أوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (6 محرم 1446) الرئيس المنتخب، مسعود بزشكيان، أن يجعل “العدالة” و”الحرية” و”الاقتصاد” محور برامجه، ويقوم بتوظيف الكفاءات.
الرئيس الجديد أمّل الشعب وأتى بهم إلى الميدان
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد مشيرا إلى الانتخابات الرئاسية، قائلا: أجريت انتخابات رئاسية في البلاد في الجمعتين المنصرمتين، ويعلم الجميع أن اليأس كان قد اجتاح البلاد بأكملها، وكانت الضغوط المختلفة في حياة الشعب تقلقهم، وكان الشعب يائسا، ولهذا السبب في الأسبوع الأول من الانتخابات قلت المشاركة في الانتخابات جداً، أما في الأسبوع الثاني عندما كانت المنافسة بين مرشحين للرئاسة، فإن كلام السيد بزشكيان في المناظرات أعطى الأمل للشعب، وجلب اليائسين إلى الميدان، لأن بزشكيان عبر عن جزء كبير من أوجاع عامة الشعب من النساء والقوميات والمذاهب والاتجاهات المختلفة.
50% من الشعب لم يصدقوا الوعود
وأضاف خطيب أهل السنة: أصبح الشعب يرون الأمل في أن الرئيس الجديد ربما يستطيع علاج الآلام، وفي الأسبوع الثاني أتى الشعب إلى الميدان، ولم يكن التصويت لبزيشكيان في الحقيقة هو تصويت الأحزاب وفئات معينة، بل كان تصويت الجمهور، ومرة أخرى لم يصدق الـ 50% الأخرى من الشعب هذه الوعود وقالوا: إن الرئيس يذكر هذه الوعود، لكنهم قد لا يسمحون له بالوفاء بوعوده.
واستطرد: نعلم جميعا أن هناك كانت في الآونة الأخيرة بعض المشكلات الأساسية والمحورية؛ والمحور الأول كان العدالة، والمحور الثاني الحرية، والمحور الثالث الاقتصاد والمعيشة.
وصرح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: يشعر الشعب أن الأشخاص الأكفاء والقادرين لا يتم توظيفهم، والذين يجتازون الموانع الصارمة للانتخاب والانتقاء، ليسوا إلا مديرين ضعفاء ومن طيف خاص، كما تشتكي القوميات والمذاهب من عدم توظيف مؤهليهم خلال 45 عامًا من الثورة.
وأضاف: في كل الفترات جرّب أهل السنة الإصلاحيين والأصوليين و صوّتوا لهم، لكنهم لم يحصلوا على النتيجة، وكلمات الرئيس بزشكيان جعلت الشعب يأملون أن يكون قد فتح باب، ولعله يعتني بالقوميات والمذاهب ويوظف كفاءاتهم.
وأشار خطيب أهل السنّة إلى ما يتعلق بوضع النساء في البلاد، قائلا: يؤسفنا أننا لم نتمكن من إعطاء النساء مكانتهن الحقيقة، وكنا نتوقع منهن قبول كل ما نقوله. إن المرأة اليوم ليست مرأة الأمس، بل هي اكتسبت الكفاءة والقدرة، فقد التحقت بالجامعة، واجتهدت في المجالات العلمية، والعديد من النساء خبيرات، والنساء يقدمن أفضل الحلول في العديد من القضايا، وتم توظيف عدد أقل من النساء المؤهلات كوزيرات وكبار المديرين في البلاد.
وتابع فضيلته قائلا: تقول النساء ويشتكين: كيف ترون حجابنا، لكنكم لا ترون مواهبنا! تريد النساء أيضًا أن يكن في مكانهن المناسب. لقد تألق جميع الإيرانيين الجديرين في كل مكان في العالم. لماذا لا يبنون وطنهم؟ لقد تعرض جميع المؤهلين من جميع العرقيات والمذاهب ومن جميع أفراد الشعب الإيراني لتمييز واسع النطاق وشامل، والتمييز وعدم المساواة ليسا في الإسلام على الإطلاق.
وأضاف فضيلته قائلا: إن الرئيس المنتخب الجديد أفضل فرصة للحكومة والشعب، وعلى الحكومة أن تسمح للرئيس وتوفر له الحرية حتى يتمكن من تعديل السياسات الداخلية وتغيير الأوضاع. يجب أن تكون لنا علاقات جيدة مع البلدان المتقدمة، وندافع عن حقوقنا وكرامتنا حتى تكون لنا علاقات جيدة مع العالم أجمع وتعود قيمة عملتنا.
وأكد فضيلته قائلا: الذين ادعوا أن العقوبات نعمة، وإننا نتجاوز العقوبات، تبين أخيرا أن الأمر لم يكن كما قالوا، بل تركت العقوبات أثرها، ولقد استثمر العديد من الأشخاص والجهات المصالح الوطنية لصالحهم، والشعب يعاني من الفقر والجوع. لم نشهد مثل هذا الظرف العصيب للشعب الإيراني من قبل، وهذا المقدار الذي يقدم كدعم مالي للشعب، شيء تافه عديم القيمة، بل يجب أن تكتسب العملة قيمتها وتخلق فرص العمل للمواطنين.
أهمّ واجب يواجهه الرئيس المنتخب هو محاربة الفساد
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: نرجو أن يتحسّن الاقتصاد، وإن “الاقتصاد” و”السياسة” متلازمان إلى حد أنّ الاقتصاد لن يتحسّن إلا بعد إصلاح السياسات الداخلية والخارجية، وإن أهم واجب أمام السيد الدكتور بزشكيان هو مكافحة الفساد، وهذا يتطلب جهداً كبيرا، وهناك حاجة كبيرة إلى التحرك في هذا الاتجاه بحيث يجب التنسيق بين جميع المؤسسات لإزالة التمييز وتحقيق العدالة ومحاربة الفساد.
قوة النظام تكون بتطبيق العدالة والحرية
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أحيانا يتحدث البعض عن قوة النظام، وهذا أمر جيد، ولكن برأيي إن قوة النظام ليست في إنتاج الأسلحة والقوات المسلحة، بل القوة الكبرى في أي نظام تكون بتطبيق العدالة والحرية، وأي نظام يدعمه الشعب ذلك النظام لديه قوة وسلطة. إن تلبية مطالب الشعب والاستماع إلى هتافات النساء والقوميات والمذاهب، وكل الشعب الإيراني هو النقطة الأساسية.
وتابع فضيلته قائلا: الكمال أن تكسب قلوب الشعب، فإذا يئس الشعب فلن يعود لديهم الأمل، وإذا ضاعت هذه الفرصة فلن تعود.
على الرئيس الجديد توظيف كفاءات القوميات والمذاهب والنساء
وفي ختام خطبته، قال خطيب أهل السنة: نصيحتي للسيد الدكتور بزشكيان أن يوظف المؤهلين من القوميات والمذاهب والنساء في دولته، وأن يسعى في تعيين المؤهلين، وليس الذين تتم شفاعتهم في جميع الوزارات، ونأمل أن يوفي بوعوده التي أعطاها للشعب في الحملة الانتخابية.