طالب فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة غي مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (20 محرم 1446) بوقف إعدام السجناء السياسيين، وخاصة النساء.
وقال فضيلته: تزايدَ اعتقال الناشطين السياسيين في البلاد، وحكم على بعضهم بالإعدام، نقول عن نصيحة وإرادة خير: أوقفوا أحكام الإعدام، فالإعدام مضر للبلد والمسؤولين، أوقفوا الإعدام وخاصة إعدام النساء، اسمحوا للناشطين السياسيين أن يقوموا بأعمالهم، ولا تلقوهم في زوايا السجون، وحاولوا الخضوع لمطالب وتوقعات الشعب الإيراني العزيز.
“التمييز” عمل المتطرّفين وغير المنصفين
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى حفل تنصيب رئيس الجمهورية وأداء اليمين في الأسبوع المقبل وتقديم تشكيلة الدولة الجديدة إلى البرلمان، قائلا: نظراً لكلام السيد بزشكيان الذي تحدث عن حقوق النساء والقوميات والمذاهب، وطرح آلام الشعب العربي، يرجو الشعب في أن يكون المسؤولون قد توصلوا إلى نتيجة أنه لا بد من إزالة التمييز الذي استمر لمدة 46 عامًا؛ التمييز الذي هو من عمل وخصائص المتطرفين وغير المنصفين.
أوقفوا التمييز الذي استمر 46 سنة
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: من العدل والإنصاف أن ينتهي التمييز الذي دام 46 عامًا، ويتوقع الشعب الإيراني أن تكون هناك رائحة العدالة والإنصاف، ومن المناسب أن تكون النساء والقوميات والمذاهب موجودة في الدولة الجديدة. إن أهم قوة لأي بلد هي الوحدة الوطنية والتماسك الوطني، ولا يتحقق ذلك إلا بالعدل والمساواة، ونأمل أن تقع هذه التغييرات، ويجب على القوات المسلحة ومراكز القوى الأخرى في الجمهورية الإسلامية أن تعترف بصلاحية المرأة والقوميات والمذاهب، وهذا سيحقق التضامن الوطني والوحدة الوطنية، ومن شأنها أن تضمن الأمن الوطني وتزيل التهديدات الداخلية والخارجية.
وصرح خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: العدل فيه خير الدنيا والآخرة، ولكن في الظلم والتمييز خزي الدنيا والآخرة. نصيحتنا هي توظيف الأكفاء والمؤهلين في الإدارة، فالضعفاء والعاجزون الذين يتظاهرون بالتدين وبعض الأعمال الظاهرية، هؤلاء في الحقيقة متاجرون، ولا بد من توظيف من لديه الأهلية والصلاحية.
وشدد فضيلته على فشل نظام اختيار المديرين في البلد، وقال: على من بيدهم اختيار المديرين أن ينتبهوا إلى أن اختياراتهم السابقة لم تنجح، وأن البلد متورط وغارق في الاختلاسات والمفاسد التي هي من نتائج هذه الاختيارات الضعيفة.
وأضاف: من الحق الوطني للشعب أن يتولى الأعمال أهل الكفاءة وليس السماسرة الذين يقدمون الرشاوى، فكلنا نعرف ما يحدث في البلاد. نحن لا نقول إن الجميع فاسدون، لكن الكثير الذين يأتون عبر العلاقات والطرق غير الشرعية، ويحصلون على مناصب، يصبحون سبباً في شقاء الشعب.
الرأي العام في العالم ضد إسرائيل
وفي جزء آخر من كلمته، قال فضيلة الشيخ عبد الحميد ردا على كلمة رئيس وزراء إسرائيل في الكونجرس الأمريكي: الجميع يرى ما يفعله الجيش والحكومة الإسرائيلية في غزة والأراضي الفلسطينية. في البداية كانوا يستهدفون المدنيين في العمارات والمباني ويطلبون منهم الذهاب إلى المخيمات والصحارى، لكنهم الآن يلقون القنابل على المخيمات أيضًا، ويرى الناس سوء الوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وسكان غزة، ولقد تم قتل ما يقرب من أربعين ألف شخص هناك؛ هؤلاء ليسوا مسلحين بل هم مدنيون.
وأضاف: الفلسطينيون بشر وقتلهم بهذه الطريقة التي تفعلها إسرائيل لا يجوز في أي قانون من القوانين البشرية أو الشرائع الإلهية، ولا يحق لأي حكومة أو أمة أن تتجاهل حقوق الإنسان، وتقتل الناس بلا رحمة وعلى نطاق واسع.
وصرّح خطيب أهل السنة في زاهدان: الرأي العام في العالم ضد إسرائيل، إلا القليل ممن لديهم قلوب مريضة حيث يتعاطفون مع إسرائيل. لماذا لا تُجبَر إسرائيل على استخدام الطرق الدولية والمشروعة؟ هذه ليست حرباً بين جانبين، لأن الجانب الآخر ليست لديه أسلحة، لكن إسرائيل تستخدم أحدث الأسلحة اليوم على غزة وأهل غزة. فأي عاقل يقبل هذا؟
وأضاف: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي حاول الدفاع عن نفسه في الكونجرس الأمريكي والحصول على دعم الكونجرس، لكن لم يقبل العالم الواعي ونخب العالم هذا الدفاع منه، ولم تكن هناك نقطة إيجابية في خطاب نتنياهو لمنع إراقة دماء النساء والأطفال التي تراق بغير حق.
خطاب نتنياهو مخيب للآمال ومتطرف للغاية
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد خطاب نتنياهو بأنه “مخيب للآمال ومتطرف للغاية”، وقال: زعم نتنياهو إنه سيقاتل حتى النصر؛ وفي حين ليس في سفك الدماء بغير حق والقتل الهمجي نصر لأحد، وعلى نتنياهو أن يعلم أنه بقتل الشعب الفلسطيني والمظلومين سواء كانوا يهوداً أو مسلمين أو لا يؤمنون بالله تعالى، لن ينتصر أحد، ولكن سيحل غضب الله تعالى على من يقتل الشعب المظلوم.
وحذر فضيلته نتنياهو قائلا: إن لم تكن شاهدت أنت، فقد رأينا نحن كيف يهدم بيت الظلم ولا يبقى للظالم أثر أو ذكر. أعتقد أن في حالة الرئيس الحالي للولايات المتحدة الذي كان رئيسًا لمدة أربع سنوات وكان من المتوقع أن يكون رئيسًا لمدة أربع سنوات أخرى، وكان مؤيدوه جميعًا لديهم نفس الفكرة، لكن طاردته لعنة دماء الفلسطينيين المضطهدين وحال دون استمرار حكومته دعمه لإسرائيل بأسلحته المدمّرة والخطيرة.
وصرّح فضيلته: أن الأسلحة الحربية والأموال التي تمتلكها إسرائيل تأتي من قوى أخرى، وإسرائيل تمتلك أحدث الأسلحة في الشرق الأوسط. فلو كانت إسرائيل تقاتل حماس، فإنها يمكن أن تأتي بمبرر لنفسها، لكن قتلها للنساء والأطفال والشعب الفلسطيني العزل ليس لها أي مبرر.
وأكد فضيلته قائلا: تسلك إسرائيل الطريقة الخاطئة، فلا ينبغي للأميركيين أن يغضبوا الله بتأييدها، فالذي يؤيد من يسفك الدماء ويفسد في الأرض ولا يحترم حقوق الإنسان سيتضرر، وكان الواجب أن يوقف العالم حكومة إسرائيل المتطرفة.
وأضاف قائلا: نتنياهو يدرك جيداً أنه إذا أعلن وقف إطلاق النار سيخسر حكومته، لأنه يجب عليه أن يجيب عن سبب عدم قدرته على توفير أمن إسرائيل، وإنّ الواجب المهم للحكومة هو توفير الأمن، ونتنياهو يعرف أين تكمن المشكلة؛ لهذا السبب فهو لا يريد وقف إطلاق النار.
واستطرد فضيلته قائلا: أفضل طريقة هي الخضوع للاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار والحل المعقول والعادل الذي يحترم حقوق الجميع. ما يقوله نتنياهو بأن القدس لا يمكن تقسيمها [و يزعم أنها لليهود خاصة] هو رأيه المتطرف، ولكن يرى جميع الخبراء والمنصفون أن القدس ملك للشعب الفلسطيني ويجب أن يعود حق الجميع إليه. إن السلام العادل والمعقول هو خلاص إسرائيل وجميع سكان تلك الأراضي، وأنا أشعر بالأسف أحيانًا لأنه لا يوجد في حكومة إسرائيل عقلاء أو يوجد قليلون لا يوفر لهم المجال.
الظلم والجور لا يجوز لأي شعب
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: الظلم لا يجوز لأي شعب من الشعوب، وإن ما تفعله إسرائيل يشوه تاريخ الإسرائيليين، لذلك رأينا كيف حمل العديد من اليهود اللافتات واحتجوا في المكان الذي كان نتنياهو يلقي خطابه، وإن قسماً كبيراً من اليهود والكثير من الإسرائيليين يرفضون الحرب، لكن قادة إسرائيل لا يستمعون إلى كلامهم المنطقي، وهو منع الحرب وسفك الدماء.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: نعتقد أن من ناصر طاغية، يرغم أنفه ويفشل في حكمه، والرئيس الحالي للولايات المتحدة الذي واجه تراجع الناس عنه وغادر المسرح بحجة الشيخوخة، نموذج من فشل وسقوط من يناصر طاغية ظالما، وهذا دليل على أنه لا يوجد إنسان في العالم بعيد عن نظر الله تعالى، وهذا تاريخ ودروس، وعلى الجميع أن يفكروا فيها ويتعظوا.