأملون أن يحل الدكتور بزشكيان المشكلات بالوفاء بوعوده.
إيران ليست لطائفة واحدة؛ بل هي لجميع القوميات والمذاهب والفئات من المواطنين
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: إيران موطن الشعب الإيراني من كافة القوميات والمذاهب والشباب والنساء والأطياف المختلفة، وإيران موطن هؤلاء جميعا وليست لغيرهم. البعض من ضيقي التفكير يظنون أن إيران للطائفة الفلانية أو المذهب الفلاني، في حين أن إيران ليست لطائفة بل للشعب الإيراني جميعا.
وأضاف: إن كل دولة وحكومة مهما كانت، يلزم على نظامها بسط مظلته فوق جميع الشعب، وأن يعامل الجميع على قدر واحد من المساواة، ولا يفضل البعض على بعض، بل يطبق العدالة، ويستخدم كفاءات جميع الشعب.
“القضاء على التمييز” و”تسليم الأمور إلى أهلها” من أهم مطالب الشعب الإيراني
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: الشعب الإيراني يتوقع إزالة التمييز وتطبيق العدالة. في أي بلد وخاصة في ظل النظام الإسلامي لا ينبغي أن يكون هناك خوف أو قلق حول التمييز، لأنه من وجهة نظر الإسلام يعتبر الظلم وعدم المساواة خطيئة كبيرة لا تغتفر.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: من المطالب المهمة والبارزة للشعب الإيراني أن يسند العمل إلى أهل الكفاءة على أساس الجدارة والاستحقاق، ولا بد من مراعاة العدالة بين جميع القوميات والطوائف، ويجب على المسؤولين أن يتصرفوا بطريقة لا يكون هناك شعور بالتمييز في المجتمع، لأن التمييز له آثار خطيرة ودائمة للغاية.
لا يجوز تفضيل مؤهلي قوم على قوم ولا طائفة على أخرى
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: نأمل أن يهتم بالنساء والقوميات والطوائف، وإنما تتحقق الوحدة الوطنية إذا تم تحقيق المساواة بين المؤهلين في المجتمع في التوظيف في المناصب العامة، وعدم تفضيل مجموعة قومية وأهل مذهب على مجموعة قومية أخرى، وعدم تفضيل الرجال المؤهلين على النساء.
وأعرب فضيلته عن أمله في أن ينجح الرئيس بزشكيان في الوفاء بوعوده، وتابع قائلا: إن تحقيق مطالب الشعب وتطلعاته وتحقيق العدالة وإثارة الأمل في الحياة وحل الهموم، هو نجاح كبير يمكن أن يحققه رئيس الجمهور.
المشكلات الاقتصادية أنهكت الشعب
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى المشكلات الاقتصادية والمعيشية في البلاد وقال: لقد أتعبت المشكلات الاقتصادية الشعب حقاً؛ فقدت العملة الوطنية قيمتها، ولقد مضى يوم كان يمكن فيه تلبية جزء من الاحتياجات بمليون تومان في البلاد، لكننا اليوم وصلنا إلى وضع حيث إذا كان الإيراني في جيبه عشرة ملايين تومان ويذهب إلى السوق، فلا يعرف أين ينفق هذا المقدار، لأنه لا يستطيع أن يحصل به على جزء بسيط من احتياجاته.
واستطرد فضيلته قائلا: إن حل مشكلات البلاد الاقتصادية يتطلب الجدية، والتخطيط الدقيق، والنظر الواسع، وإجراء تغييرات سياسية في الداخل والخارج، حتى تعود قيمة العملة الإيرانية ويتحسن الوضع الاقتصادي، ويخرج الشعب من هذه الأزمة.
لا بد من الاعتراف بأهل السنّة في البلاد
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: من المطالب المهمة الأخرى الاعتراف بأهل السنة في البلاد، ليمكن لهم ممارسة عباداتهم بحرية، ويجب ألا تطاردهم قوات الشرطة والأمن لأجل الصلاة وفي قاعات الصلاة. فإذا قامت قوات الشرطة والأمن بواجب، يجب أن يكون في اتجاه الحرية، وينبغي أن يتمتع أهل السنة بالحرية في مجال التعليم أيضاً. لقد أعطى القانون هذه الحرية، لكن للأسف لا يعمل بهذا الدستور الذي يحتاج الكثير من بنوده إلى التغيير.
وأضاف فضيلته قائلا: من أكبر المشكلات في بلادنا عدم تطبيق القانون، وكل من يملك السلطة يتصرف وفق سلطته، وفي بعض الأحيان يتخيّل شرطي أنه هو النظام؛ رغم أنه ليس النظام، فهو شخص عادي يجب أن يقوم بواجبه كضابط وجندي في القوات المسلحة.
وأكد فضيلة الشيخ قائلا: نرجو أن تتحقق مطالب أهل السنة في الدولة الرابعة عشرة، وأن لا يشعر المواطن السني بالخوف، وأن يشعر بالأمان في أي مكان يصلي فيه، أو يعلم القرآن الكريم، أو يمارس سائر الأمور الدينية.
على حكومة باكستان الاستماع إلى المتظاهرين في تجمّع جوادر والاهتمام بمطالبهم
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من كلمته إلى الأحداث الأخيرة التي شهدها إقليم بلوشستان في باكستان، وتابع قائلا: إن باكستان من الدول المجاورة والصديقة، ولدى البلدين مصالح قديمة وعلاقات طيبة. تم أخيرا بدعوة من النسوة تنظيم وقفة احتجاجية كبيرة في مدينة جوادر في بلوشستان.
واستطرد فضيلته قائلا: هؤلاء المتظاهرون لديهم مطالب، منها أن الكثيرين منهم فقدوا أعضاء عوائلهم وأسرهم؛ تريد عائلات المفقودين معرفة مصير المفقودين، ويريدون من الحكومة أن تطمئنهم على مصير أهلهم وتخرجهم من التحير والقلق بشأن مفقوديهم، ولديهم أيضا مطالب أخرى.
وقال خطيب أهل السنّة في زاهدان: من واجب جميع الدول والحكومات عدم قمع التجمّعات الاحتجاجية السلمية، بل الجلوس مع المتظاهرين والاستماع إلى كلامهم، فإذا كانت لديهم مطالب معقولة ومشروعة لا بد من الاهتمام بها.
وأضاف قائلا: من واجب كلّ نظام وحكومة مراعاة شعبها؛ وتوفير الأمن، وبناء البنى التحتية، وإتاحة الفرصة للناس لتعلم العلم والمعرفة وكسب العيش.
وقال خطيب أهل السنّة في زاهدان: في قضية إقليم بلوشستان، نصيحتنا للجانبين أن يجلسوا معًا ويحلوا قضاياهم من خلال الحوار والتفاهم، كما نطلب من المسؤولين في الحكومة الباكستانية الاستماع إلى شعب بلوشستان والذين تجمعوا في جودار والاهتمام بمطالبهم، وعدم السماح بقمع التجمعات السلمية والاحتجاجات. الاهتمام بمطالب الشعوب يساعد على أمن الجميع.
ندين بشدة عملية الاغتيال الجبانة لإسماعيل هنية/ على المجتمع الدولي أن يلوم إسرائيل
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى اغتيال إسماعيل هنية في طهران قائلا: إن اغتيال واستشهاد الدكتور إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، كان حادثاً مريراً للغاية، وإننا ندين بشدة هذا الاغتيال الجبان.
وأضاف: كان هذا الاغتيال محزنا وثقيلا جدا علينا من ناحيتين؛ إحداهما أن الدكتور إسماعيل هنية كان من القادة الذين له أتباع كثيرون في أماكن حساسة مثل فلسطين وغزة، فبدلاً من اغتيال القادة وقتلهم، يجب استخدام وجودهم لحل القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا. لماذا العالم والحكومات الكبرى الإسلامية وغير الإسلامية في العالم فاشلة وغير قادرة على حل القضية الفلسطينية؟! يجب أن تكون هناك تسوية عادلة ويجب أن تكون للشعب الفلسطيني دولته المستقلة.
وأضاف فضيلته: يمكن لشخص مثل الشهيد إسماعيل هنية أن يقوم بدور مهم في حل المشكلة، ويمكن للمجتمع الدولي أن يستعين به وبأمثاله لحل المشكلة.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: أما الجزء المحزن الثاني في اغتيال إسماعيل هنية فهو أنه كان ضيفاً على بلادنا وكانت إيران هي المضيفة، لماذا لم يتم النظر في حرمة المضيف؟! والاعتداء على ضيف بلد أمر مقزز وقبيح للغاية، وإن مهاجمة الضيف وإرهاب الضيف هو في الواقع اعتداء على المضيف واعتداء على كرامة المضيف وشرفه.
وصرح فضيلته قائلا: إسرائيل لم تأخذ بعين الاعتبار كافة الجوانب في هذه القضية، وتصرفت فقط بناء على المشاعر، ونطالب العالم أن يلوم إسرائيل في اغتيال إسماعيل هنية، ويحاسب الحكومة الإسرائيلية، ويحل الموضوع حتى لا ينشأ -لا سمح الله- وضع تمتد فيه نيران الحرب إلى المنطقة بأكملها ويعم المنطقة بأكملها، ويحترق الجميع في لهيب الحرب، والمسؤولية تقع على جميع الدول والحكومات في هذا المجال، وعلينا جميعا أن نفكر في الإنسانية وحقوق الإنسان.
على الهيئة القضائية للقوات المسلحة متابعة قضية إطلاق النار وقتل امرأة في “خاش” بجدية
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في الجزء الأخير من كلمته إلى الحادثة الأخيرة التي وقعت في إحدى قرى مدينة خاش وقال: في الأسبوع الماضي، ذهب بعض القوات الأمنية إلى قرية “قادر آباد” بالقرب من مدينة “خاش” وحدث إطلاق نار وقُتلت إمرأة وأصيب شابان آخران.
وأشار فضيلته معرباً عن أسفه لهذا الحادث قائلا: من المؤسف حقاً أن تقتل امرأة ويصاب أبرياء آخرون جراء إطلاق النار من جانب الضباط المسؤولين عن توفير الأمن والدفاع عن المدنيين العزل! يجب على جميع الضباط الذين يخدمون أن يضعوا في اعتبارهم دائمًا أنهم مسؤولون عن حماية حياة الناس وممتلكاتهم، ويجب أن يكونوا محسنين ومتعاطفين مع الشعب، ويمتنعوا عن إطلاق النار إلا وقت الحاجة.
وأكد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: يرجو الشعب من الهيئة القضائية للقوات المسلحة متابعة مثل هذه القضايا بجدية، حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث في المستقبل. يجب دائمًا استجواب الضابط الذي يخالف القانون ومحاسبته.